أكد الموسيقار أسامة الرحباني ل«عكاظ» أن علاقة الشاعر الراحل سعيد عقل بالرحابنة هي علاقة تتجاوز كل العلاقات، لقد كان «المعلم» لعاصي ومنصور، كانا يطلقان عليه اسم «المعلم»، كان يبيت في منزلنا أكثر الأيام، وتجاوزت علاقته بهم علاقة الأصدقاء إلى ما يشبه العلاقة الأبوية والأخوية. وعن وصفه لسعيد عقل، قال الرحباني ل«عكاظ»: «هو معلمنا كما كان يقول كبيران من لبنان عاصي ومنصور هو بالنسبة للبنان وللعالم العربي شاعر العبقرية والعظمة، ليس بالمضمون وحسب، بل بالشكل وكأنه منحوتة رومانية، يتمتع بكاريزما كبيرة من حيث الثقل الفكري، وانطلاقا من مفاهيمه للقومية اللبنانية، لذلك فإني أعتبر أن هناك أربعة عظماء شكلوا لبنان، وهم: جبران خليل جبران، سعيد عقل، والأخوان رحباني (عاصي ومنصور). فإن أخذنا سعيد عقل على حدة نجد أنه صان اللغة العربية بأسلوب مغاير لصناع اللغة، حتى يصح القول إن عقل نحت اللغة العربية، كان أسلوبه مغايرا، ساحرا، مؤثرا، رجل لا يقارن بشعراء الحداثة، رغم تقديرنا لأعمال كثيرين إلا أن ثقل سعيد عقل ترك بصماته أينما حل». وعن تسمية سعيد عقل بالمعلم قال: «كان الأخوان رحباني يناديانه بالمعلم، وأبناء الرحباني من بعده كما يحب سعيد أن نسميه، فالشاعر كان معلمهم، كانوا متأثرين به وبفكره وبمخزونه الشعري، حتى إن الشاعر الراحل تأثر هو نفسه بأعمال الرحابنة، كان مستشارهم الخاص ومقربا منهم، فعاصي ومنصور كانا يطلبان رأيه في أعمالها حتى أنهما طلبا منه أن يكتب لهما قصائد خاصة لفيروز ومنها: «غنيت مكة الشام..». وعن طفولته وما يذكره عن سعيد عقل، قال أسامة الرحباني ل«عكاظ»: «ما زلت أذكره ضيفا وقريبا محببا في بيتنا، حتى إنه كان يبيت في منزلنا، وما زلت أذكر حادثة عندما شاهدني أمارس كرة القدم، فإذا بي يلتقطني ويسألني: ماذا تريد أن تعمل عندما تكبر، فقلت له: أريد أن أكون لاعب كرة، فقال لي ضاحكا: شو ولا بدك تطلع لبيط». وعن الفراغ الذي سيتركه سعيد عقل في الساحة الشعرية والثقافية، قال الرحباني ل«عكاظ»: «إن الأخوين رحباني وسعيد عقل غزوا العالم العربي، أما اليوم وبعد رحيلهم، فالساحة الثقافية بدت مختلفة تماما، أصبحت أكثر سهولة في الوصول وصعبة أن تحقق اختراقا مقارنة بما حققه عمالقة لبنان، فالمستويات اليوم أصبحت متردية وتعني انحطاطا في طرح الفكرة». وعن المسؤولية التي يتحملها أبناء الرحباني، قال: «نحن نعتبر أنفسنا شمعة واحدة في هذا الظلام، ولا يمكننا إضاءة عالم بأكمله، ونحمل هذه المسؤولية للإعلام أكثر مما يحملنا العالم».