طال الإهمال أحد أهم المنتزهات في نجران، والتي كانت تعتبر متنفساً للأطفال والعائلات، فلم يشفع لحديقة الملك عبدالعزيز والمعروفة بأنها من أكبر الحدائق وأقدمها بالمنطقة، موقعها الاستراتيجي ومجاورتها للأحياء الشرقية، التي يفتقر سكانها لوجود منتزهات في أحيائهم، فضلا عن مجاورتها للجبل الأخضر، في أن تنال نصيبا من الاهتمام. ومع أن هذا المنتزه الذي طالما تغنى بجماله الأهالي والزوار، لما يحتويه من مجسمات جمالية ومسطحات خضراء زاهية، إلا أن كل هذا لم يحقق لها ما تستحقه، بعد أن تحولت الحديقة إلى شبه منطقة خاوية، على حد وصف الزوار، نتيجة تراكم النفايات في أرجائها، فضلا عن موت معظم الأشجار الخضراء التي كانت تزين الحديقة. وأبدى الكثير من مرتادي الحديقة، خاصة أهالي الأحياء الشرقية، استياءهم من وضع الحديقة والإهمال الذي طال مرافق ومنشآت أهم المتنزهات بالمنطقة. وقال علي اليامي أحد المجاورين للحديقة، إنها من من أقدم المنتزهات في المنطقة، وكانت تعتبر المكان المناسب لقضاء أجمل الأوقات بصحبة الأسر، لتوفر كافة الخدمات بها، وأضاف بأنه سرعان ما ساءت أوضاع الحديقة فهجرها الأهالي بسبب النفايات وتكدسها لفترات طويلة، فضلا عن تكدس مخلفات المشاريع والمباني في مواقف السيارات والمساحات الخضراء التي تحولت نتيجة الإهمال إلى أغصان هامدة كان مصيرها الموت، وطالب أمانة المنطقة بضرورة ترميم وإصلاح هذه الحديقة، حتى تعود كما كانت سابقا في أجمل حلة. واستغرب كل من سالم آل خمسان، وعيسى القرني من مرتادي المنتزه، الإهمال الذي طال هذا المقصد الجميل، وقالا إن من يقوم بزيارة هذا المنتزه يجزم بمدى الإهمال الذي حل به، بداية من المجسمات الجمالية التي كانت معلماً بارزا ونهاية بالمسطحات الخضراء التي كانت تكسوه. وأضافا أن هذا المشروع كلف الدولة الملايين ولكن للأسف لم يلق المتابعة والاهتمام الكافيين من قبل أمانة المنطقة وهي المعنية بمثل هذه المشاريع، وطالبا المجلس البلدي بمتابعة مثل هذه المشاريع، والوقوف عليها حيال ما تشهد من إهمال. وأضاف محمد آل شريه، ومهدي زمانان من سكان الأحياء الشرقية بمدينة نجران، أن هذه الحديقة كانت في السابق من أجمل المنتزهات بالمنطقة، لما تتمتع به من خدمات، وتعتبر المتنفس الوحيد لأهالي الأحياء الشرقية، وذلك بسبب افتقارهم إلى منتزهات في أحيائهم، ويحز في النفس أن نرى الحديقة بهذه الصورة من إهمال في المرافق، وهذا يعود إلى تخاذل أمانة المنطقة، ويجب على الجهات الرقابية محاسبة المتخاذلين والمتسببين في هذا الإهمال.