تستغل الجماعات الإرهابية خصوصية المرأة وطبيعتها في مجتمعنا كورقة لتحقيق أهدافها وتنفيذ جرائمها خصوصا بعد نجاح الجهات الأمنية بالمملكة في توجيه ضرباتها الحاسمة ضد هذه الجماعات. واستطاعت الجهات الأمنية بمشاركة المجتمع مواجهتهم ودحرهم وإحباط مخططاتها والقبض على عناصرها، ما أجبر هؤلاء الإرهابيين إلى الفرار خارج المملكة والتمركز في دول مجاورة تشهد اضطرابات وصراعات داخلية. ومن المخططات التي كان يعمل عليها تنظيم القاعدة التغرير بعدد من النساء، سعوديات وغيرهن لتوفير الدعم المالي واللوجستي إضافة إلى تجنيد نسوة لتكوين خلايا نائمة داخل المملكة للاستعانة عند الحاجة. وهو الأمر الذي تنبهت له القوى الأمنية وعززت الانتباه بتوجيه ضربات استباقية حاسمة ضد تلك الجماعات وتوقيف مجموعة نسائية إرهابية متشكلة من 6 نسوة حيث كان تنظيم القاعدة يراهن عليهن. وبلغ انغماس نسوة القاعدة في الجريمة حدا حرضت فيه إحداهن ابنها على الانتحار. ظهر ذلك جليا عندما تورط تنظيم القاعدة الإرهابي في جريمة اختطاف نائب القنصل السعودي في مدينة عدن اليمنية عبدالله الخالدي في العام 2012م أثناء ممارسته مهامه الوظيفية في منح اليمنيين تأشيرات دخول المملكة للحج والعمرة والعمل والزيارة. وكانت سفارة خادم الحرمين الشريفين في العاصمة اليمنية تلقت بعد عدة أيام من جريمة الاختطاف اتصالات هاتفية من المدعو مشعل محمد رشيد الشدوخي أحد المطلوبين للجهات الأمنية المعلن عن اسمه في 7/2/1430ه ضمن قائمة ال(85)، إذ أفاد في اتصاله أنه ممثل الفئة الضالة ويؤكد مسؤوليتهم عن اختطاف نائب القنصل وأن لهم مطالب. ومن أول المطالب الإفراج عن النساء الخمس عضوات المجموعة الإرهابية وتسليمهن لهم في اليمن. وذكر الإرهابي الشدوخي خلال مكالمته مع السفير السعودي الأسبق أسماء النساء حيث حاول تنظيم القاعدة الإرهابي تزييف الحقيقة والادعاء بأنهن نساء مستضعفات ولذلك بغرض استعطاف الرأي العام. سجن نساء القاعدة لم تكن تلك المرة الأولى التي سعى فيها تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية استغلال المرأة في هذا الوحل الإجرامي فقد حاول زعيم خلية إرهابية، تمكنت الجهات الأمنية من القبض عليه وتقديمه للعدالة.. حاول تهريب نساء للمشاركة في القتال بالعراق. وكانت «عكاظ» شهدت محاكمة سيدات القاعدة التي تضم 6 نسوة (5 سعوديات ويمنية) وصدر بحق الأولى حكم بسجنها 15 سنة، فيما صدرت مؤخرا أحكام على الخمس المتبقيات بالسجن لمدة إجمالية تبلغ 33 سنة. السيدة الأولى تحمل مؤهلا جامعيا وتم إيقافها في 6/3/1431ه بسبب انضمامها إلى تنظيم القاعدة، وحكم عليها في المحكمة الجزائية المتخصصة بالسجن 15 سنة لثبوت قرابة 18 تهمة ضدها. أما الثانية فتبلغ من العمر 39 سنة وتحمل الشهادة الثانوية وثبت في حقها تورطها في 21 جريمة إرهابية مختلفة وصدر بحقها حكم ابتدائي بسجنها 10 سنوات مع المنع من السفر بعد انتهاء حكمها مدة مماثلة وتغريمها الفي ريال. أما السيدة الثالثة (29 سنة) تحمل الشهادة الجامعية واستغلت فترة محاكمتها مطلقة السراح في الفرار إلى اليمن والانضمام لتنظيم القاعدة وتواجه اتهامات في 12 جريمة إرهابية وتم تأجيل الحكم حتى مثولها أمام القاضي. الرابعة تبلغ من العمر (39 عاما) جامعية، ثبت بحقها 8 جرائم إرهابية وحكم عليها بالسجن لمدة 8 سنوات مع المنع من السفر خارج المملكة بعد انتهاء محكوميتها مدة مماثلة وتغريمها ألفي ريال. والخامسة (38 سنة) وجامعية ثبت تورطها في خمس جرائم وحكم عليها بالسجن 6 سنوات وتغريمها ألفي ريال ومنعها من السفر فيما حكم على السادسة (يمنية الجنسية 28 عاما) بالسجن 9 سنوات مع تغريمها ألفي ريال. تورطن في 77 جريمة تعد سيدات القاعدة الست من أخطر عناصر الدعم اللوجستي والمالي للتنظيم الإرهابي لتورطهن في 77 جريمة إرهابية، فالأولى أدينت بتكفيرها الدولة، إيواء بعض المطلوبين، التحريض على الأعمال الإرهابية، حيازة مسدسين دون ترخيص بقصد الإفساد والإخلال بالأمن وتسليم السلاحين لإرهابيين لمقاومة رجال الأمن. كما واجهت المتهمة الأولى تهم تمويل الإرهاب بجمع مبالغ تجاوزت المليون ريال وإرسال المبالغ لتنظيم القاعدة في اليمن، التواصل مع عدد من أعضاء تنظيم القاعدة في اليمن وأفغانستان، الشروع في الخروج إلى مواطن الفتن والقتال، القيام بربط أحد الموقوفين بموقوف آخر ليخلفه في أمر الاتصال بأحد المنتمين للتنظيم الإرهابي، المشاركة بالاتفاق والمساعدة في جريمة التزوير بتمكين أحد الموقوفين باستخدام استراحتها مركزا لتزوير بطاقات الهوية لمن يرغب من الشباب الخروج للعراق للمشاركة في القتال الدائر هناك، ومن التهم أيضا هروبها وتخفيها عن رجال الأمن بعد علمها أنها مطلوبة أمنيا وسفرها للمنطقة الجنوبية لإيصال أجهزة اتصال لاسلكي لشخص ليوصلها لتنظيم القاعدة في اليمن. تحرض ابنها على الانتحار السيدة الثانية تورطت في تهم انتهاج المنهج التكفيري وتأييد أعمال الفئة الضالة، تجهيز ابنها وتحريضه للسفر للخارج والمشاركة في القتال وفي سبيل ذلك سلمت نجلها ألف ريال ليقوم بنقل وتهريب أحد المطلوبين إلى جيزان متخفيا بعباءة نسائية كما استعدت لمرافقتهم لئلا يكشف أمرهم. ثم عملت على تسليم ابنها مبلغ ألف ريال مرة أخرى لما علمت أنه سيقوم بإحضار المطلوب أمنيا من جيزان إلى مكة كما سلمته جهاز حاسب آلي للتواصل معها، كما اجتمعت مع نساء يحملن الفكر المنحرف وتسليم إحداهن مبلغ ثلاثة آلاف ريال لدعم المقاتلين، تصفح المواقع المحجوبة في الشبكة العنكبوتية بواسطة بروكسيات حصلت عليهن من ابنها وعلمها بقيام أحد الأشخاص من حملة الفكر المنحرف والتاثير على ابنائها بالتعاون مع والدهم. الإرهابية الثانية عملت أيضا على تهريب قلم رصاص إلى السجن ليقوم زوجها بكتابة الرسائل وتسلمت منه ثلاث رسائل ضبطت كلها معها. وتلقت اتصالات من بعض المطلوبين وجمعت مبالغ للمقاتلين وتواصلت مع شخص خارج المملكة، واستلامها رسالة بريد من نفس الرجل وفيها بريد وكلمة سر وأنه طلب منها تسليمه لشخص يعمل في مطعم بمكة وقامت بتسليم ذلك عن طريق ابنها. المتهمة أخفت وحدتي تخزين خارجيتين وجهازي جوال ومجموعة شرائح اتصال وحرضت ابنها على القيام بعملية إرهابية انتحارية إلا أنه لم يوافق على ذلك، وأخبرها زوجها الموقوف بوجود سلاح رشاش له وأنه طلب من ابنه تسليمه لأحد الأشخاص وتولى الابن تنفيذ المهمة. أروى تقذف وتلعن المجندات الثالثة واسمها أروى بغدادي استغلت فترة محاكمتها مطلقة السراح وهربت إلى اليمن لتلتحق بالتنظيم الإرهابي ولم يحكم عليها غيابيا حتى مثولها أمام القضاء وتواجه بغدادي تهم التورط في اعتناقها المنهج التكفيري وسب العلماء والزعم بأن الصلاة لا تجيز خلف الأئمة، وتمويل الإرهاب من خلال تسليمها للمدعى عليها الخامسة سلسلة وتعليقة وخرصا من الذهب لدعم المقاتلين، وتسليمها للمدعى عليها الأولى مبلغ تسعة آلاف ريال دعما منها للمقاتلين في أفغانستان. كما اتهمت بحيازة حاسوب آلي يحتوي على مستندات تحث على القتال وتمجيد رموز الفئات الضالة، ومقاطع فيديو لعمليات عسكرية في أماكن الصراع ومقطع فيديو يعرض طرق إعداد وتصنيع المتفجرات وتحميل مستندات تحوي كتبا تكفيرية ومقاطع وأناشيد تحث على القتال في أماكن الصراع كما اتهمت باجتماعها وتواصلها في لقاءات نسائية منحرفة تعقد بمنزل السيدة الثانية والخامسة والسادسة ومع مجموعة من النسوة أمهات وأخوات لبعض الهالكين من أفراد الفئة الضالة واتهمت السيدة بغدادي بعدم الأمانة بعرضها على ثلاثة من الأطفال الذين تبنتهم أسرتها أفلاما تحث على القتال وتحريضها لشقيقها على مشاهدة هذه الأفلام وسبها وشتمها ولعنها للمجندات بالسجن والتلفظ عليهن بألفاظ غير أخلاقية ومحاولة الاعتداء بالضرب على إحدى المجندات وإثارة الفوضى وسب ولعن طبيبة أثناء الكشف عليها ورميها لجهاز الضغط وقذفها لإحدى المجندات بأنها ابنة زنا. هروب من مكة إلى الجوف السيدة الرابعة اتهمت بتكفير بعض الحكومات العربية واعتبرت القتال في أماكن الصراع فرض عين وربطت شخصا أفغانيا لتنسيق سفر الشباب وتسليم أحدهم مبلغ 80 ألف ريال على دفعات لتجهيز نفسه وتجهيز آخرين للخروج للمشاركة في القتال كما حصلت على أموال من السيدة الثانية والخامسة والسادسة وتحميل بعض المواد التي تتعلق بالقتال من بعض مواقع الإنترنت واستلامها من أحد الأشخاص قبل سفره لأفغانستان مجموعة من المواد المحظورة على أشرطة كاسيت وهارديسك. أما السيدة الخامسة فاجتمعت مع نسوة يحملن الفكر المنحرف وتأييد تنظيم القاعدة وتسليم السيدة الرابعة مبلغا ماليا لدعم المقاتلين في أماكن الصراع و هروبها من مكة إلى الجوف ومكوثها مع امرأة لمدة عام وثمانية أشهر بعدما شعرت بمتابعة السلطات الأمنية لها. تجهيز الطعام للإرهابيين السيدة السادسة (يمنية الجنسية) رأت أن القتال في أماكن الصراع فرض عين، وسافرت إلى زوجها في أفغانستان واجتمعت مع بعض النساء اللاتي يحملن الفكر المنحرف هناك كما اجتمعت بسيدات بعد عودتها من اليمن عن طريق التهريب وحيازة زوجها لسلاح رشاش ومسدس وخروجهم برفقة رجال ونساء إلى البر وقيام زوجها مع الرجال بالتدرب على إطلاق النار وقيامها بالرماية من المسدس. وأثناء تواجدها في شقة بالخالدية في مكةالمكرمة استقبلت مجموعة من الشباب وأعدت الطعام لهم ثم عادت ثانية إلى مكة بعد ترحيلها وتورطت كذلك في انتحال شخصية إحدى أخواته وجمعت الأموال للمقاتلين. إحباط 250 مخططا إرهابيا وكيل وزارة الداخلية الدكتور أحمد السالم أعلن من خلال كلمته في منتدى كرانس مونتانا الدولي السادس حول الجريمة العابرة للحدود في فيينا أن المملكة عانت من الإرهاب، حيث تعرضت منذ عام 2003م لأكثر من (147) من الأعمال الإجرامية، قتل من جرائها أكثر من (95)، وأصيب أكثر من (569) من المدنيين الأبرياء. وتشمل الأرقام مواطني دول أخرى كانوا في زيارة أو عمل في المملكة. وتمكنت قوات الأمن من إحباط أكثر من (250) مخططا إرهابيا كانت تستهدف مصالح داخلية وأجنبية وحياة الأبرياء من المواطنين والمقيمين، وتمكنت الجهات المختصة في المملكة من تقديم المتورطين للعدالة، وفقد أكثر من (74) فردا من قوات الأمن حياتهم، وأصيب أكثر من (657) فردا خلال تلك المواجهات في سبيل مكافحة الإرهاب. مركز متقدم للمناصحة والرعاية السالم تناول مواجهة المملكة للفكر الإرهابي بشكل فكري متطور عبر مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية وقال في كلمته «المركز يعمل من طاقم مكون من (220) فردا يعملون في مختلف برامج المركز، كما أن العدد الإجمالي للخدمات المقدمة لخريجي المركز بلغ (14410)، ابتداء من المساعدة المالية والطبية وانتهاء بالتوظيف والحصول على الدرجات العلمية. وهناك (2736) مستفيدا سعوديا من برامج المركز من عام 2007 إلى 2014. ونسبة النجاح في البرنامج تقارب ال(90%). وإجمالي الساعات المنجزة من البرامج التعليمية بلغت (178) ساعة في كل برنامج مدته 12 أسبوعا. وبلغ عدد الوفود التي زارت المركز منذ تأسيسه حتى الآن أكثر (200) وفد من مختلف دول العالم».