تبحث اللجنة المشتركة للبيئة والتنمية المستدامة في الوطن العربي في اجتماعها التحضيري اليوم، العديد من المواضيع البيئية التي سيتم عرضها في اجتماع مجلس الوزراء المسؤولين عن شؤون البيئة في الدول العربية، الذي تستضيفه الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة يوم الأحد المقبل. وأوضح وكيل شؤون البيئة والتنمية المستدامة بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة الدكتور عبدالباسط صيرفي، أن الاجتماع البيئي بشكل عام سيبحث العديد من المواضيع البيئية، منها متابعة الاتفاقيات المعنية بالمواد الكيميائية والنفايات الخطرة والاجتماعات البيئية الدولية المعنية بالتصحر والتنوع البيولوجي، وسير أعمال آلية التنسيق بين الأجهزة العربية المعنية بالكوارث الطبيعية وحالات الطوارئ، كما سيتم الإعداد والتحضير للتقرير الثاني للتوقعات البيئية العربية والتربية من أجل التنمية المستدامة وموضوع الاتحاد العربي للمحميات الطبيعية، بالإضافة الى متابعة تنفيذ مقررات مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة ومبادرة التنمية المستدامة في المنطقة العربية ومؤتمر الأممالمتحدة للتنمية المستدامة ريو +20، وعرض ومناقشة المؤشرات البيئية والتنمية المستدامة في العالم العربي، وكذلك أنشطة وفعاليات شركاء مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة من المنظمات العربية المتخصصة والمنظمات الإقليمية والدولية ومؤسسات المجتمع المدني. وأكد الدكتور الصيرفي أن ملف التعامل مع قضايا تغير المناخ والتحرك العربي في المفاوضات الخاصة بهذا الشأن يعد من المواضيع المهمة التي سيتم تداولها من قبل المجلس. يشار إلى أن جدول أعمال اللقاء من 9 - 13 محرم يتضمن اجتماعات الدورة ال(16) للجنة المشتركة للبيئة والتنمية المستدامة في الوطن العربي، وفي الرابع عشر من محرم اجتماع اللجنة العليا لجائزة المملكة للإدارة البيئية، وفي الخامس عشر الاجتماع ال(51) للمكتب التنفيذي، بينما يعقد في السادس عشر اجتماع الدورة ال(26) لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة. إلى ذلك كشف مهتمون بالشأن البيئي عن تحديات عديد تواجه البيئة العربية أبرزها شح المياه، ونقص الغذاء، والتلوث بمختلف أشكاله وأنواعه، وزيادة استهلاك الطاقة، والتصحر، داعين الى ضرورة تعزيز أطر التعاون البيئي للمحافظة على البيئة من التلوث الذي بات يهدد المجتمعات، وللمحافظة كذلك على الموارد الطبيعية من الاستغلال الجائر. الخبير البيئي المعروف ومدير عام إدارة البيئة بالرئاسة العام للأرصاد وحماية البيئة الأسبق الدكتور عبدالرحمن كماس، يرى أن الدول العربية تواجه حاليا ستة تحديات بيئية رئيسة هي: الأمن المائي، والأمن الغذائي، وأمن الطاقة، والتصحر، ونقص المياه، والتلوث بكافة أنواعه واشكاله، مؤكدا أن عدد السكان المتزايد بسرعة في الوطن العربي يستهلك الكثير من الطاقة والموارد الطبيعية وهو ما يستدعي إعادة النظر في كثير من مهددات البيئة لضمان التنمية المستدامة. وعن تلوث البحار في الوطن العربي قال: منذ أكثر من ثلاثين سنة وبيئة شواطئ الدول العربية تواجه تحديات كثيرة أبرزها الردم والحفر والتجريف الأمر الذي أدى إلى تدمير قواعدها الأساسية لتوالد وتربية الثروة السمكية وجميع الأحياء البحرية إضافة إلى طمس ودفن الشعب المرجانية ونباتات الشورى، وتأثير ذلك كما هو معروف سلبي ومباشر على البيئة ولا يمكن تعويضه على مر السنين. التغير المناخي أما أستاذ البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور علي عشقي فيقول: التحديات البيئية في الوطن العربي قد تكون متشابهة إلى حد كبير ولا تخرج عن إطار شح الماء وارتفاع استهلاك الطاقة والتصحر والتلوث الهوائي والبحري، وكل ذلك يستدعي ضرورة وضع أنظمة معززة لمنع حدوث التدهور خصوصا مع ارتفاع عدد السكان والطلب المتزايد على الموارد مما أدى بدوره إلى حدوث التغيرات المناخية. د.عشقي أكد أن العالم العربي في حاجة إلى زيادة المساحات الخضراء وبذل مزيد من الجهود لمكافحة ظاهرة التصحر، ولاسيما أنه خلال المائة عام المقبلة سترتفع درجات الحرارة بمتوسط 3 درجات مئوية متسببة في ارتفاع مستوى مياه البحر حوالى 20 سم بحلول عام 2030. ارتفاع الحرارة واعتبر الباحث البيئي محمد فلمبان أن الاستغلال الجائر للموارد الطبيعية في الوطن العربي أفسد التوازن البيئي وسبب التلوث في الماء والهواء والتربة مما تسبب في حدوث التغيرات المناخية كارتفاع في درجات الحرارة والذي يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري تسبب في حدوث الخلل في التنوع البيولوجي وظهور أمراض جديدة وأدى إلى ظاهرة التصحر، كل هذا يهدد الأمن البيئي والغذائي للمجتمعات البشرية في الوطن العربي. وأضاف «للأسف الشديد العديد من الدول وخصوصا العربية لم تربط البيئة بالتنمية المستدامة، فزادت الإشكاليات البيئية ونتج عن ذلك ارتفاع في نسب الملوثات وشح المياه وارتفاع استهلاك الطاقة، وكل هذه المعطيات أسهمت في ارتفاع حرارة الأرض والتغير المناخي». وخلص إلى القول إن تداعيات التلوث في الوطن العربي يؤثر أيضا على ارتفاع درجة الحرارة وانعكاس ذلك على حدوث بعض الكوارث الطبيعية على المستوى العالمي لأن طبقة الأوزون تغطي العالم ومن هذه الظواهر حدوث العواصف في أماكن لم تكن تحدث فيها، وظواهر النينو والتسونامي، وازدياد حرارة المياه في القطبين وهو ما انعكس على زيادة معدل ذوبان الجليد، وهذه بحد ذاتها ظاهرة مرعبة، لما يمثله القطبان من أقطاب موازنة الحرارة على كوكب الأرض، كما أن ذوبان الجليد يعني ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات، واختفاء جزر كاملة ومدن ساحلية كبيرة.