طرح وزير الثقافة والإعلام المكلف الدكتور بندر حجار، في افتتاحه المنتدى السعودي للإعلام أمس في جدة، تساؤلا في غاية الأهمية حول «صناعة الإعلام»: لماذا يوجد في المنطقة العربية والإسلامية النصيب الأوفر من القنوات الفضائية التي لا هدف لها إلا الربحية وإشاعة الكراهية والمذهبية والطائفية والنعرات ذات الأفق الضيق، ولكنه ترك الإجابة على هذا التساؤل للدراسة والبحث والتقصي، كونها باتت ظاهرة لا بد من تفكيكها بصورة علمية لمعرفة الأسباب وطريقة علاجها. وأكد الوزير حجار، في المنتدى الذي تنظمه الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، بالتعاون مع اتحاد إذاعات الدول العربية، واتحاد إذاعات آسيا، تحت شعار «الجيل القادم من البث والإعلام»، أن صناعة الإعلام بحاجة إلى الكثير من الأنظمة والقوانين والتشريعات للوصول إلى رؤية واضحة. وأوضح حجار أن المشكلة ليست في الوسيلة، بل في طريقة الاستخدام، وهو الأمر الذي «اضطر العديد من دول العالم إلى حجبها، ولم يحدث في المملكة العربية السعودية، ولقد أصدرت الكثير من دول العالم في الغرب والشرق تشريعات تقنن استخدامها بما يكفل حقوق الجميع وخصوصياتهم». وأضاف حجار: «نحن في المملكة العربية السعودية نعتز ونفتخر بثوابتنا الدينية وتنوعنا الثقافي والحضاري ووحدتنا الوطنية، وقد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله على تطوير كل مناحي الحياة في المملكة، من خلال وضع الخطط الخمسية الطموحة، وكان لقطاعي الإعلام والثقافة، كما هو الحال مع مختلف وزارات وقطاعات الدولة، نصيبها من الاهتمام في كل خطط التنمية». وأوضح حجار أن العمل الإعلامي هو صناعة بحد ذاته، يحتاج لقوانين وتشريعات كما هو الحال مع باقي الصناعات، ولعل أهم ما يتم تداوله عند الحديث عن العمل الإعلامي هو مدى الحرية التي يعمل بها، وبأنها هي أساس للعمل الإعلامي الناجح، مع الوضع في الاعتبار أن للحرية آليات يجب الالتزام بها، وأهم هذه الآليات أن تكون هذه الحرية مرتبطة بمسؤولية وعقد اجتماعي تجاه المجتمع الذي تعمل فيه الوسيلة الإعلامية، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن لكل مجتمع ثوابته الدينية وعاداته وتقاليده. وألمح حجار، إلى أن الكلمة أمانة تحتاج لمن يكون ملتزما بها وينأى عما من شأنه الفرقة والتشرذم من أجل مكتسبات وحسابات شخصية لا تصب في المحصلة النهائية في مصلحة المجتمع، والدليل على أهمية تطبيق مبدأ الحرية المسؤولة أننا نرى خلافه ونقيضه واضحا جليا على العديد من القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي التي تبث كل صنوف الفرقة والكراهية التي ترفضها النفوس السوية، حتى أن البعض انطلاقا من سوء الاستخدام من قبل مستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي أصبح يطلق عليها وسائل التنافر الاجتماعي، ومع قول ذلك فلن نكون متشائمين حيالها. من جانبه، أكد رئيس الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع الدكتور رياض نجم أن المنتدى يهدف إلى إيجاد منصة لصناع القرار في قطاع الإعلام في المملكة، وتبادل الأفكار والاستراتيجيات لمواجهة التحديات المستقبلية، مبينا أن المنتدى سيتطرق للتطورات الجارية في وسائل الإعلام المختلفة مع عرض أحدث التقنيات في مجال الإعلام، إضافة إلى مناقشة دور المرأة السعودية في وسائل الإعلام لتشجيع مشاركتها وإسهامها بشكل أكبر.