ربع قرن مضت ومازالت تطفو على ضفاف الذاكرة الكثير من المواقف والأحداث التي أضحكتنا كثيرا كما أنها أبكتنا كان الشعر فيها سيد الموقف ومن يتصارع الجميع من أجله ولأجله كان الحراك في أوجه وعلى مختلف الأصعدة قبل ربع قرن كانت الساحة الشعبية تشهد ثورة حقيقية بكل ماتحملة الكلمة من معنى إذ بدأت تظهر بوادر تيار التجديد للخروج بالشعر الشعبي من محيطه الضيق من حيث معناه ومبناه إلى آفاق أرحب فكانت الفتوحات تسجل الواحدة تلو الأخرى بجرأة طرح من خالف السائد وقاوم الرتابة حين ذاك.. ولعلي أستعرض بعضا من تلك التجارب وروادها الذين أسهموا في كل هذا الزخم والبريق الذي شهدته وتشهدة الساحة الشعبية * * * * أعرف أني بشر مجدي ورق وأسطورتي جملة يصير الحال والا مايصير بكيف نشادي عواض شاهر : اسم مازال يتردد صداه في أروقة الإعلام كان له حضور مؤثر وبارز أسهم في تحريك الركود إذ كان طرحه خارج الوزن يحقق فتوحات داخله بما كان يقدمه من رؤى نقدية تزرع الثقة في ذات الشاعر وتوقظ مخيلته الإبداعية فكان بمثابة الضوء المبعثر للعتمة في ذهن الشعراء مما أوجد في الذهنية مساحة شاسعة استطاع من خلالها الشاعر الابتكار في الشكل والمضمون وبالتالي إيجاد نصوص شعرية ثرية ذات قيمة أدبية عالية ومن أهم منجزات العصيمي في اعتقادي استدراجه للنقد الاكاديمي وتعاطيه مع النصوص العامية، ومما لا شك فيه أن عواض الشاعر لا يقل أهمية عن الناقد ولكن دوره كناقد وموجه في الساحة كان الطاغي على شاعريته ومع كل هذا الحضور والجهد والعمل خذلنا عواض ونأى بنفسه لأسباب نجهلها أو بالأحرى لانود الحديث عنها على الأقل في الوقت الراهن. * إذا ما اشتقت في الغربة.. قل الذكرى: طحين الوقت.. واخبز من تبي قربه. فهد عافت: كان ومازال ظاهرة فريدة لم نشهد لها مثيلا عارضه الكثير وسانده الكثير خاض تجارب التجديد فأبدع وقاد مسيرة التغيير في الظاهر والباطن على مستوى النص الشعري فتجاوز الجميع وحلق بعيدا، وتجربته في رأيي تعد الانضج والاكثر قدرة على الاستمرارية والنمو أشعل القناديل ورسم ملامح الطرقات فسلك الشعراء مسلكه، وصل بالشعر إلى القمة فكانت له الريادة ولكنه خفت وجعل من النصر والكرة قصيدة يكتبها صباح مساء..