ما إن ابتسمت الخدمات لهجرة قيصومة فيحان، التي تقع في قلب الصحراء على أطراف النفود 90 كم جنوبي رفحاء على طريق رفحاء / حائل الجديد، حتى ظن أهلها أنها لن تعرف الحزن مرة أخرى، لكنهم صدموا بتوالي المعاناة يوما بعد آخر، خاصة الرعاية الصحية الغائبة التي باتت لا تسير على قدمين كما يؤكد الأهالي. ويتذكر الأهالي جيدا أنه في السابق كان الطريق المؤدي للهجرة رمليا ووعرا، ويفتقدون لأدنى مقومات العيش، لكن سرعان ما تأسست لديهم مدرسة ابتدائية عام 1396ه، وتتابعت بمركز صحي في عام 1404 ه ثم مخفر للشرطة عام 1407، ومركز للرعاية الصحية ومحطة للكهرباء وأخرى لتنقية المياه ومكتب للبريد، وشقّت إليها الطرق المعبدة مما أصبحت تقع على الطريق الحيوي رفحاء / حائل المزدوج وباتت مقصدا لهواة القنص والبر بعد أن كانت تعيش في عزلة بقلب الصحراء. كل هذه الخدمات يقدرها الأهالي جيدا، لأنها كما يقولون أخرجتهم من العزلة، لكن مع تغير الحال وامتداد الهجرة وتحولها إلى بيئة جاذبة، أصبح الأمر يحتاج إلى مزيد من الخدمات، لكن قيصومة فيحان بقيت على حالها منذ سنوات، مما اعتبره الأهالي وكأنها ليست مشمولة بأي مستقبل في الخدمات، خاصة أن مطالبهم ليست مشكلة كبيرة، وتتمحور في مركز للدفاع المدني وآخر للهلال الأحمر، ودعم وتطوير خدمة المركز الصحي الموجود. يقول شخير حمدان الفديد، إن قيصومة فيحان نعمت بخيرات هذا الوطن قبل عقود من الزمن بتأسيس مدرسة ومركز صحي ومحطة للكهرباء وأخرى لتنقية المياه ومركز للشرطة رغم أنها كانت منعزلة بطريق رملي إلا أنها الآن باتت على طريق حيوي مزدوج، لذا تتضح الأهمية في وجود مركز للدفاع المدني ليساعد الناس في إخماد الحرائق لا قدر الله وإنقاذهم من الغرق وقت السيول والأمطار ومساعدتهم عند وقوع الحوادث، سيما وأن الهجرة أصبحت على طريق حيوي يربط بين منطقتي حائلوالحدود الشمالية إضافة إلى أنها باتت مقصدا لهواة القنص ومحبي البر والربيع، لافتا إلى أن أقرب مركز للدفاع المدني يبعد 90 كم. ودعا سفاح الفديد الشمري بتطوير الخدمة الصحية في مركز الرعاية الصحية الجديد بالهجرة ودعمه بالكوادر الفنية والأجهزة الطبية كالمختبر والأشعة، لافتا إلى أنه ينتشر الكثير من المواطنين من أهالي البادية وأصحاب الماشية بجوار الهجرة إضافة إلى سكانها ويأملون مثل غيرهم أن يجدوا الرعاية الصحية الكاملة بالهجرة دون أن يضطروا إلى قطع مسافة 180 كم ذهابا وإيابا لأجل تحليل مخبري أو أشعة. ويرى ذعذاع الشمري أن طريق رفحاءحائل شهد العديد من الحوادث المرورية، مشيرا إلى اجتهاد الناس بإسعاف المصابين مما قد يؤدي ذلك إلى آثار سلبية على المصابين، مطالبا بضرورة إحداث مركز إسعاف للهلال الأحمر بقيصومة فيحان يكون انطلاقة لعملهم الإنساني الجميل على هذا الطريق الحيوي، لافتا إلى أن أقرب مركز إسعاف يبعد 90 كم ويحتاج إلى قطع المسافة نفسها مرة أخرى لإيصال المصاب إلى أقرب مستشفى.«عكاظ» نقلت المعاناة للمتحدث الرسمي لهيئة الهلال الأحمر بمنطقة الحدود الشمالية مساعد غالي العنزي، ليؤكد أنه تم الرفع مؤخرا لجهة الاختصاص بالإدارة العامة الرئيسية لإحداث مراكز إسعافية جديدة بالمنطقة وفق أولويات الشروط والمعايير المعمول بها بالهيئة، لافتا إلى أنه نتج عن تلك الدراسات إدراج هجرة قيصومة فيحان ضمن المواقع المراد افتتاح مركز إسعاف بها.أما مدير القطاع الصحي بمحافظة رفحاء عياد المعيلي، قال ل «عكاظ» ننتظر تسليم المقاول لمركز الرعاية الصحية الجديد بهجرة قيصومة فيحان خلال أشهر قليلة، مشيرا إلى أنه متى ما تم استلامه سيتم بشكل مباشر الرفع لتجهيزه طبيا، لافتا إلى أن التجهيز سيتضمن قسما للأشعة وعيادة أسنان، وحول إمكانية فتح قسم للمختبر، قال سيتم تجهيز قسم خاص للمختبر، وتشغيله متوقف على التعيينات القادمة لتوجيههم حسب الملاك الوظيفي للمركز. لكن مدير عام الدفاع المدني بمنطقة الحدود الشمالية اللواء عبدالرحمن حسن الزهراني، قال ل «عكاظ» إن المعايير التي أعدتها وزارة الداخلية لاستحداث مراكز للدفاع المدني لا تنطبق على هجرة قيصومة فيحان، لافتا إلى أن المعايير تشمل عدد السكان، عدد المنازل وعدد المنشآت.