بدأ المؤرخ والأديب محمد عبدالرزاق القشعمي كلمته البارحة في يوم تكريمه باثنينية عبدالمقصود خوجه بقوله «أصدقكم القول إنني فوجئت بدعوتي للتكريم وأنا اعد نفسي أحد جماهير الأدب والثقافة، وأتمنى أن لا يكون الملعب خاليا من اللاعبين ليستعان بي وأنا احد الجمهور». بهذه الكلمات المليئة بالتواضع من رجل استطاع خلال 15 عاما من القراءة المستمرة أن يؤرخ لأكثر من 300 شخصية بارزة في مجال الثقافة والأدب والإعلام، إضافة إلى تأليفه 30 كتابا تعد تاريخا وإرثا ثقافيا وأدبيا، واستطرد القشعمي في كلمته، «عملي في مكتبة الملك فهد الوطنية هو من ساقني وعرفني برموز الأدب والثقافة والصحافة في المملكة ما قادني للقراءة كثيرا عنهم وجعلني اسطر سيرهم العظيمة وتحويلها إلى أرشفة توثيقية لعلها تعرف الجيل الحالي عن تاريخ أولئك الأدباء والكتاب والإعلاميين الذين انشغلوا بالهم الوطني، واسمحوا لي أن أقول لكم إن الصحافة في البدايات كانت صحافة رأي لا صحافة خبر كما ذكر العديد من المؤرخين». وأكد القشعمي أن بدايات الصحافة السعودية كانت مختلفة، ولكن بجهود ووقوف من كانوا عليها أسس لصحافة جريئة مجتمعية متكاملة خدمت وطنها ومجتمعها بحملهم مشاعل التنوير وكل ما يلامس هموم مجتمعهم ففتحوا الباب للشباب لنشر شعرهم ونثرهم وطالبوا بتوظيف المرأة وكتبوا عن السياسة والرياضة والأدب والفن. القشعمي الذي لم يحمل الهاتف الجوال بعد، ولم يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، يحمل كما هائلا من الصداقات والعلاقات التي تؤهله لتقديم إصدارات عديدة مستقبلا، حيث كشف عنها البارحة بقوله، «جديدي هو عدد من الكتب التي تخص المرأة». من جهته رحب راعي الاثنينية في بداية التكريم بالأديب والمؤرخ القشعمي، وقال «نحتفل اليوم بمؤرخ من طراز مختلف رجل معطاء وباحث تاريخي ومرجع معلوماتي، استطاع أن يلملم شتات العديد من الشخصيات الأدبية والصحفية في أرشفة علمية سيستفيد منها أجيال متعاقبة، إنه مرجع هام في تاريخ الصحافة السعودية» بدوره أكد رئيس نادي جدة الأدبي السابق الدكتور عبدالمحسن القحطاني أن القشعمي هو الرجل الذي تأمل الأشياء كثيرا وقرأ واجتهد ثم وثق التاريخ والأدب والإعلام بحرفية ومهنية عالية بعد أن سكت كثيرا ونطق دررا. أما الكاتب عبدالله فراج الشريف فأكد أن القشعمي رمز للوفاء يحمل من فضائل الخلق الجم عاشق للتاريخ والتوثيق وهو صورة مشرقة للمثقف السعودي، مؤلفاته متنوعة تعتمد على المعلومات الموثقة انه نموذج رائع لو تحقق في جميع المثقفين لخدمنا بلدنا أدبا وثقافة. أما صاحب منتدى الثلوثية بالرياض الدكتور محمد المشوح، فقال «لم يكتب القشعمي إلا في سن متأخرة فقد ساقته الصدفة للكتابة حتى أضحت كتاباته ملهمة للمثقفين والأدباء لما تحمله من مصداقية وتوثيق، وهو رجل مدون من الطراز الأول سطر اسمه في تاريخ الأدب والثقافة السعودية تتبع التاريخ بكافة تفاصيله شغوف بالمعلومات الجديدة انفرد في كتاباته بالمعلومة الفريدة وهو بحق طائر الثقافة والأدب». إلى ذلك قال الناقد والكاتب حسين بافقيه عن القشعمي، «هو ظاهرة قرائية ممتازة له نمط خاص بالكتابة لأنه قرأ ثم أحب ما قرأ ومن ثم كتب وهنا يكمن الإبداع». وفي نهاية حفل التكريم بدأت المداخلات بحضور عدد من المثقفين والمثقفات.