في رصد استطلعت خلاله «عكاظ» رأي عدد من المسؤولين والخبراء الفلسطينيين عن تأثير عودة الخلافات بين حركتي فتح وحماس على الوضع الداخلي، حيث أكدوا أن ما يجري سيعيد المصالحة إلى نقطة الصفر، كما أنه سيعطل عمل حكومة التوافق الوطني بغزة، وبالتالي تأخر عملية الإعمار في غزة، وكذلك التأثير السلبي على جولة المفاوضات المرتقبة مع إسرائيل في القاهرة، معتبرين أن ذلك يصب في مصلحة إسرائيل. الدكتور رمزي رباح عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين المراقب والمحلل السياسي، قال: إن العلاقات المضطربة بين حركتي فتح وحماس ستوثر على ملفات عدة في الساحة الفلسطينية، أبرزها التأثير الأكيد على ملف الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي في القاهرة وإمكانية انعقادها. وأشار رباح إلى أن التصريحات الإعلامية والمشادات الكلامية بين الحركتين تؤثر على سير المصالحة الفلسطينية وإعادة الإعمار الذي يمس كل مواطن فلسطيني، داعيا إلى تطويق أزمة العلاقة بين حماس وفتح ونزع فتيل الأزمة الأخيرة، موضحا أن الجهد بحاجة إلى تجاوب من الطرفين، لافتا إلى أن الاتصالات بين الحركتين متوقفة على خلفية أزمة إحياء ذكرى استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات وتفجيرات غزة الأخيرة. من جهته، حذر سليم النفار الكاتب والناشط السياسي، من تداعيات ما يجري من خلافات بين فتح وحماس، حيث سيؤثر ذلك سلبا على الشعب الفلسطيني، وما حدث في غزة مسيء للغاية، وسيؤدي ذلك إلى توقف الدعم عن قطاع غزة لإعادة إعماره، واعتبر أن ما يحدث من مناكفات داخلية سيؤدي إلى تعطيل للمصالحة الوطنية، ووضع المزيد من العقبات أمام حكومة الوفاق الوطني، واصفا ذلك بأنه مصلحة إسرائيلية. وأضاف: نريد أفعالا وليس أقوالا، وعلى حركة حماس المسؤولة عن الأمن في قطاع غزة، أن تبحث عن مرتكبي الجريمة التي أدت إلى توتير الأوضاع وتقديمهم للمحاكمة. كما قال الكاتب والباحث اللواء عرابي كلوب: إن ما يجري من تراشق إعلامي وتبادل للاتهامات بين حركتي فتح وحماس، أعاد الكل الفلسطيني إلى مربع الانقسام الأول. مشيرا إلى أن ما يحدث حاليا في الساحة الفلسطينية يعزز القول بأن اتفاق المصالحة وحكومة التوافق كان عبارة عن حلول مؤقتة، ولم يتم تجسيدها بشكل واقعي، لأنها لم تتطرق إلى التفاصيل والقضايا الحساسة وأنها ستنفجر عند أي خلاف. ولفت كلوب، إلى أن أحداث غزة الأخيرة خلال إحياء ذكرى رحيل الرئيس ياسر عرفات قد هزت أركان هذا الاتفاق الهش بين الطرفين، وكأنهما كانا ينتظران أي هفوة من الآخر لكي يزداد عمق هذه الأزمة وتتسع أكثر. وأشار إلى أنه إذا بقيت حماس وفتح على هذا الحال وكل منهما متوقف خلف مصلحته الحزبية فإن الانقسام سيزداد أكثر وسيدفع الشعب الفاتورة بشكل كبير، خاصة في قطاع غزة الذي ينتظر الإعمار وفك الحصار، وبلا شك فإن هذا الخلاف سيؤدي إلى تعطيل عمل الحكومة التي ستشرف على إعادة الإعمار، وفتح المعابر وإنهاء الحصار، ولذلك من الضرورة الدخول بقوة لإصلاح ذات البين بين الحركتين لتطويق الأزمة والوقوف إلى جانب مصالح الشعب بعيدا عن الحزبية والفصائلية، بدلا من تعزيز حالة الانقسام.