يشبه الشعر الكائن الحي من حيث التجديد والحيوية فهو يبحث عن التقدم والرقي في كافة أحواله، لذا يعد البحث المستمر عن الفكرة البكر والصور البلاغية المبتكرة ميزة لشاعر المتمكن الذي يستطيع اقتناص الفكرة المفعمة بروح الذكاء والتجديد الذي يبحث عنه المتلقي لذا تتفاوت الصور البلاغية وديباجة الأبيات من شاعر لآخر بحكم فارق الموهبة والاحترافية وسعة الخيال، وهذه ابيات للشاعر نايف صقر على سبيل المثل لا الحصر يتبين من خلالها قدرة الشاعر على اقتناص الفكرة التي ترضي ذائقة المتلقي المثقف: نار الحطب صفراء وزفراتها زرق يذكر بها الاخضر ليالي جفافه لشموسها شبيت في سدرة الشرق واطعمتها طلح الشجن والحسافه لعلي اكتب من لحون الدفا طرق والا اجمع التمر لموسم خرافه والشاعر حينما يكتب قصيدته وتتضمن الصور والأخيلة والإبداع في التقريب للحقيقة والتشبيه المقبول يجد المتلقي في قصيدته ضالته ويمكن ان يجدها في بيت من القصيدة ويعتبر الشاعر سعد ابن جدلان من الشعراء الذين تميزوا بالمزج بين عمق المفردة والوصف ويعود ذلك لبيئة الشاعر والمؤثرات الطبيعية على شاعريته التي تعد مدرسة في السبك والذكاء الشعري: شعاني حمام فوق روس النوامي خلج تغني على روس النعانيع منسجمه الاحيه من فرقاك يابوخدود بلج عسى لايم الميلاف عبرود ابو نجمه محبتك حطت في محاني ضلوعي فلج كما فلج سيل الوادي ضكته عجمه ومن واقع التجارب الشعرية المتباينة يتضح ان هناك مؤثرات على قوة الشاعرية منها على سبيل المثال المدرسة الشعرية وبيئة الشاعر ولهجته ومدى امتلاكه للقدرات والتطوير لذا يلمس المتلقي العادي هذه الفروق وقد يعرف ان لكل شاعر بصمته الموسومة بشخصية الشاعر ومفرداته اللغوية ولكن تبقى الفكرة المتميزة سيدة المكانة الشعرية يقول ابن جدلان مستخدما قوته وذكائه الشعري ومخزونه من روائع المفردات العميقة: يالج صدري مثل لجة حيام الطرش على عيلم فالقيض ميرادها فرزه على اللي غرامه بارش الضماير برش وحبه بصندوق الضماير طبع خرزه