كشفت ل «عكاظ» الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل آل فرحان آل سعود رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الفصام ورئيس مجلس إدارة جمعية أسر التوحد الخيرية المعاناة من شح في عدد مراكز التوحد المتخصصة والتي تقدم خدمات متكاملة لمرضى التوحد، مشيرة إلى أنه يوجد حاليا خمسة مراكز للتوحد في المملكة وعدد متواضع من المراكز الصغيرة غير المتخصصة والتي تهتم بالتربية الفكرية أكثر من التوحد وفرط الحركة مقابل أكثر من 200 ألف طفل وطفلة من التوحديين ينتظرون إنشاء مراكز متخصصة وكافية لهم. وذكرت أن تكلفة تدريب وتأهيل الطفل التوحدي عالية جدا وتزيد على 130 ألف ريال، لافتة إلى أن كثيرا من الأسر السعودية ممن لديها توحديين ترسل أطفالها إلى دول مجاورة مثل الأردن لتلقي الرعاية، ويوجد أكثر من 850 طفلا وطفلة سعوديين من التوحديين حاليا يتلقون العلاج في الأردن حيث توجد مراكز متخصصة. وطالبت الأميرة سميرة بنت عبدالله وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية والتربية والتعليم بتنسيق الجهود فيما يتعلق بالتوحديين، مؤكدة أن مراكز التوحد التي سبق أن أمر بها خادم الحرمين الشريفين يجب أن تلبي أكبر طاقة ممكنة من الاحتياج، بحيث تستقبل مرضى التوحد فترتي الصباح والمساء، فتخصص الفترة الصباحية لصغار السن القادرين على التعليم والذين يمكن تأهيلهم والفترة المسائية لكبار السن، مشددة على أهمية تصميم المراكز على هيئة مجمعات كما هو في الدول المتقدمة، بحيث تقدم كافة الخدمات للتوحديين، مع الإشارة إلى ارتفاع تكلفة علاج الطفل أو الطفلة التوحدي، حيث إن كل مريض يحتاج إلى معلم أو معلمة، وأن لا يزيد عددهم في الفصل الواحد على أربعة إلى خمسة توحديين على الأكثر كون زيادة العدد يصعب من عملية تأهيلهم. وأفادت أن وزارة الصحة لا تمنح مريض التوحد الاهتمام ولا تتابع علاجه ولا الأدوية التي يتناولها، موضحة أنه يصلها كثيرا من الشكاوى في هذا الجانب من أسر مرضى التوحد. ورأت أن وزارة التربية والتعليم عليها دور مهم تجاه مرضى التوحد، كونها الجهة التي تتولى تنفيذ برامج تعليمية لهم بهدف دمجهم في التعليم، لافتة إلى أن برامجهم منقوصة ولا تناسب الطموحات المعقودة من أسر التوحديين، فضلا على أن الوزارة لم تشارك الجهات التي تتولى أمر مرضى التوحد لمعرفة الكثير من البرامج التربوية الخاصة بالتوحديين وتوفير مقرات مهيأة لهم. وطالبت وزارة التربية بإعادة النظر في اشتراطاتها لقبول التوحديين في مدارسها، ملمحة إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية تقع عليها مسؤولية مضاعفة دعم أسر التوحديين، وألا تكتفي بالمعونة السنوية المقطوعة والمحددة بعشرين ألف ريال إذا علمنا أن تكلفة علاج وتأهيل الطفل التوحدي تزيد عن 130 ألف ريال في السنة الواحدة. إلى ذلك، تشارك الجمعية الفيصلية النسوية في جدة ممثلة بمركز جدة للتوحد في الاحتفال بفعاليات اليوم العالمي للتوحد في 2 أبريل 2014 م، بهدف نشر توعية ثقافية عن اضطراب التوحد وتسليط الضوء على هذه القضية بما ينعكس إيجابا على اكتشاف الحالات وإنجاح برامج التدخل المبكر، والرعاية والتأهيل والمشاركة الاجتماعية والأهلية في تطوير الخدمات وأوجه الرعاية التي يحتاجها المصابون بالتوحد وأسرهم. وتنطلق الحملة هذا العام بالتعاون مع جهات تطوعية ومؤسسية عدة بما يعكس توحد وتظافر الجهود أفرادا ومؤسسات متحدين من أجل دعم المصابين بالتوحد ومبادرين للانضمام لمجموعة أصدقاء التوحد التطوعية. وينظم مركز جدة للتوحد عدة فعاليات بهذه المناسبة تبدأ بإطلاق البالونات الزرقاء في سماء كورنيش جدة ضمن الحملة العالمية (أضيئوا سماءنا بالأزرق) .. ويحتفل فريق «لأجلك يا وطن» التطوعي كصديق للتوحد بتنظيم احتفالية بمقر مستشفى المشفى بشارع الملك تحت شعار «2 أبريل موعدنا أسعدوهم لنسعد». كما يشارك مركز جدة للتوحد بورقة عمل بعنوان «الصعوبات والعقبات التي تواجه مراكز التوحد الخيرية بالمملكة» بدعوة من جامعة الملك عبدالعزيز شطر الطالبات ضمن فعاليات الجامعة بمناسبة اليوم العالمي للتوحد ويصاحب هذه المشاركة ركن إعلامي عن خدمات ونشاطات المركز، إضافة إلى مشاركة أخرى مع جامعة الملك عبدالعزيز قسم البنين يومي 29-30 أبريل. وفي ذات السياق أكد المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور قاسم القصبي، أن المستشفى سيسخر إمكاناته لإجراء أبحاث متخصصة في مجال طيف التوحد من خلال التعاون مع المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية لتطوير طرق تشخيصية وتداخلية وعلاجية للأفراد الذين يعانون من التوحد. جاء ذلك خلال كلمته في حفل تدشين انطلاقة برنامج متخصص لإعداد وتأهيل اختصاصيين سعوديين في برنامج تحليل السلوك التطبيقي لذوي اضطراب طيف التوحد بحضور عدد من مسؤولي شركة «سابك» التي دعمت في وقت سابق مركز أبحاث التوحد في «التخصصي» ب45 مليون ريال، إضافة إلى حضور عدد من مسؤولي جمعيات ومراكز التوحد في المملكة. وبين الدكتور القصبي، أن البرنامج الذي جرى تدشينه يعد الطريقة الأكثر اعتمادا علميا والمستخدمة على نطاق واسع في تدريب الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد، لافتا إلى أن تبني المستشفى التخصصي للمبادرات التي تقدم للمجتمع الطبي أحدث المعارف والمهارات اللازمة لخدمة المجتمع، مشيدا بالتعاون مع جامعة نيفادا الأمريكية في هذا البرنامج الطموح. ويعنى البرنامج الذي جرى إطلاقه أمس بالتدريب والتأهيل في تحليل السلوك التطبيقي للأخصائيين الحاصلين على درجة البكالوريوس والماجستير، وذلك بالتعاون مع المنظمة الدولية الأمريكية لتحليل السلوك (ABAI) والتي سيمنح من خلالها البورد الأمريكي للمتدربين من حملة الماجستير للعمل كأخصائيين في تحليل السلوك التطبيقي، فيما سيمنح البورد الأمريكي للمتدربين من حملة البكالوريوس للعمل كأخصائيين مساعدين في تحليل السلوك التطبيقي، حيث سيكون التدريب والتأهيل عن طريق المنظمة الدولية الأمريكية لتحليل السلوك وجامعة نيفادا. ويهدف البرنامج الذي افتتح بحضور البروفيسور في علم النفس بجامعة نيفادا (رينو ليندا هيز) رئيسة المنظمة الدولية الأمريكية لتحليل السلوك(ABAI)، وعدد من المختصين والمشاركين في هذا المجال، إلى زيادة كفاءة وقدرة المجتمع لتقديم خدمة تحليل السلوك التطبيقي للأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد والاضطرابات النمائية الأخرى. وأوضحت منسقة برنامج تحليل السلوك التطبيقي في مركز أبحاث التوحد بالمستشفى التخصصي الأخصائية النفسية مشاعل الخوير أن برنامج تحليل السلوك التطبيقي (ABA) يعد من أفضل الطرق المثبته علميا ويستخدم بشكل واسع في العالم لتدريب الأطفال من مختلف الأعمار ممن لديهم اضطرابات طيف التوحد، واضطرابات سلوكية أخرى أو اضطرابات نمو مشيرة إلى ندرة الأخصائيين المدربين والمؤهلين على برنامج تحليل السلوك التطبيقي في المملكة، حيث يتطلب القيام بأي تدريب على برنامج تحليل السلوك التطبيقي للأهالي أو الأخصائيين ترجمة ملائمة تتضمن برامج الدورات التدريبية والبرامج المحلية التي تحتاج إلى تعاون مع منظمات تأهيل دولية، وذلك من أجل الحفاظ على تقديم أعلى مستويات الرعاية والخدمة المقدمة للمرضى. ويختص مركز أبحاث التوحد الذي تأسس بمنحة مشتركة مقدمة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد آل سعود ومن الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) في عام 2010م، بتطوير الطرق التشخيصية والعلاجية للأفراد المصابين باضطراب طيف التوحد، وذلك بالتعاون مع المراكز المحلية والإقليمية والعالمية. كما يهدف إلى التعاون مع الخبراء الدوليين في مختلف المجالات المتعلقة بأبحاث التوحد والتشخيص والتدخل والتدريب ونشر الوعي والمعرفة.