لاقى مقطع لأحد الدعاة انتشاراً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي، حين وصف «الحور العين» بأوصاف أقل ما يقال عنها أنها «جريئة وفاضحة»، بشكل يخلو من «الاحتشام»، مفصلاً أجزاء دقيقة من جسد «الحورية»، ومرغباً في لقائها ب «ثورة الشهوة». وقال الداعية: «إنها لن تكون واحدة، بل أكثر من 70 حورية»، في الإشارة إلى «النعيم» الذي ينتظر «المجاهدين». ويتكرر العزف على وتر «الشهوة» التي لا يمكن أن تطفئها سوى «الحورية»، لتبقى معزوفة تتردد من خطبة إلى أخرى، حتى باتت «النشيد الجهادي»، الذي أذيع للمرة الأولى في أفغانستان وانتقل إلى العراق ثم إلى سورية، قبل أن يعود إلى العراق مجدداً، ويتحدث عن «الحور العين»، بوصفها «الجائزة» التي يحصل عليها «المجاهد»، ولكن يجب عليه أن «يسارع، فهي تنتظره ومشتاقة إليه»، بحسب خطب من يُعرفون ب «مشايخ الجهاد». وانتشر هذا النشيد، الذي تحول فيما بعد إلى ما يشبه «النشيد العسكري» بشكل واسع، وأصبح شعاراً للمجاهدين، ويبدأ ب»يا أمي اتركيني.. الحور العين بتناديني»، إلى جانب سلسلة كبيرة تتجاوز 77 أنشودة «جهادية»، لا يمكن أن تخلو من ذكر «الحور العين»، ولا ينفك محرضو الجهاد من العزف على هذا الوتر من وقت إلى آخر، وهم ينقلون قصصاً لا سند لها عن «مجاهدين» يشمون رائحة «الحور العين» أو يعانقونهن قبل استشهادهم، بحسب قولهم. وكان آخر تلك القصص تصوير انتشر بشكل واسع في موقع «يوتيوب» عنونه مصوره باسم «حوريات ينزلن إلى أرض سورية لمواساة المجاهدين». ولاقى «تهكماً» واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي، فيما لم يتحرج مشايخ من نقله ك «كرامة للمجاهدين». ودائماً ما ترتبط صور القتلى ب «ابتسامة خفيفة»، حدثت بحسب روايتهم إثر «لقاء هذا الشهيد بحوريته قبيل استشهاده». وتشابهت روايات شبان عائدين من أراضي «الصراع»، حول لجان التعبئة المعنوية التي تقوم بعمليات غسل الأدمغة، إذ تركز على أن «ما بعد ضغط زر التفجير، لا يمكن أن يشعر المجاهد بأي ألم، بل سيشتم رائحة الجنة وسيداعب الحورية، التي ستتلقفه بأحضانها»، والتأكيد على «التهييج الغريزي الجنسي» حقق نجاحات للجان التعبئة، خصوصاً مع عدد كبير من المقاتلين الذين لم تتجاوز أعمارهم العقد الثالث، فيما لم تخط شوارب بعضهم إلى الآن، ما يجعل سلاح الحوريات ال70، «ناجعاً» وبشكل كبير.