رغم تعدد التحذيرات والتوعد بالعقوبات بالنسبة لإطلاق النار في المناسبات الاجتماعية، إلا أن الظاهرة التي بدأت فعليا في الانحسار، ما زالت تطل برأسها في مجتمع بيشة، حيث السلاح الحاضر دائما، في وقت غابت التوعية عمن يصرون على ممارسة هذه العادة السيئة. ويعتقد كثير من العقلاء في المحافظة بشكل خاص ومنطقة عسير بشكل عام، أنه حان أوان العقوبات الرادعة لسلامة الأبرياء، خاصة أن التساهل في هذه الحالات ربما كان السبب المباشر في سقوط الكثير من الأبرياء، حيث تتحول الأفراح إلى أحزان في غمضة عين. في بيشة ما زال البعض يتفاخر بإطلاق الأعيرة النارية، وكأنها الوحيدة التي تعبر عن السعادة، فتسمع أصوات دوي الرصاص تنطلق من كل قصور الأفراح والمناسبات. من هنا توالت الاقتراحات من البعض بتضمين عبارة التحذير من السلاح في كروت الدعوة، أو مبادرة العرسان بالتحذير خلال الحفل، أو قيام شيوخ القبائل بالتحذير في المناسبات، لكن الجميع يتفق على أهمية تبني تفعيل دور التوعية لحسم الملف القاتل. ويشدد هيف بن محمد الفويه شيخ قبائل بني واهب شهران، على أن ما يصاحب حفلات الزواج من إطلاق النار بشكل عشوائي من شباب لا يعي خطورة ما يقوم به قد تترتب عليه خسائر في الأرواح والممتلكات ويغير مسار الافراح إلى اتراح، مشيرا إلى أن خطورة هذه الأعمال المخالفة للدين الإسلامي ولتوجيهات ولاة الأمر يحفظهم الله مستنكرة جملة وتفصيلا. وأكد عبدالله عبدالرحمن أن ظاهرة إطلاق النار في المناسبات الاجتماعية ظاهرة غير حميدة وسلوك صادر من أفراد البعض منهم مراهق، وهذا مؤشر خطير يهدد سلامة المتواجدين في حفلات الزواج أو المجاورين لها في الحي، في ظل تكرار بعض القصص المأساوية الناتجة عن إطلاق النار بشكل عشوائي في تلك الحفلات، مطالبا الجهات الرسمية بوضع حد لهذه الظاهرة الخطيرة، ووضع شروط لبناء القصور أو الاستراحات بحيث تكون خارج التجمع السكاني، وتكليف ملاكها بوضع لوحات إعلانية تحذر من خطر هذه الظاهرة. ويشير ناصر الشهراني (عريس) إلى أنه يجب الحد من هذه الظاهرة بتعاون المجتمع حيث بإمكان العريس تنبيه المدعوين لحفل زفافه في كروت الدعوة بعدم إحضار السلاح أو إطلاق النار، وقيام شيخ القبيلة أو النائب بتحذير أفراد القبيلة من خطر هذه الظاهرة، بالإضافة إلى توضيح مخاطرها عن طريق خطب الجمعة. ويحذر عجب علي المليحي أحد الساكنين في حي قريب من أحد القصور من خطر إطلاق النار بشكل عشوائي، ويقول فوجئت عائلتي داخل المنزل بسقوط طلق ناري بينها ولم يصب احد بسوء والحمد لله حيث استقر الطلق الناري في جدار إحدى الغرف، مطالبا الجهات المسؤولة مراقبة قصور الأفراح والاستراحات التي تقام فيها المناسبات الاجتماعية بشكل دائم، وأخذ تعهد خطي على ملاكها وأصحاب المناسبة، وفصل التيار الكهربائي عن القصر أو الاستراحة في حالة حدوث ذلك للحد من تكرار هذه الظاهرة الخطيرة. ويضيف ماجد سريع مالك قصر أفراح، من الاجحاف تحميل مسؤولية هذا الظاهرة ملاك قصور الأفراح، فعند استئجار صاحب المناسبة قصر الأفراح تتم كتابة عقد استئجار بين الطرفين (مالك القصر وصاحب المناسبة) يحتوي على عدة شروط وضوابط يلتزم بها صاحب المناسبة ومن أهمها الالتزام بالتعليمات الصادرة من وزارة الداخلية والتي تنص على عدم إطلاق النار، وإخلاء مسؤولية القصر في حالة حدوث ذلك، وتحميل المسؤولية صاحب المناسبة الاجتماعية. من جهته، أوضح الناطق الاعلامي بشرطة منطقة عسير مقدم عبدالله بن علي آل شعثان أن شرطة منطقة عسير تعمل وكافة الجهات الامنية التابعة للأمن العام كالدوريات الامنية وأمن الطرق وغيرها كل حسب اختصاصه على متابعة مثل هذه المخالفات وضبط الاشخاص سواء من يحمل سلاح غير مرخص أو مرخص ولكن لم يلتزم بالتعليمات المنظمة لحالات حمل السلاح، بالإضافة إلى الحملات المنظمة على من يقوم ببيع وترويج الاسلحة ومتابعة التنسيق بين امارة المنطقة وشيوخ القبائل والنواب في ابلاغ التعليمات للمواطنين والرفع عن كل مخالف.