رغم تعدد أنواع وأشكال وآليات إعداد الخبز الحديثة، إلا أن خبز «التنور» يظل أهم وألذ الأكلات الشعبية التي يتم إعدادها على أيدي مسنات محافظة أحد رفيدة خاصة، ومنطقة عسير عامة، نظرا للخبرات الزمنية الممتدة لعقود. لا يخلو منزل في المنطقة يحتضن داخله مسنة، إلا وتجد خبز التنور وقد تسيد المائدة، جنبا إلى جنب مع الأكلات الشعبية الأخرى كالبر والسمن ولبن الأبقار وغيرها. وذكر ل«عكاظ» عدد من المسنات، أن خبز التنور أو الميفا يعد علامة مميزة للخبز البلدي في منطقة عسير. وقالت كل من أم سعيد، أم أحمد، أم فهد، وأم علي، من سكان محافظة أحد رفيدة إن الخبز التقليدي يتفاوت في طريقة الإعداد والشكل، ولا تتقنه إلا بنات جيلهن خاصة أن عملية الاقتراب من التنور أو الميفا لا تتحملها سوى النساء كبيرات السن ومن الجيل القديم نظرا للهب الذي ينبعث من داخله أثناء إعداد الخبز. وحول طريقة استخدام فرن التنور، قالت أم فهد «يتم وضع الحطب داخل التنور وبعد اشتعال النيران يترك لفترة حتى يتحول الحطب إلى الجمر، ثم يتم إلصاق الخبز بالتنور». وأضافت «نؤدي هذا العمل منذ أكثر من 40 عاما تقريبا، وإعداد الخبز يبدأ بخلط دقيق البر الأسمر مع الدقيق الأبيض وعجنه بعد إضافة كمية من الخميرة الفورية وذرة ملح، ويترك لمدة ثلاث ساعات ثم يخبز في التنور، بعد إزالة كمية كبيرة من الحطب من داخل التنور أي الثلثين تقريبا وهي الكمية الموجودة على غطاء التنور حتى لا يحترق الخبز». من جهتها، قالت أم علي إن إعداد الخبز لا يخلو من المخاطر اليومية، ويمكن للمرأة أن تتعرض للحروق في أية لحظة أثناء إعدادها الخبز في اليدين، ولكن مع التدريب تستطيع أن تتغلب على هذه المخاطر ولا تصاب بأي أذى. إعداد الخبز بينت النساء بصوت واحد أن نساء المنطقة كان لزاما عليهن في الماضي إتقان خبز التنور، ولا تنتقل من منزل أسرتها إلى منزل الزوج إلا وهي قادرة على إعداد الخبز التقليدي بجانب اللبن والعصيد والمرق وغيرها من الأكلات الشعبية التي لا تزال المحافظة تفخر بها كسائر محافظات عسير.