بين هاجس الغرق والموت وانتشار الأمراض والأوبئة يعيش سكان حارة الزهارين غرب العاصمة المقدسة وبوابتها الغربية قصصا لا تكاد تنتهي من فواجع مميتة وقلق يداخل نفوس كل سكانها نسبة لوجود بحيرة أطلقوا عليها «بحيرة الموت» لأنها أصبحت مرتعا خصبا لتكاثر الباعوث والحشرات والزواحف القاتلة، كما أنها حصدت روح طفل أفريقي لم يتجاوز عمره ثماني سنوات قبل 7 أعوام وكذلك رجل أربعيني مات غرقا فيها قبل أيام معدودة. أهالي الحي طالبوا الجهات المعنية بردمها حتى لا تتكرر حوادث الغرق فيها ويتزايد عدد الحشرات الناقلة للأمراض التي قد تفتك بهم، غير أنهم لم يجدوا مجيبا لطلباتهم حسب قولهم ، مبينين أن البحيرة وجدت بسبب تعثر أحد المشاريع الاستثمارية لأحد ملاك العقار مع المستثمر للأرض وهي بمساحة 15 مترا تحت مستوى الشارع العام وبقيت على حالها تتجمع فيها مياه الأمطار موسما بعد آخر مخلفة بذلك مصيدة لعابري الطريق وصارت مرتعا للأوبئة والحشرات. «عكاظ» تجولت في المكان ورصدت المشهد بالكلمة والصورة للقارئ ، والتقت بداية بالمواطن صالح المجنوني 45 عاما من سكان حي الزهارين ومجاور للبحيرة، فقال: «منذ سبع سنوات ونحن نعاني من وجود هذه البحيرة ومن خطرها على منازلنا حيث تزداد همومنا مع هطول الأمطار وأصبحنا نترقب ردمها من فترة لأخرى ولكن دون فائدة، بل تضاعف منسوب المياه وتكاثر البعوض الناقل للأمراض التي على رأسها حمى الضنك فضلا عن انبعاث الروائح الكريهة منها، ناهيك عن الخطر المحدق بنا وبأطفالنا حيث غرق في هذه البحيرة أحد أطفال الجيران قبل نحو 7 سنوات وكذلك حادثة غرق لأربعيني وقعت قبل عدة أيام». وفي ذات السياق بين المواطن غريب الشقيقي أنه منذ عدة سنوات وهم يجوبون دوائر الجهات المختصة للوقوف على البحيرة ومساعدتهم بإيجاد حل جذري لها ولكنهم لا يجدون سوى الوعود فقط، مشيرا إلى أن البحيرة تسببت في هبوطات أرضية للمنازل وشققت الجدران الأمر الذي بات يشكل خطرا على أساسات المنازل، منبها إلى استخدام البحيرة من قبل المخالفين والهاربين عن القانون باتخاذها مأوى لهم بين أشجارها. وعبرت الطفلة غلا المجنوني عن حزنها الشديد على وفاة ابن جارهم غرقا في هذه البحيرة.«عكاظ» بدورها واجهت رئيس بلدية المسفلة الفرعية المهندس غازي بن عبدالخالق الحربي بمطالب أهالي حارة الزهارين، وأكد الحربي أنه سبق الوقوف على ذات الموقع وتمت مخاطبة مالك العقار ومطالبته بردم البحيرة ولم يتجاوب معنا وعمدت الأمانة بالرفع إلى مقام إمارة منطقة مكةالمكرمة لاستدعائه وتكليفه بشفط المياه الراكدة مع ردم الحفرة وتوفير حراسة على الموقع المذكور مع أخذ تعهد خطي عليه بالقيام بما ألزمته به البلدية، وبالفعل قام المالك بشفط المياه الراكدة ولكن سرعان ما اختفت عمالته عن استكمال الشفط والردم، مما استدعى بلدية المسفلة الفرعية إلى القيام بردم جزء من الحفرة قبيل موسم حج هذا العام ويجري حاليا ردمها بالكامل مع تحميل المالك تكاليف الردم.