ما أكد عليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في خطابه إلى سماحة مفتى عام المملكة من أن تمويل الارهاب جريمة نكراء تقف مع الارهاب في خندق واحد ، يعني أن جهود المملكة العظيمة في محاربة الارهاب لن تتهاون مع من يسعى إلى تمويل الارهاب من أي جهة كانت ، لأن تمويل الارهاب يعني تغذية الارهاب واطالة أمده وتمكينه من تحقيق أهدافه لكل هذا فإن تمويل الارهاب يدخل في الحرب الدائرة ضد الارهاب لأنه لا يمكن لهذه الحرب أن تنجح وهي تتجاهل عنصراً رئيسياً في تغذية الارهاب. وفي كلمة المليك المفدى رسالة قوية إلى أن الحرب على الارهاب انطلقت إلى مرحلة مهمة هي مرحلة مواجهة تمويل هذه الآفة الاخطيرة التي تمكنت الأجهزة الأمنية من مواجهتها في جولات شهدت بسالة رجال الأمن وشجاعتهم وتضحيتهم بأرواحهم وأنفسهم من أجل صون أمن هذه البلاد الطاهرة، وخلال تلك المسيرة من الحرب على الارهاب كانت هناك محطات مهمة ومفصلية في ضرب الارهاب وعناصره وأبرزها الضربات الاستباقية التي فاجأت الإرهابيين في مخابئهم وأحبطت مكايدهم ووقت البلاد والعباد من عمليات اجرامية كثيرة ، وبفضل من الله توالت النجاحات في الرصد والمتابعة حتى شعر أولئك الارهابيون أنهم لا يمكن أن يكونوا آمنين ويديرون في الوقت نفسه أعمالاً اجرامية ضد الوطن والدين فهربوا إلى الخارج وحتى في الخارج كانت تحركاتهم تحت الرصد والمتابعة. وتوالت الجهود الفكرية والاعلامية والدعوية لمحاصرة الفكر الضال وأصحابه وأثمرت نجاحاً كبيراً في وقاية أبنائنا الشباب وإن كان لازال المطلوب كثيراً. غير أن تمويل الارهاب والذي أكدت هيئة كبار العلماء تحريمه شرعاً سيكون هدفاً رئيسياً في الحرب على الارهاب حتى تجفف جميع المنابع والمصادر التي تمول العمليات الارهابية وبإذن الله ستكون هذه الضربة القاصمة للارهاب والارهابيين بجهود الدولة وبوعي المواطنين وادراكهم للمخاطر.