تتجلى قوة التعبير التجريدي في لوحات الفنان طه صبان بحفاظه على الإرث الحضاري لمنطقة الحجاز، حارات مكةوجدة القديمة هي منطلق لفكر فنان يعد من مرحلة التأسيس وأسهم بشكل فعال في إيصال الفنون التشكيلية السعودية إلى خارج أرض الوطن بمشاركاته بلوحات تفيض عمقا وجمالا تاريخيا يبرهن على عشقه الأبدي لتناجي اللون والعنصر ليخرج أعمالا متحفية أضحت علامات بارزة في التشكيل السعودي. تجد في لوحاته لغة الجمال بتوزيع اللون وضربات الريشة المستوحاة من واقع ترجمه صبان على لوحاته بإسقاطاته لتلك الروايات والقصص المليئة بالجمال الروحي ورائحة من تاريخ أصبح وسيكون ذكرى في مستقبل الأيام، لقد نجح في رصد تاريخ بعنصر لون وظلال ومكونات لمشاهد بانورامية ليظهر جماليات النسق اللوني تاركا للمتلقي مساحات بعيدة عن التشويه لتدخله في عالم من التفكير والتأمل في عدد كبير من لوحاته، ارتقاء في الخطوط اللونية للفنان وشموخ عنصري مختلف وايقاع لوني معبر عن وجدانية الفنان وأحاسيسه التي نثرها عبر لوحاته بدمج صياغي فني لمشاعر انسان رصدت كافة التحولات الزمانية والمكانية، ربما يعجب البعض بتكويناته العنصرية إلا أن الأغلب يتأمل تقنيته اللونية ليكون أسلوبا متبعا من كثير من الفنانين الشباب. طه صبان رغم عشقه لممارسة الفن واحترافه إلا أنه أحد أبرز الفنانين السعوديين المقتنين للأعمال الفنية سواء كانت محلية بهدف تشجيع الفنانين والفنانات أو كانت عالمية للزج بها في الساحة التشكيلية لتسهم في ارتقاء الذائقة اللونية لمجتمع لم يعرف الفنون التشكيلية إلا من قرابة ال60 عاما عندما بدأ باجتهادات شخصية من رموز غادروا المكان وبقيت ذكراهم امتدادا لما نشاهده اليوم من تميز للساحة التشكيلية السعودية ومنافسة مع عدد من دول الجوار والدول العربية. وما إطلاق اسم طه صبان مؤخرا على صالة العرض ببيت الفنانين التشكيلين إلا دليل واضح وجلي على الاعتراف له بالجميل كونه مع مجموعة من زملاء دربه في الفنون البصرية بشكل عام هم من انطلقوا بمبادرات شخصية لإيجاد حراك فني في مجتمع لا يعي أهمية الفنون بشكل عام خاصة الفنون التشكيلية، اعتراف جميل من الفنانين والفنانات في محافظة جدة التي تعد أبرز المحافظات حراكا فنيا وثقافيا حتى أصبحت إحدى المحطات أو أهم تلك المحطات الفنية وأصبحت هدفا لمعارض من خارج المملكة.