حفظ .. وتظل مسألة الالتزام في الشعر المحك الحقيقي للحكم على هذا الشاعر أو ذاك بنضج تجربته من عدمها، فالصلة بين الشعر والهم الاجتماعي وثيقة.. واتخاذ موقف واضح من قضية (الفن للفن) لا يعفي الشاعر من الالتزام برسالته، ولعل الشاعر العذب (محمد النفيعي) أقرب الشعراء التزاما، من حيث مشاركته بالفكرة والشعر والفن في قضايانا وهمنا الاجتماعي، وفيما نعاني من آلام وما نبني من آمال؛ لأن الالتزام المثمر للشاعر إنما هو ذاك الذي ينبع من طبيعته، وهذا ما ألحظه في فرائد النفيعي، حتى أن تجربته الشعرية متجاوبة مع الوعي الاجتماعي للجمهور المنحاز للإبداع.. وما يشغله من قضايا فردية كانت أم جمعية خير دليل على ذلك.. كيف لا.. وهو نبت هذا المجتمع وغراسه. إن النفيعي، ومن خلال نصوصه التي ناقش فيها كثيرا من همومنا المتشابكة بصفوة نشيده وعصارات إلهامه، يظهر مدى التزامه في قصائده التي تحمل هما إنسانيا، والتي مثلت أغلب كتاباته في نوع التجربة وموضوعيتها وصياغة صورها وحبك بنائها وسبك لغتها.. لذلك قدم لنا أنموذجا للشاعر الحق الذي يغذي شاعريته بجميع الأفكار النبيلة ودواعي الإيثار. شكرا محمد على ما قدمت من نماذج شعرية مضيئة ما زلنا نفتقد مثيلاتها في زمن ضج بالقبح.. شكرا لقلبك الذي اعتصر وجعا نبض شعرا.. شكرا لك لروحك لكل ذرة إحساس فيك.. أما أنت أيها الوجع فقد أدميت قلبا مفعما بالإنسانية.. روح يا وجع من قلب النفيعي روح ** واحد لم يمسح اسمك.. ولم يحذف رقمك اسمه يوسف الزهراني