الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر المرحوم «أبو قطيف» عبدالله (عبدالرسول) بن الشيخ علي بن حسن الجشي (1344- 1429ه /1926- 2008م)، صدرت في مجلدين فيه ستة دواوين هي: (الديوان، والحب للأرض والإنسان، وغزل، وقطرات ضوء، وشراع على السراب، وذاكرة عابر). والشاعر الجشي ذو مسيرة علمية وإبداعية شعرية حافلة، فقد كان من رواد الشعراء في العراق في العصر الحديث حيث مكث فيها ما يقارب سبعة وثلاثين عامًا أثر وتأثر بالبيئة الشعرية فيها، وكذلك شارك في الحياة الأدبية والثقافية في المملكة، وجاء إصدار الأعمال وفاءً وتقديرًا له بعد تكريمه في اثنينية عبدالمقصود خوجة – بجدة – 19/10/1426ه. الدواوين التي احتوتها المجموعة هي: • الديوان الأول عنوانه (الدّيوان) وقد جُمع فيه أكثر من 300 قصيدة في مختلف الفنون، تتراوح بين القصيرة والمطولة، وتواريخ كتابتها بين الأربعينات الميلادية والتسعينات. • الديوان الثاني بعنوان (الحب للأرض والإنسان) وقد سبق طبعه منفردًا، وقد أشار الشاعر الجشي (رحمه الله) إلى أن قصائد هذه المجموعة نظمت في فترات متباعدة، وهي لذلك لا تخلو من التباين في الأفكار بسبب الظروف المختلفة التي مرّ بها. • الديوان الثالث بعنوان (غزل) وهي مجموعة تمثل – كما كتب الشاعر – فترة من حياته الشعرية، وشبابه الأدبي، وعنفوان الحب. وقد نظمها كلها جوابًا على رسائل عاطفية متبادلة ما بين عامي 1950 – 1951م. • الديوان الرابع (قطرات الضوء) وفيه صور من الأفكار والأحاسيس والأحداث التي مرت بالشاعر في حياته، وهي رباعيات سبق أن طبعت في كتاب مستقل. • الديوان الخامس عبارة عن ملحمة شعرية بعنوان (شراع على السّراب)، وهي ملحمة تروي قصة الإنسان الذي عاش على شواطئ الخليج العربي قبل أن تغيّر انبثاق الزيت معالم الحياة فيها. قسّم الملحمة إلى عشرين نشيدًا، تطرق في كل نشيد إلى حدث من قصة بطل الملحمة (علي)، عارضا لحالة المجتمع أيام الغوص، وبعض عاداته كالنصف من شعبان ونهاية صفر، والسفر للحج وهكذا. • الديوان السادس (ذاكرة عابر) وقد كتب له مقدمة الشاعر الأستاذ/ محمد رضي الشماسي موضحًا أن الديوان يأتي ضمن أدب الأسفار والرحلات الذي يعتبر من الموضوعات الأدبية في الآداب العالمية. يقول الشماسي: إني لأعتبر القراءة في ديوان (ذاكرة عابر) لونا من ألوان الرحلات الأدبية الممتعة التي يعيشها القارئ بين ترف المناظر، وجمال الصورة، وآفاق الخيال، وبين المعلومات التاريخية والجغرافية. مما كتبه بعض الأدباء عن شعر الجشي: للشاعر عبدالله الجشي شعر ينبض بالشوق والحنين إلى الوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه بحكم اغترابه في فترة من سني عمره، ولكنه على اغترابه عنه لا يجد غضاضة في الافتخار به والتغني بأمجاده وتاريخه، يقول: يا صاحبي كم في النشيج هوى ومشاعر تنساب في وفدِ لا تعجبنّ لأنني ولهٌ بالأرض والإنسان والحمدِ حبي لذي الشطآن أرضعني إياه نهدُ الأم في مهدي وفي قصيدة أخرى نجد الجشي يجعل من بلاده عبق الأمسيات وأغنية في ذاكرة العاشقين المليئة بالحنين والشوق ولهفة اللقاء كحنين الزهور، إلى المزنة الماطرة، يقول: بلادي يا عبق الأمسيات وأغنية العشق في الذاكرة أحن إليك حنين الزهور عطشى إلى المزنة الماطرة فأنت تلمح صورة في غاية الإبداع حينما يصور حنينه كحنين الزهور وما تحمله من رائحة زكية ولكنها تفتقر لما يجعلها دائمة الحياة لافتقارها إلى الماء تنثر عن اليمين وعن الشمال عبق العطر الفواح. • الأعمال الشعرية الكاملة للأديب الشاعر عبدالله الجشي • الناشر: اثنينية عبدالمقصود محمد سعيد خوجة، جدة، المملكة العربية السعودية. • الطبعة الأولى، 1428ه، 2007م، • عدد صفحات: ج1: 607، و ج2: 436