الأديب والشاعر الكبير عبدالله بن علي بن حسن بن محمد علي بن محمد بن يوسف الجشي من مواليد القطيف في العام (1344ه - 1429ه). أديب وشاعر، وكاتب وصحفي ومؤرخ متعدد المواهب وشخصية بارزة من أعيان القطيف وحظي بتكريم من مهرجان الجنادرية عندما حصل على شخصية العام في العام 1426ه .. وهو من أسرة الجشي التي عرفت بالأدب والفقه والتجارة ويسكن غالبية الأسرة في محافظة القطيف، حيث أتم تعليمه في العشرين من عمره وتفرّغ للأدب والشعر والتاريخ والصحافة وعمل في الوظائف الحكومية كمدير لإدارة القضايا بوزارة العمل، كما مارس التجارة لفترة قصيرة. وشارك في إنشاء مؤسسات تعليمية وخيرية وتجارية وشارك في تحرير عدد من الصحف ونشر الكثير من شعره وأبحاثه الأدبية والتاريخية فيها وشكلت تربيته ونشأته بيئة ممتازة لتفتح انطلاق مواهبه الشعرية والأدبية وتكوين شخصيته، فقد تربى وتعلم في حجر والده الأديب والشاعر علي الجشّي، وتلقى تعليمه الأولي على يد أفضل المعلمين في محافظة القطيف وغيرها. حصل الأديب عبدالله الجشي على عدد كبير من التكريم لما قدمه من جهد كبير فقد كرّم في مهرجان الرواد العرب من الجامعة العربية بالقاهرة ومجلس الشورى بالرياض ومهرجان الجنادرية كشخصية العام (1426ه) الثقافية ونال وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى. وفي سياق فعاليات النشاط الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية في دورته العشرين أقيمت ندوة تكريم الجشي.. تحدّث فيها الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيع رئيس النادي الأدبي بالرياض ورئيس الندوة، أعقبه في الحديث عن الجشّي أعضاء الندوة محمد بن الحاج رضي الشماسي، ميثم بن الحاج منصور الخنيزي، الدكتور مبارك الخالدي وختمها الدكتور عبد الرحمن إسماعيل رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود. قال عنه الدكتور عبدالرحمن السماعيل رئيس قسم اللغة العربية في كلية الآداب، في جامعة الملك سعود في ندوة تكريمه في مهرجان الجنادرية في موضوع عن (الصورة الشعرية عند عبدالله الجشي): أدركت حين قرأت شعره أن الحيز الزمني المحدد لي من قبل إدارة المهرجان لا يكفي لإعطاء فكرة عن قدرات هذا الشاعر وميادين شعره، وبما أنه لا بد من الالتزام بالوقت المحدد فقد أضمرت في نفسي نية التفرغ لهذا الشاعر لدراسته دراسة تليق بمكانته وتعريف القراء به بصفته أحد الرموز الثقافية في بلادنا الذي ابتعد عن الأنظار ردحا من الزمن فغاب إلى حد كبير عن ذاكرة القراء. مضى الدكتور السماعيل ليقول: حين قرأت قصائد شاعرنا عبدالله الجشي انفتحت أمامي أبواب كثيرة يمكن أن يدخل منها أي دارس لهذا الإنتاج الغزير لهذا الشاعر المبدع، فعجبت من قلة ما كتب عنه، على الرغم من كثرة الدراسات الفردية والدراسات الأكاديمية التي تناولت الشعراء في جامعاتنا. ومن استعراض حياة هذا الرجل ندرك المصادر المتنوعة لثقافته، فقد رافق والده ودرس هناك قواعد اللغة والمنطق والبلاغة العربية وقد قال عن نفسه في بداية عهده بالكتابة (كنت منذ طفولتي أقوم بالتأمل أمام ما يقع تحت نظري أو يواجهني في دروب الحياة ومراحل العمر فأرضخ ذلك لرؤيتي وتقديراتي محاولا أن يكون لي رأي متأثرا في دواخلي الى درجة أن بعض التداعيات والمواقف التي واجهتني لا زالت صورها راسخة في أعماقي سلباً أو إيجاباً وتدرجت معي هذه الأحاسيس ما جعلني أعبر عنها بشكل أو بآخر).