نصوص مختارة للشاعرة الأمريكية إميلي ديكنسون (1830 –1886) من أعظم شعراء أمريكا. ولدت في أمهرست، وقضت فيها معظم حياتها الهادئة المنعزلة. بدأت تنظم أروع قصائدها 1862، وتعتبر قصائدها الغنائية القصيرة من أبدع ما كتب في الشعر الحديث، وكان لنتاجها عميق الأثر في شعر القرن العشرين. ومع تفاوت قصائدها ورسائلها في درجة جودتها، إلا أنها جميعا تصور عقلية قوية أصيلة، وموقفا ثائرا من القيم والمفاهيم القديمة، ونظرة فاحصة عميقة تبحث عن قيم ومعان جديدة في الحياة. ذاع صيتها حين نشرت قصائدها (1890 – 1891). 1 اليوم جئت أشتري ابتسامة اليوم جئت أشتري ابتسامة، مجرد ابتسامة واحدة، أصغرها على محياك ملائمة تماما لي، الابتسامة التي لا ينبغي لأحد أن يدعها تفوته تألقت صغرا. أتوسل يا سيدي إليك هل سأحظى أن تبيعني واحدة؟ لدي في أصابعي الألماس، وأنت تدري ما هو الألماس، لدي ياقوت يحيي دماء المساء، وحجر التوباز مثل النجوم. فلتكن كصفقة ليهودي! بالله قل يا سيدي: «قبلت» فاقتنيها. 2 الأمل لباس يسمو الأمل لباس يسمو بالروح، ويغني بلا كلمات لحنا أبدا .. أبدا لا ينقطع. أجمل ما في الريح الهوجاء سمعناه، والعاصفة ستأتي بلوى، تربك الطائر الصغير الذي من خشية منها ادخر الدفء الوفير. سمعتها في بلاد بردها قارص، وعلى أغرب بحر، لكن في الأقصى لم تطلب أبدا مني كسرة خبز. 3 انهمار معين للضوء انهمار معين للضوء، في أصائل الشتاء مرهق مثل أعباء فتلتئم الجروح، وتختفي آثارها إلا الشقاق الداخلي حيث النيات كامنة. ليس من الممكن أن تعلمها أنه اليأس المختوم، حين في ميعادها توافي، تصغي إليها الطبيعة، وتحبس الظلال أنفاسها، وحينما تزول، تصبح مثل المسافة على ملامح الموت. 4 أنا لا شيء .. من أنت؟ أنا لا شيء .. من أنت؟ وهل لا شيء أيضا أنت؟ إذن نغدو زوجا واحدا منا. ولا تخبر بنا أحدا فإنهم كما تعلم سيتخذوننا إعلان. مكتئب كونك إنسان، ومستباح مثلما الضفدع، لكي تقول اسم أحد طوال شهر يونيو إلى مستنقع خلاب.