في جلسة ضمت ما لا يقل عن عشرة من الرجال (الطحاطيح) وغير الطحاطيح ولو أن أحدا منكم سألني عن معنى الطحاطيح؟! (فسوف يغلب حماري) ولن يجد مني جوابا، ولكنني سمعتهم يقولونها فقلتها على العمياني. وتطرقنا من ضمن ما تطرقنا حول الاقتراح الذي طرحه بعض أعضاء مجلس الشورى بخفض معدل الخصوبة الكلي عن طريق المباعدة بين الولادات، تحت شعار: الأهم (صحة الأم والطفل)، وللأسف أن هذا الاقتراح الحضاري الإنساني سقط في الاقتراع بين أعضاء وعضوات مجلس الشورى، و(عادت حليمة لعادتها القديمة). ولاحظ من كان يجلس بجانبي حماستي لذلك الاقتراح وأسفي على فشل التصويت عليه، فإذا به ينبهني ويلفت نظري لأحد المواجهين لنا، الذي ما إن وقعت عيني بعينه الحمراء حتى عرفت أن الرجل ليس مستسخفا كلامي فقط، ولكنه يقينا لو كان بمقدوره أن يطوحني بالشارع لفعلها. لهذا، وكنوع من الحيطة والحذر، لزمت حدي وقطعت كلامي وصمت، واستغلها هو فرصة وبدأ (يرغي ويزيد) ويحكي عن مساوئ تنظيم النسل، وكيف أن بعض صغار العقول هم الذين يدعون لها قال ذلك وهو يشير نحوي وأورد حديثا لرسولنا الكريم بأنه يباهي بنا الأمم يوم القيامة من كثرتنا، ولم يورد إطلاقا حديث (غثاء السيل)، وعرج في كلامه إلى فضيلة التعدد. فقاطعته أسأله عن عدد زوجاته؟!، فقال: هن أربع، والحمد لله. فقلت له: الله يزيدك من فضله، رد علي قائلا: أرجوك لا تتهكم، ألم تسمع ما ذكره (المغيرة بن شعبة)؟!، قلت له: لا مع الأسف، قال: إنه ذكر أن من تزوج بواحدة، فهي إن حاضت حاض معها، وإن نفست نفس معها، ومن تزوج اثنتين أصبح بين نارين تشتعلان، ومن تزوج ثلاثا فهو كل يوم في وادٍ، أما الذي تزوج أربعا فهو الذي يتقلب في النعيم. وختم كلامه متوجها للجميع وهو يقول: سارعوا يا رعاكم الله للنعيم، قبل أن تعضوا أصابع الندم. وهنا تفتقت قريحتي بعد أن تأكدت أن (ما بالعباة رجال)، ولكي أسايره وأسعده و(آكل بعقله حلاوة)، قلت له: الحقيقة أن ما ذكره (ابن شعبة) هو عين الصواب، بل وأزيد عليه بأن الذي يتزوج بواحدة سوف يندم تعرف ليه؟!، سألني: ليه؟!، قلت له: إذا هيا واسمع واحكم بنفسك: فزوجة واحدة، يا سيدي، تعني أن هناك (70) حورية، وزوجتان (140) حورية، وثلاث زوجات (210) حوريات، وأربع زوجات (280) حورية، ولكل حورية (70) جارية، يعني المجموع (24642) من الزوجات والحوريات والجواري و(طب وتخير) وما أن انتهيت من هذه الحسبة حتى (فش ثم هش وبش)، وتحولت نظراته نحوي من الغضب إلى المودة، فما كان منه إلا أن يقف ويعانقني، وبالمقابل بادلته بعناق أشد حتى كدت أن أكسر ضلوعه، واعدا إياه بإن أطال الله في عمري، فلن تمر سنة واحدة حتى أتزوج بأربع نساء (ناضجات مستصحات ومترحرحات). [email protected]