لم يشفع الإرث التاريخي والمكانة الأثرية والتجارية التي يتمتع بها حي أبا السعود «نجران القديمة»، غربي مدينة نجران في رفع المعاناة عن كاهل سكانه، فغرق في نقص واضح في الخدمات البلدية، المتمثلة في تكدس النفايات ومخلفات البناء، وانعدام الأرصفة وغياب السفلتة التي شوهت من منظر الحي وكبدت الأهالي الخسائر المادية، فضلا عن تسببها لهم بالعديد من المشاكل الصحية، ومما زاد من هذه المعاناة قصور شركة الكهرباء على حد وصف الأهالي المتمثل في الشبكات القديمة والمحولات المكشوفة المهترئة. ويعتبر حي أبا السعود «نجران القديمة» من أقدم الأحياء وأعرقها، كونه يمثل ثقلا اقتصاديا وإرثا تاريخيا للمنطقة، لما يحتضنه بين جنباته من قلاع أثرية شامخة وأسواق شعبية بارزة، ومع ذلك طغت العشوائية على الخدمات دون أن تجد من يتدخل لإعادة الأمر لنصابه الصحيح. «عكاظ» جالت في الحي واستمعت لمعاناة الأهالي الذين ابدوا استياءهم من القصور الحاصل في حيهم، في ظل تدني مستوى الخدمات البلدية وسيطرة العشوائية نتيجة إهمال الجهات المعنية، رغم مكانته التاريخية وموقعه المتميز. وانتقد محمد اليامي وضع الحي وغياب الجهات المعنية من النظر في وضعهم، وقال «وضع الحي مؤسف في ظل غياب الجهات الخدمية عنه رغم مطالباتنا المتكررة بتوفير أبسط الخدمات لحي يعتبر من أقدم أحياء نجران»، مضيفا «نعاني من تراكم النفايات وتكدسها أمام المنازل لفترات طويلة في ظل غياب عمال النظافة وندرة جولات الفرق الميدانية وتهالك حاويات النفايات». وبين أنه: ما يحز في النفس تكدس النفايات أمام القلاع والمباني التاريخية الشامخة التي خلفها الآباء والأجداد، وانتشار السيارات الخربة في جنبات الحي، وأشار إلى أن القصور لم يتوقف عند هذا الحد حتى إن الحي تحول إلى كومة من مخلفات البناء والمشاريع في ظل البطء والعشوائية المتبعة لتنفيذ هذه المشاريع، مطالبا الجهات المعنية بمحاسبة المقصرين في تنفيذ المشاريع وسرعة العمل للانتهاء منها. وتذمر كل من حسين الشريف ووليد آل موتة من حال الشوارع، وقالا إن أبا السعود مازال يعيش وكأنه مدينة تنتمي لقرون مضت بسبب هذا القصور والتجاهل من أمانة المنطقة التي ساهمت في عرقلة عجلة التنمية والتطوير أسوة بالأحياء الأخرى، وشخص حال الحي في غياب السفلتة التي أصبحت تؤرق السكان، وتهدد الصحة العامة وخصوصا الأطفال بسبب الأتربة من شوارع الحي التي تحولت إلى مستنقعات للحشرات الضارة جراء تجمع المياه الآسنة أثناء هطول الأمطار. وناشد خليل الذويد أمانة المنطقة وشركة الكهرباء بالنظر في وضع الحي، مبينا أن أعمدة كهرباء تتوسط بعض شوارع الحي في ظل انعدام التنسيق ما بين الجهات الخدمية في تنفيذ المشاريع، فضلا عن أن بعض الأعمدة أصبحت مكشوفة وباتت تهدد حياة الأطفال في الحي، في طالب حسن الكستبان بإنشاء المتنزهات والمسطحات الخضراء خاصة مع التزايد السكاني الكبير وما تشهده المنطقة من تنمية وتطوير، مناشدا الجهات المعنية بإنشاء حدائق عامة لتكون متنفسا يحتضن العائلات.