? رمزي عبدالجبار (جدة) شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ انتقد عدد من الاختصاصيين ما اعتبروه تجاهل ذوي الإعاقة الحركية خلال تصميم المنشآت والمرافق العامة، مثل الدوائر الحكومية والمساجد، فضلا عن اعتداء بعض الأصحاء على المواقف المخصصة لهم، ما يفاقم من معاناتهم، مشددين على أهمية وضع مزلقانات ومسارات تسهل تنقل الكراسي المتحركة التي تقلهم عليها. ورأى المهندس ناصر عبدالجبار ضرورة وضع ذوي الاحتياجات الخاصة بعين الاعتبار خلال تشييد المنشآت العامة والمتنزهات، لافتا إلى أنه من حق ذوي الإعاقة الحركية، الشعور بالتساوي مع أقرانهم في المجتمع، وعدم كسرهم بحواجز تمنعهم من أبسط حقوقهم المشروعة. وقال عبدالجبار: «الواجب تهيئة المرافق العامة لتتناسب معهم ومع احتياجاتهم، وذلك قبل عمل أي تصميم هندسي، ويأتي ذلك من الرقي والتحضر والإيجاب»، مشيرا إلى أن تلك الإجراءات من البديهيات في المجتمع الأوروبي، لذا نجد المعاقين اجتازوا الانعزال والهروب من ذلك الجمود، وكانوا شركاء حقيقيين في النجاح والتطور، لأن المجتمع كفل لهم اندماجهم ولأن المسؤولين هناك قاموا بواجبهم حيال ذلك. وبين عادل إبراهيم دغريري أنه حين قرروا في لجنة «مجتمعنا التطوعي»، إنتاج الفيلم أو المقطع عن معاناة ذوي الإعاقة، تطرقوا من خلال السيناريو لشعور ذوي الإعاقة الحركية من العقبات التي يواجهونها، والمعاناة التي تكسر طريق العبور والصعود، في الكثير من المرافق العامة، مثل المساجد والدوائر الحكومية. وانتقد دغريري استيلاء بعض الأصحاء على المواقف المخصصة لذوي الإعاقة الحركية في المرافق الحكومية، واستخدامها عنهم وحجزها بسياراتهم، مبينا أن المنفذين للأرصفة في الحدائق، تناسوا أن المعاقين فئة لا تتجزأ من المجتمع. واستدرك بالقول: «ولكن الحمد لله بعد أن تناقل المجتمع المقطع، ووصل لعدد من المسؤولين، بدأنا نشاهد التوجه للإصلاح، والتعديل، ولكن مازلنا بحاجة لكثير من الدورات التثقيفية، والتوعوية، حتى نغرس في المجتمع ككل حاجة هذه الفئة الغالية للتكيف والتكاتف، والشعور بمعاناتهم، والوقوف على مسببات ذلك التهميش». من جهته، ذكر معلم التربية الخاصة علي أحمد سهلي أن الأبجديات التي نسير عليها مخالفة للحقيقة فحينما نوفر برامج ومعاهد لذوي الاعاقة، يجب علينا أن نهيئ البيئة التي من شأنهم أن يعيشوا ويتعايشوا فيها، مشددا على أهمية أن نكون أكثر واقعية في خلق جو متكافل يضمن سبل تنقلاتهم، ونكسر كل الجمود الذي يحيل بيننا وبينهم في أبسط تفاصيل الحياة، «فمن غير المعقول تعليمهم تلك الأبجديات التي لم نطبقها واقعا ملموسا، وإن طبقناها فهو واجب تجاههم ومن أهم تلك التطبيقات هو تكيف المجتمع حقيقة وتعاملا وواقعا». بدوره، أفاد الأخصائي النفسي سامي عبدالله أن عدم وجود مزلقانات، وممرات تتناسب مع ذوي الإعاقة الحركية، يسبب لهم شعورا بالإحباط من المجتمع، وشعورا نفسيا يجعلهم أكثر انطوائية، وأكثر بعدا عن التكيف الاجتماعي، والانخراط في المجتمع، وأيضا يعتزل عن الخروج مع أسرته للتنزه أو غيره، مما يسبب ضيقا وحرجا وخوفا. وبين محمد راجح «ماجستير تربية خاصة»، أن الاستفادة من المرافق العامة، حق مشروح لجميع فئات المجتمع، بغض النظر عن قدراتهم واحتياجاتهم، منتقدا حرمان ذوي الاحتياجات الخاصة من الاستفادة من المرافق التي لم تهيأ لهم، لتتلاءم مع ظروف إعاقتهم، والمشكلة تعود إلى قلة الوعي المجتمعي، إضافة الى ضعف الرقابة على من يصمم وينشئ تلك المرافق. وأوضح راجح أن المسؤولية تكون بالشراكة على الجهات الحكومية الرقابية، وعلى المختصين والمهتمين بمجال الإعاقة، فعلى هذه الجهات متابعة تصميم وإنشاء المباني، والمرافق العامة، واشتراط أن تلبي الاحتياجات الخاصة للمعاقين، كما يجب عليها استخدام وسائل الإعلام المختلفة، ووسائل التواصل الاجتماعي، لتوعية المجتمع بالإعاقة بشكل عام وبأهمية عدم استخدام المرافق الخاصة بالمعاقين كموافق السيارات الخاصة بالمعاقين على سبيل المثال. وروى سعود أحمد (النزيل بمركز التأهيل الشامل) ما يلاقيه من إحراج أثناء دخوله للمساجد، أو المرافق العامة، المتمثلة في عدم وجود مزلقانات، لافتا إلى ذلك كفيل بإحساسه بالإحباط النفسي، لافتا إلى أنه يعيش حالة من الخجل حينما يحمله المصلون ليجلس في الصف لأداء الصلاة، مشيرا إلى أن هذا الوضع يجعل بعض المعاقين حركيا، يعزفون عن المساجد لعدم تحملهم هذ الوضع. وطالب سعود بحقوقهم وتصميم مسارات خاصة بذوي الإعاقة، تسهل سير العربات فيها، مبينا أنه يعيش أيضا معاناة الذهاب إلى السوق لعدم قدرته على المرور والدخول والخروج، متمنيا إنهاء معاناة شريحة كبيرة في المجتمع.