رفضت الروضات والمدارس الأهلية الطلاب التوحديين، بسبب غياب المتخصصين في التخاطب، في وقت لا تزال أسر حالات التوحد في منطقة الباحة تعيش معاناة كبيرة بين فهم وإدراك تفاصيل الحالات وكيفية التعامل معها وبين تطوير مهاراتها وبين تعليمها ودمجها في المجتمع المدرسي والتربوي. وأعربت (أم عبدالله) عن ألمها من حالة ابنتها وحالات غيرها من الفئة التوحدية بعد إهمال وغياب عن الرعاية المتخصصة، مؤملة أن تتولى وزارتا الصحة والشؤون الاجتماعية إنشاء مراكز وتهيئة أماكن لائقة بهم تراعي خصوصية وضعهم في مرافق تحقق بعض العون لأسرهم، مؤكدة أنها كانت تضطر لمراجعة المستشفى التخصصي في الرياض كل فترة مع ما في ذلك من معاناة وأعباء مادية ونفسية. وتروي (ع غ) أم أحد الأطفال التوحديين أنها قدمت لابنها في إحدى الروضات الأهلية ومثل أي أم كنت سعيدة جدا بدخول ابنها لهذه المرحلة خصوصا أنه ذكي ويفهم ويرسم ويعمل أشياء رائعة جدا مقارنة بعمره، ولكنها صدمت بعد يومين من دخوله لعدم موافقة إدارة الروضة على استمراريته، وقالت: تمنيت أن يستمر أسبوعا أو أكثر، إلا أنه أغلقت الأبواب أمام طفلي الصغير خلال ساعات وتم الحكم عليه. وتؤكد الأخصائية الاجتماعية عبير الغامدي أن أعداد التوحديين في الباحة قد تفوق 96 حالة، كونه لا توجد إحصائية دقيقة لحصرهم، مشيرة إلى حاجتهم الماسة إلى مراكز متخصصة لتدريبهم ورفع كفاءة أدائهم وتطوير مهاراتهم. وعلمت «عكاظ» استجابة الشؤون الصحية في منطقة الباحة لمطالبة محافظ بلجرشي سفر سويد بنقل عيادة مرضى التوحد من مستشفى الصحة النفسية إلى مستشفى بلجرشي العام، نزولا عند رغبة الأهالي. وأوضح المتحدث الرسمي في صحة الباحة أحمد معيض الزهراني ل «عكاظ» إلحاق جميع التوحديين بالمستشفيات العامة على مراحل بدءا من محافظة بلجرشي إذ تم إلحاق التوحديين بمستشفى بلجرشي العام. فيما كشف منسق البرنامج الوطني لاضطرابات النمو والسلوك في منطقة الباحة ماجد سعيد سرور أن عيادة أطفال التوحد لا تزال تعمل في مستشفى الصحة النفسية في محافظة بلجرشي وتستقبل الحالات كل يوم أحد، مشيرا إلى أن الأسر لا تكتشف التوحد إلا بعد عامين ونصف أول ما يظهر أن طفلهم لا يتكلم ثم بعد التشخيص يظهر على البعض فرط حركة وتشتت انتباه ما يوجب صرف أدوية معتمدة من المنظمة العالمية للصحة وليست لها آثار جانبية ومن ثم يتم تنفيذ برامج سلوكية من خلال التواصل البصري، لافتا إلى أن منطقة الباحة تفتقد أطباء تخاطب وما نقوم به من دور اجتهادي لا يحقق الطموحات. وأضاف نستضيف أطباء زائرين من شهرين إلى شهرين ونصف الشهر، وعندما استضفنا البروفيسور محمد القحطاني جاءتنا حالات من خارج المنطقة والتقى بأكثر من مئة حالة، مطالبا التربية والتعليم بزيادة الفصول الدراسية لاستيعاب التوحديين ودمجهم مع الأطفال الأسوياء. من جهته، أوضح المتحدث الرسمي لتعليم الباحة محمد سعيد هضبان أن تعليم الباحة يستوعب الأطفال التوحديين من خلال دمجهم في الفصول مع بقية الطلاب أو بتخصيص فصول للحالات، مؤكدا توفير معلمي تربية فكرية في كل مدرسة. يذكر أن اللقاء الأسري الأول والمفتوح لبرامج الاضطرابات النمائية هي الفعالية الوحيدة التي أقيمت لهذه الفئة نظمتها المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة الباحة، ممثلة بمستشفى بلجرشي العام في حديقة ملاهي الشفا بالتعاون مع البرنامج الوطني لاضطرابات النمو والسلوك، وفريق بيادر الخير التطوعي.