نجحت المملكة في مواجهة إرهاب القاعدة وتوجيه الضربات القاصمة لتجمعاته وعناصره وخلاياه الناشطة والخامدة، وكان من أسباب هذا النجاح، بعد توفيق الله، الإدراك المبكر لخطر الإرهاب وما يمثله من تهديد يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار والتأثير على حضور المملكة الفاعل على المستوى الإقليمي والدولي، ثم بطولات وتضحيات رجال الأمن المدعومة بتماسك الجبهة الداخلية والتفاف الوطن كله حول القيادة الرشيدة وعزيمتها القوية في التصدي لكل الأخطار التي تهدد سلامة الوطن وأمنه ومكتسباته. واليوم تدخل الأجهزة الأمنية في مواجهة علنية مع الإرهابيين وأصحاب الفكر الضال الذين تنكروا لقيم الإسلام الحاضة على صيانة الدماء وحفظ النفس، بوقوعهم في جرائم زهق الأرواح البريئة وإراقة الدماء المحرمة في الشهر الحرام، في محاولة لزرع الفتن وبث الكراهية وتفريق الصفوف، لكن التفاعل الشعبي والاستنكار الجماعي، من كل أجزاء المملكة، للجريمة النكراء التي اقترفها المجرمون في قرية الدالوة يؤكد أن نهاية الإرهابيين الفشل والخيبة، كما كان مصير من سبقهم من المفسدين المخربين. إن النجاح الذي تحقق في المداهمات الأمنية لأوكار الإرهابيين وقدرة الأجهزة الأمنية على توجيه الضربات الموجعة لجميع الخارجين على القانون يجب أن يلقى الدعم المطلوب من جميع المواطنين والمقيمين على تراب الوطن، فالخطر يتقصد أمن الجميع والوقوف في وجهه مسؤولية الجميع، كل في موقعه ومهامه، القضية ليست خاصة بأجهزة الأمن وحدها؛ لأن الخطر يتهدد الجميع، وعلى الجميع القيام بواجه.