يشكل غياب الثقافة المرورية لكثير من قائدي المركبات في أفضلية السير في ميادين ودوارات المدينةالمنورة هاجسا لإدارة المرور التي أقرت بوجود إشكالية لديهم في التعامل عند الدخول للدوار، ما يدفع بعض السائقين إلى زيادة السرعة للوصول بأقل وقت ممكن، حتى لو اضطر إلى عدم الالتزام بالأنظمة المرورية. ولا يكاد يمر يوم إلا وتشهد الدوارات المنتشرة على طرقات المدينةالمنورة حادثا مروريا أو أكثر ما يتسبب في إصابات بشرية وتلفيات في السيارات، الأمر الذي يستدعي من الجهات المعنية العمل على وقف النزيف على هذه الدوارات ووضع حد للحوادث التي ارتفعت نسبتها في الفترة الأخيرة بشكل لافت. يقول سلطان الجابري إنه يشهد بشكل شبه يومي حادثا مروريا في دوارات الدائري الثاني، لافتا إلى أن عددا من الأهالي طالب بإزالة هذه الميادين أو الدوارات واستبدالها بجسور وإنفاق تحد من الاختناقات المرورية والحوادث لوقف ما أسماه بالفوضى المرورية والحوادث المتكررة خاصة في أوقات الذروة، حيث تتعطل حركة السير بمجرد وقوع حادث بسيط، مشيرا إلى أن دوار الملك عبدالعزيز يشهد حوادث بشكل يومي، مقترحا عمل مداخل ومخارج للرجوع بدلا من إلزام السائقين في الدخول الى الدوار مثل ما تم تنفيذه في تقاطع طريق سلطانة على الدائري الثاني (تقاطع أبو بكر الصديق). أما خالد العوفي فيشدد على ضرورة إزالة الدوارات على الدائري الثاني كحل عاجل للقضاء والحد من الحوادث والاختناقات المرورية، مشيرا إلى وجود أربعة دوارات تعد منافذ رئيسية إلى وسط المدينة تشمل دوار الملك عبدالعزيز، دوار السلام، دوار القبلتين ودوار عروة. يشاطره الرأي عويض المطيري مؤكدا أن الثقافة المرورية لدى بعض السائقين شبه معدومة، بل ويتعمدون كسر قاعدة أفضلية السير لمن بداخل الدوار، مناشدا إدارة المرور بفرض رقابة مكثفة على الدوارات، وضرورة معاقبة السائقين المخالفين بإعطائهم مخالفات مرورية في حالة الدخول الخاطئ للدوار حتى نضمن انضباطا مروريا في حركة السير وعدم تكرار الحوادث المرورية التي تقع بشكل يومي على كثير من الدوارات، مطالبا وزارة النقل بإزالة هذه الدوارات وتصحيح وضعها بإنشاء جسور وأنفاق ومداخل ومخارج جديدة خاصة لدوار الملك عبدالعزيز بعد ان تم إنشاء مخارج في دوران عرورة وسطانة والسلام، مبينا أن تشغيل الإشارات الضوئية يعيق الحركة المرورية وتصبح ثقلية ويكون هناك تأخير في حركة السير، مستدركا رغم انها تحد كثيرا من الحوادث المرورية. ويعد دوار المطار من الدوارات التي تشكل خطرا على السائقين – والحديث للمواطن عبدالعزيز ماجد، حيث إن مساحته تعوق تنظيم حركة السير، إذ أن المسافة بين الطرق المؤدية إلى الدوار قصيرة جدا، الأمر الذي يتسبب في تكرار الحوادث خصوصا عند اتجاه ومغادرة الحافلات لنقل الركاب من وإلى مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي. في المقابل أوضح ل«عكاظ» الناطق الإعلامي ومدير الأمن والسلامة في مرور المدينة العقيد عمر بن حماد النزاوي أن إزالة الدوار أمر غير مستحب، ولكن سيكون البديل إنشاء إشارة مرورية وتقاطع مشيرا إلى أن وجود الدوار يسهل انسيابية الحركة المرورية، مضيفا أنه تم وضع إشارات ضوئية على الدورات تعمل أوقات الذروة وحسب الحاجة بهدف تسهيل انسيابية الحركة المرورية، مشيرا إلى أن إدارة المرور بصدد تنظيم برامج وحملات تثقيفية لأفضلية الدوار واستضافة عدد من المثقفين والإعلاميين لتوجيه رسائل الى قائدي المركبات في الالتزم بأفضلية السير لمن بداخل الدوارات، مؤكدا على توزيع (دسكات) على السائقين في المجمعات والمواقف الخاصة في السيارات لتوعيتهم في أفضلية السير مقرا بوجود مشكلة في عدم التزام كثير من السائقين في افضلية الدوار، مشيرا إلى أن هناك عقوبة لمن لا يلتزم بأفضلية الدوار ويتم تحرير مخالفة له، مشددا على أن السائقين يمنحوا رخصة مرورية بعد تقديم دورات منها الأنظمة والتعليمات المرورية، مؤكدا أنه على السائق أن يعرف أن الأفضلية لمن داخل الدوار.