يتداول أهالي ضمد شائعات تشير إلى أن موقع الرعاية الصحية الذي تم البدء في إنشائه منذ 10 سنوات، أصبح مقرا للجن، بعدما غابت عنه أيادي العمل طيلة تلك الفترة. ورغم أن قواعد المشروع، تحولت إلى مواقف للسيارات، ومأوى للمتسولين والمتسللين، إلا أن الأهالي اعتبروا هذه المدة الطويلة التي قضتها القواعد بعيدة عن الأعين والرقابة، سببا مباشرا في استقرار الجن فيه، مطالبين الجهات الدعوية لبحث الأمر والوقوف على المبنى، وداعين الجهات الصحية لحسم أمر المبنى إما بإزالة القواعد أو باستكمال العمل. ورغم أنه لا دلائل عما يروجه الأهالي خاصة أن الموقع ما زال في مرحلة القواعد، إلا أن مشهد المشروع بات مخيفا، ويزداد الخوف ليلا، إذ غطت الموقع الأشجار غير النافعة فيما أنقاض المشروع لا يمكن الاقتراب منها ليلا. وقال المجاورون لموقع المشروع أن الحفريات في الموقع أصبحت مليئة بالثعابين، فيما الموقع يسكنه الجن. وحمل إسماعيل يحيى معافا مديرية الصحة في جازان مسؤولية التعثر، مشيرا إلى أن من واجبها مراقبة المشروع من بدايته وتحديد موعد لإنهائه وأن تختار لمشاريعها مقاولين أكفاء وأكثر عطاء، مضيفا أن مشروع مركز الرعاية الأولية بضمد والمتعثر منذ أكثر من 10 سنوات يشكل علامة استفهام لدى أهالي المحافظة فمشروع مهم كهذا كيف يمضي كل هذا الوقت وهو على هذا الحال. وذكر محافظ ضمد السابق محمد بن محمد البهلول أنه بعد تعثر مشروع الرعاية بضمد لسنوات طويلة، تم الرفع للشؤون الصحية بجازان ولمدير القطاع بالمحافظة لمعرفة أسباب التعثر، وكان الرد أنه تم سحب المشروع من المقاول بسبب تعثره وتم تسليمه لمقاول آخر، ولكن لم يقم المقاول الأخير بعمل شيء ولا يزال المشروع متوقفا حتى الآن، مشيرا إلى أنه تم الرفع أكثر من مرة للشؤون الصحية لمعرفة أسباب التوقف للمرة الثانية ولكن كل المخاطبات بلا رد. وأكد يحيى محمد موسى معافا أن مشروع الرعاية الأولية الذي توقف منذ 10 سنوات أصبح يشكل خطرا كبيرا على أهالي المحافظة، وخصوصا في موسم الأمطار حيث تتحول حفرة المشروع إلى بحيرة راكدة تهدد الأطفال وطالبات مجمع مدارس ضمد والمارة، مشيرا إلى أن المشروع أصبح مرمى للنفايات نتيجة غابة الأشجار الكثيفة التي غطت موقع المشروع ومصدرا لانتشار البعوض وتكاثر الزواحف. وبين معافا أن إدارة الدفاع المدني شددت على خطورة إبقاء حفر المشروع على حالها دون تأمينها أو وضع حواجز على كامل محيطه وكذلك إزالة غابة الأشجار التي تؤوي الثعابين السامة والحشرات الضارة. ويشير إبراهيم ظفراني إلى أن المبنى توقف على مرحلة القواعد كل هذا الوقت، وأن الشركة سحبت معداتها دون رجعة، وتوقفه أصبح مقلقا لنا رغم الإمكانيات المهيأة له والممكنة والميزانية التي صرفت من أجله، فبعد مرور فترة طويلة لم يحدث أي تغيير سوى استخدام سكان الحي أرضيته كمواقف لسياراتهم، مضيفا: نترقب في كل عام استكمال المشروع دون جدوى، فالمبنى على ما هو عليه منذ 10 سنوات، رغم حاجة سكان الحي لخدمات هذا المشروع المهم لقربه من السكان. وتساءل خالد الحازمي: أيعقل أن هذا المشروع ليست له ميزانية خاصة به، وأين ذهبت، وهل تم تخصيصها من قبل الشؤون الصحية بجازان إلى مشاريع أخرى، وأين دور المراقبين والمشرفين والمهندسين لمثل هذه المشاريع؟، معتبرا غياب العقوبة هو السبب في هذا التعثر لعدة سنوات. من جانبه، اكتفى مصدر في الشؤون الصحية بالرد في وقت سابق على تساؤلات المواطنين حول تعثر المشروع كل هذه الفترة بأنه تم سحب المشروع من المقاول وحتى الآن لم يتم استئناف العمل بالرغم من مرور كل هذه الفترة التي تكفي لبناء مبنى للرعاية الأولية واستقبال المرضى من فترة ليست بالقصيرة.