ما زال صوت المثقف السعودي الشيعي خافتا في التعاطي مع الأعمال الإرهابية التي حصلت في «العوامية»، بل إنني أجد أن معظم الإدانات المنشورة هي في الغالب استنطاقات صحفية وليست مبادرات إبراز مواقف فاعلة وإلقاء خطب وكتابة مقالات وعقد ندوات ومحاضرات تواجه هذا الإرهاب وتحصن المجتمع المحلي منه، باستثناء بضعة أصوات شجاعة ! لا أريد من المثقف السعودي الشيعي أن يكون رأس حربة في معركة المجتمع مع الإرهاب في حديقته الجغرافية الخلفية، لكنني على الأقل أريد أن يكون له نفس نبرة ومستوى الصوت الذي أسمعه عندما يتصدى لأعمال وأفكار وأخطار الإرهاب في القصيم والرياض وجدة، أريد أن تكون له نفس الجرأة الوطنية في تعرية التطرف والإرهاب المنضوي تحت عباءة الطائفية والتبعية الخارجية عندما يعري إرهاب وفكر تنظيمات كالقاعدة وداعش ! ليس مقبولا أن يتوارى هذا المثقف عن القيام بدوره في حماية مجتمعه لأي سبب كان، فما يمارسه الإرهابيون في «العوامية» لا يؤثر في الدولة لأن أثره لا يتجاوز أسوارها وضرره لا يمس غير سكانها وشظاياه لا تصيب غير جدرانها، ومن واجب مثقف المنطقة أن يشارك بقية مثقفي الوطن في التصدي لهذا العبث وحماية المجتمع من سهامه التي تسهدف عقول وأرواح شبابه !