تزخر المدينةالمنورة ومحافظاتها بعدد كبير من الآثار التاريخية والاسلامية التي تجسد عصور الاسلام الأولى، غير أنها مازالت غير مستغلة بالوجه المطلوب، فيما يطالب عدد من الزوار والخبراء باستثمار هذه الآثار واستغلالها سياحيا لتعود على المنطقة ومحافظاتها بعوائد اقتصادية تساهم في تنمية المنطقة بشكل عام، خاصة أن المدينة تشهد زيارة ما لا يقل عن 6 ملايين زائر سنويا. يقول الحاج مسعود حميد من تونس إن عدد الاماكن الاثرية كبير جدا بالمدينةالمنورة وهي تزخر بالآثار والمساجد التاريخية والتي ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى فيها إلا ان عدد الاماكن المتاحة للزيارة لا تتجاوز العشرة اماكن وذلك لأن الحجاج اعتادوا زيارة تلك المزارات فقط. مشيرا إلى أن هذه الآثار بحاجة الى تسويق ودعاية ومعرفة بقية الآثار وذلك عبر اشخاص مؤهلين ذي خبرة كافية خاصة ان هناك اجتهادات شخصية في هذا المجال والكثير من المعلومات المغلوطة اضافة الى عدم الاستفادة من باقي الاثار الموجودة سواء داخل المدينة او خارجها. ويطالب الحاج حليم محمود من العراق بترميم مواقع الآثار بالمحافظات القريبة من المدينة مثل بدر وخيبر والعلا، لافتا إلى أنها لم تستغل سياحيا، كما أنها بحاجة إلى استثمار وتسويق واستغلال مواسم الزوار القادمين للمدينة لتعريفهم بها وزيارتها وذلك من شأنه ان يزيد من التنمية الاقتصادية والسياحية في المدينةالمنورة. يشاطرهما الرأي الحاج عبدالعليم نصر من ليبيا قائلا: نقرأ كثيرا في السيرة النبوية وغيرها من كتب التاريخ عن العديد من الاماكن التي شهدها الرسول ولكننا لم نقف إلا على عدد قليل منها قائلا ان هناك من يبحث ليقف على العديد من الاثار مثل المزارع والمساجد وغيرها. في المقابل يرى الباحث في آثار المدينة الدكتور فهد الوهيبي أن طيبة بحاجة إلى خطة عمل وذلك لوضع خريطة لكافة المعالم الأثرية وذلك لتمكين الزائرين من زيارتها والاطلاع عليها خاصة أن هذه الأماكن تمثل السيرة المكانية للرسول عليه الصلاة والسلام مؤكدا الاهتمام بالآثار ينبع من الاهتمام الديني، كما يمكن قيام صناعة سياحية أثرية وربطها بالآثار الموجودة في المحافظات الأخرى، لافتا إلى أن جميع الأماكن الأثرية والتاريخية موجودة ومرصودة ومعروفة أماكنها غير أنها بحاجة للتفعيل والاستثمار. من جهته طالب رئيس اللجنة السياحية بالغرفة التجارية بالمدينةالمنورة عبدالغني الانصاري بتفعيل التأشيرات السياحية خاصة فيما يعنى بالآثار مثل محافظة العلا، كما طالب بالاستفادة من تواجد ضيوف الرحمن بتقديم برامج سياحية لهم وذلك لتنظيم رحلات سياحية على الاماكن التاريخية والاثرية كموقع معركة بدر وخيبر وما تحتويه المحافظة من آثار ضخمة مؤكدا أن ذلك سيساهم في صناعة سياحة جديدة وسيسهم ذلك في زيادة التنمية الاقتصادية في المدينةالمنورة ومحافظاتها خاصة مع ما تشهده المدينةالمنورة من توافد للزوار على مدار السنة.