أيها ذا الشاكي وما بك داء كيف تغدو اذا غدوت عليلا ان شر الجناة في الارض نفس تتوخى قبل الرحيل الرحيلا وترى الشوك في الورود وتعمى ان ترى فوقها الندى اكليلا هو عبء على الحياة ثقيل من يظن الحياة عبئاً ثقيلاً والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئاً جميلا ليس أشقى ممن يرى العيش مراً ويظن اللذات فيها فضولا أحكم الناس في الحياة أناس عللوها فأحسنوا التعليلا فتمتع بالصبح ما دمت فيه لا تخف أن يزول... حتى تزولا واذا ما أظل رأسك همٌ قصر البحث فيه ... كيلا يطولا ٭٭٭ أدركت كنهها طيور الروابي فمن العار أن تظل جهولا ما تراها والحقل ملك سواها تخذت فيه مسرحا ومقيلا! تتغنى .. والصقر قد ملك الج و عليها - والصائدون - السبيلا تتغنى... وقد رأت بعضها يؤ خذ حياً والبعض يقضي قتيلا تتغنى... وعمرها بعض عام أفتبكي وقد تعيش طويلا؟ فهي فوق الغصون في الفجر تتلو سور الوجد والهوى ترتيلا وهي طوراً على الثرى واقعات تلقط الحب أو تجر الذيولا كلما أمسك الغصون سكون صفقت للغصون حتى تميلا فاذا ذهب الأصيل الروابي وقفت فوقها تناجي الأصيلا ٭٭٭ فاطلب اللهو مثلما تطلب الأط يار عند الهجير ظلاً ظليلا وتعلم حب الطبيعة منها واترك القال للورى والقيلا فالذي يبتغي العواذل يلقى كل حين في كل شخص عذولا كن هزاراً في عشه يتغنى ومع الكبل لا يبال يالكبولا لا غراباً يطارد الدود في الأر ض وبوماً في الليل يبكي الطلولا كن غديراً يسير في الأرض رقرا قاً فيسقي من جانبيه الحقولا تستحم النجوم فيه ويلقى كل شخص وكل شيء مثيلا لا وعاء يقذر الماء حتى تستحيل المياه فيه وحولا كن مع الفجر نسمة توسع الأز هار شماً وتارة تقبيلا لا سموماً من السوافي اللواتي تملأ الأرض في الظلام عويلا ومع الليل كوكبا يؤنس الغا بات والنهر والربى والسهولا لا دجى يكره العوالم والنا س فيلقي على الجميع سدولا ٭٭٭ أيها ذا الشاكي وما بك داء كن جميلا تر الوجود جميلا ٭٭٭ (1889م - 1957م) هناك اختلاف في تحديد السنة التي ولد فيها إيليا أبو ماضي، فجريدة (السائح) تذكر أنه ولد عام 1889م ومحمد قرة علي نشر بمناسبة وفاته ترجمة لحياة الشاعر وذكر أنه ولد عام 1890م وجورج صيدح يذكر أنه ولد عام 1891م. تلقّى ثقافته الأولى في مدرسة القرية ثم رحل إلى الاسكندرية عام 1901 وباع فيها السجائر وفي الليل كان يدرس اللغة العربية وقواعدها. عام 1912 هاجر إلى أمريكا وأقام في ولاية سنسناتي أربع سنوات عمل فيها تاجراً مع أخيه مراد، وفي عام 1916 انتقل إلى نيويورك ليبدأ حياته الصحفية ومجده الشعري في الرابطة القلمية، وكانت تتألف من (جبران خليل جبران، وميخائيل نعيمة، وأمين الريحاني، ورشيد أيوب، ونسيب عريضة، وندرة حداد، وعبدالمسيح حداد، والأرشمندريت أبو حطب، ووليم كاتسفليس). في نيويورك طبع ثلاثة دواوين هي: - ديوان إيليا أبو ماضي (الجزء الثاني) وقد كتب مقدمته جبران، ويضم هذا الجزء القصائد التي لم تسمح الظروف السياسية بنشرها في الديار المصرية العربية. - الجداول - عام 1927. - الخمائل - عام 1940م. أما ديوانه الأول فقد صدر عام 1911 تحت عنوان (تذكار الماضي). ترجم عن الانجليزية رواية عن الغجر وأصلهم وتقاليدهم. له مقالات كثيرة نشرها في الصحف المختلفة. نزع في شعره إلى التأمل، ودعا إلى التفاؤل، لكنّه كان ينطوي على تشاؤم فكري عميق، من أشهر قصائده الطوال: الأسطورة الأزلية، والطلاسم، والطين. وفي الطين دعوة إلى التآخي بين البشر، وسخر من المتكبرين، وتواضع مع بني الإنسان أياً كان...