تفضل أم كريم مواجهة الحرارة المرتفعة واللهب خلال تحضيرها الخبز الشعبي وبيعه، على أن تنتظر العون من أحد، فالأرملة تعول ابنتيها اللتين تخرجتا من الجامعة قبل خمس سنوات دون أن تجدا العمل، وتسكن أم كريم في منزل مستأجر خصصت جزءا منه لتعليم الكبيرات القرآن الكريم. وتقتات أم كريم من صناعة الخبز الشعبي في منطقة الباحة للمناسبات والأفراح والولائم منذ عدة سنوات، وتجني من ذلك عائدا ماديا مقبولا يعينها إلى حد ما على أعباء الحياة بعد رحيل زوجها، مشيرة إلى أن أبناءها يعملون في وظائف بسيطة وفي مدن بعيدة ويسكنون بالإيجار ومداخيلهم بالكاد تغطي مصاريفهم. وتتلقى أم كريم طلبات عدة من أنحاء المنطقة لصناعة الخبزة التي تعد من المأكولات الشعبية في منطقة الباحة، ويحرص الناس على تقديمها في مناسباتهم مع المرق ولحم الغنم، مبينة أن الأسعار معقولة وفي متناول الجميع، إذ يكلف المد الواحد مئة ريال، نظير مقابلتها المستمرة للهب النار ودخانها طيلة يومها، إضافة إلى الجهد المبذول لتخرج الخبزة بالشكل المشرف لصاحب المناسبة. وتفتخر أم كريم بأنها امرأة منتجة، إذ غدت تتولى شؤون المنزل المادية بنفسها من خلال صناعة الخبزة حتى لا تمد يدها لقريب أو بعيد، لافتة إلى أنها تتلقى من الضمان الاجتماعي مرتبا شهريا 1700 ريال، لا يكفي سداد الإيجار المسكن الذي تعيش فيه مع ابنتيها، وتتمنى أن تجد منزلا يؤويهم، وأن تتلقى العلاج من الأمراض التي داهمتها؛ مثل السكري والضغط وضعف النظر لقاء مقابلتها النيران والحرارة.