رغم أن مناطق الآثار القديمة في خيبر تحمل في أكنافها حضارات أناس عاشوا قبل الإسلام وبعضا من معالم الفتوحات الإسلامية، حيث ما تزال بعض آثار فتوحات غزوة خيبر ماثلة للعيان، ولكن ما أن تذهب إلى هناك لزيارتها أو الاستمتاع بالمناظر الطبيعية، حتى يتم ضبطك وتحويلك إلى الشرطة بسبب الدخول إلى تلك المناطق الأثرية. هذا هو حال الآثار القديمة في خيبر، حيث لايسمح إلى أي شخص بدخولها أو زيارتها إلا بعد الحصول على خطاب رسمي من إمارة المدينةالمنورة رغم وجود مركز المحافظة في خيبر ولكن دون جدوى، فلابد من أن تذهب إلى الإمارة للحصول على تصريح الزيارة، وهو ما يعانية أبناء المنطقة الذين يقعون في حرج كبير عندما يأتيهم ضيف من البعيد يريد مشاهدة آثار خيبر من الحصون والعيون وما تبقى من مسجد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومقابر الشهداء، حيث يواجهون دوريات الشرطة التي تمنعهم من الدخول إلى هناك إلا في وجود تصريح من الإمارة يسمح لهم بزيارتها، ما جعل أهالي خيبر يتساءلون: فيما التحفظ على آثار محافظتهم، ولماذا لا يكون للهيئة العامة للسياحة والآثار في محافظة خيبر مكتب خاص يهتم ويشرف على هذه الآثار، لما لتطوير وتنشيط السياحة في المحافظة من منافع اقتصادية تعود على الأهالي، وتتيح مزيدا من فرص العمل أمام العاطلين. البعض من سكان المحافظة يبرر فرض طوق أمني على أماكن الآثار، بغرض حمايتها من عبث من يبحثون عن الكنوز القديمة التي يعتقد أنها دفنت في السابق مع أصحابها، ما يغري بعض ضعاف النفوس بالبحث عن هذه الكنوز، فيما البعض الآخر يكذب ما يثار حول آثار خيبر وكنوزها، فيما يبقى دور الهيئة العامة للسياحة والآثار غائبا عن محافظة خيبر سوى من بعض الشبوك التي وضعت لحماية بعض المواقع من دخول العابثين والزائرين والإكتفاء بمشاهدة هذه الآثار من بعد. الأهالي يتطلعون إلى تنشيط السياحة في خيبر لما لها من مردود اقتصادي على المحافظة وأن تقوم الهيئة بالتعريف بها على مستوى العالم، كما هو الحال بالنسبة لآثار مدائن صالح التي تبعد عنها ب 290 كيلو باتجاه الشمال الغربي. إلى ذلك يؤكد علي العمري مشرف العلاقات العامة بهيئة السياحة والآثار بالمدينة اهتمام الهيئة بالسياحة خاصة في الأماكن الأثرية، موضحا أن الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة في فرع الهيئة بالمنطقة وقطاع الآثار، تعمل بالتعاون مع مجلس التنمية السياحية بالمنطقة وفق ما نصت عليه استراتيجية التنمية السياحية من الاهتمام بمحافظات المنطقة وفق أولويات وبرامج زمنية محددة في الخطة، إضافة إلى أن الهيئة قد أولت المواقع الأثرية الإسلامية اهتماما كبيرا، حيث أنشأت برنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي حافظا على تلك المواقع، ما يجسد اهتمام الدولة بتاريخنا الإسلامي من خلال العناية بالمواقع الإسلامية خاصة المواقع المرتبطة بالسيرة النبوية، وتوثيق تلك المواقع والمعالم المرتبطة بهذه الحقبة العظيمة ودراستها وتوظيفها للفائدة العلمية والثقافية، مؤكدا أن محافظة خيبر بما تحتويه من مواقع تاريخية ستعمل على تأهيلها والعناية بها، فضلا عن جهودها مع الجهات الأخرى في تنمية السياحة بالمحافظة، وذلك بإقامة بعض الفعاليات والمهرجانات، ما يسهم في استقطاب الزوار إلى المحافظة، وإيجاد خدمات سياحية مميزة.