أوضح محافظ الهيئة العامة للاستثمار، رئيس مجلس إدارة المدن الاقتصادية المهندس عبداللطيف العثمان بأن الهيئة ماضية في تنفيذ خطتها الاستثمارية التي ترتكز على المدن الاقتصادية التي تعد جيوبا استثمارية واعدة تتوزع في أنحاء المملكة، وذلك بالتعاون مع كافة الجهات الحكومية ذات العلاقة. وأضاف: العثمان أن المملكة حددت أهم القطاعات الاستثمارية الواعدة التي تسهم في إيجاد فرص عمل، وجودة في الوظائف، ونقل التقنية، وتنمية الصادرات. وبين أن المملكة أنشأت المدن الاقتصادية وفق رؤية استراتيجية وتختص كل مدينة بقطاعات معينة. وأشار إلى أن مدينة الملك عبدالله الاقتصادية كمثال رئيسي والتي أنشئت لتكون كمركز لوجستي في المملكة مع إطلاق ميناء الملك عبدالله وتخصصت في شركات صناعة الأدوية وشركات توزيع السلع الاستهلاكية والأغذية والبناء والسيارات. وأضاف: أن هذا هو سبب وجود هذا المنتدى وأهميته بالنسبة لنا في المملكة. جاء هذا خلال انطلاق فعاليات منتدى «مدينة الملك عبدالله الاقتصادية سيتي كويست» يوم أمس في حدث يعد الوحيد الذي يعنى بالمدن الجديدة في العالم، بحضور كوكبة من ممثلي وخبراء تطوير المدن الجديدة لبحث تأثير الاتصال على التنافسية والنجاح المستدام في الجيل القادم من المدن تحت الشعار «ربط المدن الجديدة». وحول معرض سيتي كويست، أكد المهندس العثمان على أهمية مناقشة موضوع حيوي ومهم وهو «ربط المدن الجديدة» من أجل تسهيل نقل المعارف وتبادل الأفكار في كل ما يتعلق بتطوير المدن الاقتصادية، وتذليل عوائق نموها، وتفعيل دورها كوسيلة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في البلدان التي تتطلع إلى النهوض بمكانتها في المستقبل. وهنا في المملكة، تعد مدينة الملك عبدالله الاقتصادية نموذجا رائعا لاجتماع التجارب والممارسات العالمية من أجل التباحث والتناقش في الفرص والتحديات وكيفية التعامل معها. من جهته، قال العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية فهد الرشيد: إن المدينة تمثل جزءا هاما من الجهود المتواصلة والهادفة إلى تعزيز التنمية الاقتصادية، وجذب رؤوس الأموال الأجنبية، وتوفير فرص عملٍ للكوادر الوطنية، وأيضا توفير الحلول السكنية للمواطنين، بما ينعكس بالفائدة الكبرى على مختلف القطاعات التجارية والصناع مفصحا بأن حجم العقود في الوادي الصناعي بلغت أكثر من 10 مليارات ريال. واستطرد الرشيد: أصبحت مدينة الملك عبدالله الاقتصادية منصة جديدة لتبادل المعرفة ووجهة عالمية لاستقطاب الاستثمارات العالمية. كما أنها انتقلت إلى مرحلة تقديم المبادرات العالمية مثل احتضانها اليوم لتجارب 20 مدينة جديدة حول العالم وأكثر من 200 مشارك من 35 دولة. فعاليات اليوم الأول قدمه لها الأمين العام للمنتدى الأستاذ فهد حميد الدين، رئيس إدارة التسويق والاتصال والتنمية المستدامة، مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وماثيو ليفيرف، المدير التنفيذي لمؤسسة نيو سيستيز، وقد تضمنت كلمة المنتدى الرئيسية بعنوان «المدن المؤسسة رقميا» التي ألقاها كنت لارسون، مدير مجموعة Changing Places Research والمدير المشارك لمبادرة سيتي ساينس، مختبرات MIT ميديا. أما أولى جلسات المنتدى، فقد عالجت مسألة ربط المدن الجديدة بالعالم، وتناولت مختلف أوجه الاتصال وعملت على تقييم أهمية التنافسية والنجاح المستدام. وشارك فيها كل من: فهد الرشيد، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، لوتز بيرتلينغ، الرئيس التنفيذي لشركة بومبارديير للنقل، داتوك إبراهيم إسماعيل، الرئيس التنفيذي، الهيئة الإقليمية لتطوير مدينة اسكندر، دييغو أبونتي، الرئيس والرئيس التنفيذي، شركة البحر المتوسط للشحن، وأندي سيرور، مدير التحرير السابق لمجلة فورتشن «Fortune». وفي يومه الأول، قدم المنتدى لبناة المدن الجديدة أفكارا ومفاهيم جديدة ومبتكرة يمكن أن تعيد صياغة مدن المستقبل من خلال الجزء الأول من فقرة ستة أفكار تحدث تغييرا وقد تضمنت سلسلة من كلمات قصيرة بعنوان «صناعة المكان»، من قبل دان روزغارده، مؤسس شركة استديو روزغارده، وبعنوان «إتاحة السكن الميسر» من قبل سانجيت رام، مدير شركة العقار والإسكان الميسر، ماكينزي وشركاه، وبعنوان «حل لمشكلة كبيرة» من قبل إيمريك سالين، مؤسس شركة نانو دايمنشن. فعاليات المنتدى شملت أيضا حلقة نقاش بعنوان «الربط عبر التقنية» ستناقش كيف يمكن الاستفادة من التقنية ومفهوم «إنترنت الأشياء» الجديد لتطوير الاتصال في المدن الجديدة؟ كيف يمكن للمدن الجديدة «المؤسسة رقميا منذ البداية» أن تستفيد من التقنية لتفعيل نموها المستدام ونجاحها على المدى البعيد؟ كيف يمكن للمدن الجديدة البقاء في الصدارة وضمان استمرار بقائها متصلة بأفضل ما ينبغي على مدى العقود القليلة المقبلة؟ ويتوقع أن يتحدث في هذه الحلقة كل من: ويم إيلفرينك، مدير عمليات العولمة بشركة سيسكو، سي بي غورناني، المدير العام والرئيس التنفيذي لشركة تيك ماهيندرا، هكتور رودرغيز، الرئيس التنفيذي، ياتشاي إي بي موديراتور، وأندي سيرور، مدير التحرير السابق لمجلة فورتشن «Fortune». وبالإضافة إلى جلسات النقاش، شملت أجندة اليوم الأول من المنتدى ورشة عمل أدارتها Faber Novel بعنوان «المدن الجديدة: قرصنة المخطط الرئيسي»، توزع فيها المشاركون إلى مجموعات عمل تضم كلا منها 20 شخصا تقريبا لدراسة أحد مشاريع المدن الجديدة، ويعملون معا لابتكار أفكار جديدة بشأن الأساليب التي تمكن مسؤولي المدينة من تجاوز هذا التحدي. وستكون ورش العمل هذه عملية بدرجة كبيرة، وسيطلب من المشاركين اختيار إحدى ورش العمل مسبقا قبل وقت كاف. وفي ختام فعاليات اليوم الأول، أتيحت أمام المشاركين في المنتدى فرصة الاطلاع على المخطط الرئيسي لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية والميناء، والقيام بجولة ميدانية لمشاهدة ما تم إنجازه في عدد من أحدث مشاريع التطوير في المدينة.