قبل يومين، خرجت مع رفيق لي من القهوة، وبينما كنا نتمشى على الرصيف، قال لي بدون سابق إنذار: المشكلة أنه لا يمكنك العيش معها، كما لا يمكنك العيش بدونها. وبحكم (عقلياتي) الخربانة سارعت بالرد عليه قائلا: آه عرفت إنها المرأة، وقديما قالوا: (فتش عن المرأة). فنظر لي شزرا وقال: أما أنت صحيح سخيف، حقا (إن كل إناء بما فيه ينضح)، أنت تعتقد يا متخلف أنني أقصد النساء، أنا أحدثك يا أخي عن النقود، أفهم يا (بقم). رددت عليه بعد أن انكسر خاطري قائلا: خلاص فهمت، امسحها بوجهي. وإلى الآن لم أفهم كلمة (بقم) وينطقونها باللهجة المصرية (بجم) فساعدوني الله يرضى عليكم، هل هي مدحة أم شتيمة؟! *** لو علم الناس أن (المستقبل) هو (اليوم) لتكالبوا عليه، لهذا أنا أتكالب عليه بسواعدي وأقدامي وحتى أسناني كذلك، ومع ذلك فالملعون يروغ مني مثلما يروغ الثعلب. أيامي كلها زئبق، وأنا (أزبق) منها إن جاز التعبير. *** كانت الدوقة (دو لافرته) دميمة، وعجوزا، وبغيضة، وقد نفد صبرها إذ أبطأ رئيس المحكمة (دو هارلاي) قليلا في افتتاح الجلسة، فقالت له بصوت مرتفع لكي يسمعها: لعنة الله على هذا القرد العجوز! ولم ينبس القاضي ببنت شفة، ونادى على القضية التي تخصها، وحكم لمصلحتها، وفي اليوم التالي زارته في مكتبه لتشكره بالطبع، فقال لها بأدب: لا تدهشي لما قمت به، يا سيدتي، فالقرد العجوز يسعده أن يخدم القردة العجوزة. *** ليس هناك أثقل دما من شخص يصر على أن يحدثك طوال الوقت عن نفسه، في الوقت الذي تريد فيه أن تحدثه أنت عن نفسك. مثل ذلك الشخص وددت لو أنني قطعته بأسناني، وبعد ذلك تفيته. *** «ضع النصاب في الواجهة، تراه يتصرف كرجل شريف» ما أكثر الواجهات، وما أكثر النصابين، وما أكثر الشرفاء، وما أكثر (البطيخ). أيها السادة، ماذا تريدون مني أن أكون نصابا أم شريفا؟! إذا أعطيتموني الخيار، فإنني أتمنى إما أن أكون نصابا وشريفا، أو شريفا ونصابا، فكل واحد منهما له مزاياه. *** صدق من قال: إن الحياة هي التي نشقى نصفها الأول بسبب آبائنا، ونشقى في نصفها الباقي بسبب أبنائنا. وكذلك (أحيانا) نسعد، هكذا هم يقولون، أرجوكم أتركوني على جنب. *** فعلا إن الحب الله لا يكتبه على عزيز هو الذي يدفع امرأة إلى أن تدفع رجلا إلى أن يجعل من نفسه شخصا غبيا. هل تعتقدون أنني حقا غبي، أم أن شكلي هو اللي (باين عليه كده)؟!