بعد اعتقال الخليتين الارهابيتين في الرياضوجدة الاسبوع الماضي حمدنا الله على قوة المؤسسة الامنية ومبادرتها في وأد الارهابيين قبل ترويع الابرياء، وفرحتنا بتلك المبادرة شابها الكثير من الألم بسبب اماكن تخزين تلك الاسلحة والتي استغلت من خلالها بيوت الله، وتلك الجريمة تقشعر لها الابدان وتستدعي من الجميع مشاركة المؤسسة الامنية في التصدي للارهاب، ولعل المسؤولية الرئيسة تقع على مؤسسات التنشئة الاجتماعية التي عليها تكريس ثقافة الاحترام والانتماء للمسجد كمؤسسة دينية رئيسة في توجية المجتمع في الكثير من حراكه الاجتماعي والثقافي. تنوعت ردود الفعل في حجمها وارتفاع صوتها وكانت في مجملها رافضة ومستنكرة للعمل خاصة استغلال المسجد لممارسة جرائمهم الارهابية.. وكان صوت الخطاب الديني حاضرا ومهما ولكن للاسف غاب البعض والبعض الآخر كان صوته ضعيفا ولا يرتقي لبشاعة استغلال المسجد لممارسة جرائمهم بهدف زعزعة الامن الوطني عبر بوابات متنوعة. نعم حضر الخطاب الديني ولكن نحتاج ان يكون الصوت اقوى واعلى واجرأ في مناقشة الفكر الارهابي ومحاولات زراعة الفتنة في المجتمع عبر اكثر من بوابة واكثر من كلمة.. نبذ الارهاب مسؤولية الجميع ورفض استغلال المسجد قمة العمق في مقاومة هؤلاء الارهابيين وتقليم اظافرهم بكشف حقيقتهم وكشف تنوع ارهابهم وبعدهم عن الدين وبحثهم عن الفتنة فهم اليوم ارهابيون وسيبقون ارهابيين وان كانت اشكالهم توحي بالتدين حيث اطالة اللحية وتقصير الثوب للامعان في خديعة المجتمع وخاصة عامة المجتمع. أتمنى من العلماء وخاصة اصحاب المنابر الاعلامية وممن يستخدمون وسائل الاتصال الحديثة ان يكون صوتهم اكثر علوا واكثر جرأة في مواجهة الارهاب بعد ان تعرى اصحابه واصبحت غاياتهم مكشوفة بعد استغلالهم المسجد لاخفاء اسلحتهم فقد فاقت جرائمهم كل التوقعات مهما كانت سلبية..؟! لا نريد من علمائنا تناول الموقف والحدث فقط بل تحليل المنظومة ومتابعة كل اساليبها وكشف نواياهم واهدافهم البعيدة عن الدين والتي ايضا لا تتفق مع المصلحة الوطنية بل تخدم اعداءنا وتحقق اهدافهم في زعزعة امننا وتوجيه طاقاتنا من البناء والاصلاح لمتابعتهم. تحليل منظومة هؤلاء من خلال علماء الدين مطلوب بإلحاح لان بعضهم مازال يصر على ارتداء عباءة الدين لدرجة ان البعض يعتقد ببراءة بعض المسجونين في عمليات ارهابية سابقة.. أهمية الخطاب الديني في المجتمع السعودي تعمق مسؤوليته وتفرض على علمائنا ادراك دورهم في مواجهة الفكر بالفكر بلغة واضحة واعطاء الاحداث مسمياتها، فهؤلاء ارهابيون وليسوا ضالين فقط، هؤلاء خطر على الوطن ومشروعهم تدمير الوطن بالعموم وليس بعض رموزه، هؤلاء يسعون لهدم كامل ثرواتنا البشرية والمادية لاعادتنا لحالة الانعزال والتخلف، وهم هنا يخدمون اعداءنا بمختلف فئاتهم واهدافهم.. والضحية الاولى الوطن والمواطن..