المياه الراكدة خطر مستفحل في بعض الأحياء العشوائية بالعاصمة المقدسة، لما تحمله من مزالق مدمرة لمن يقع في براثنها، وما تحويه من وبائيات لا يسلم منها من ساقه القدر إليها، فمتى ما ألقى بأنيابه على الأبرياء خلّف الكثير من الضحايا، فمنهم من يلفظ أنفاسه على أول الطريق إثر السقوط في أحد المستنقعات، ومنهم من تتقاطر عليه الأمراض جراء الباعوض الحامل للأمراض الفتاكة. وأثارت حادثة سقوط طفلتين في مستنقع للمياه الراكدة بوادي زقلة في حي الرصيفة بمكةالمكرمة تساؤلات الأهالي عن ترك المستنقعات، التي تشكل خطرًا على الأرواح والممتلكات مكشوفة دون اتخاذ تدابير وقائية وحلول لحماية أرواح الأطفال الأبرياء من خطورتها، إلى جانب تسببها في تكوّن بؤر الحشرات والبعوض الناقل للأمراض. وطالب أهالي وسكان الأحياء الشعبية والمخططات بمكةالمكرمة أمانة العاصمة المقدسة والإدارة العامة للمياه والدفاع المدني ووزارة الصحة بسرعة التدخل لإلزام الجهة المسؤولة بردم المستنقعات المنتشرة في عدد من المواقع. ورصدت “المدينة” في جولة ميدانية خمسة مستنقعات تعتبر الأشهر والأخطر المعروفة لدى أهالي تلك الأحياء، وتقع في وادي زقلة بالرصيفة الذي ذهب ضحيته طفلتين الأسبوع الماضي، وموقع بمخطط الشرائع (2)، وموقع عبارة العمرة حيث اتخذت أمانة العاصمة المقدسة تدابير مؤخرًا لمعالجته ومواقع تسرب مياه الصرف الصحي بحي النكاسة وحارة الزهور بالخالدية، وقال محامي المتضررين إن من حق المصابين من المستنقعات التقدم بشكوى ضد أمانة العاصمة المقدسة ولديوان المظالم لإنصافهم، وحمّل الأهالي الإدارة العامة للمياه وأمانة العاصمة المقدسة مسؤولية وجود هذه المستنقعات بدون معالجة أو حلول. واشتكى المواطن منير المطرفي من خطورة انتشار المستنقعات خاصة القريبة من المناطق السكنية وقال إن الإدارة العامة للمياه مسؤولة عن تأمين شبكات صرف صحي في الأحياء والمخططات وإزالة خطر الحفر العميقة وسط المناطق السكنية، فيوجد على سبيل المثال حفرة ومستنقع عميق وخطر جدًا وسط حي النزهة ترك منذ أربع سنوات، بسبب خلاف بين المالك والمقاول في تنفيذ مشروع استثماري، مما أدى لنقل الخلاف للمحكمة العامة بمكةالمكرمة وترك الموقع بدون وسائل سلامة حوله، مما أدى لانهيارات أرضية وتراكم مياه الأمطار والصرف الصحي المتسرب من شبكات الصرف التالفة في الحي، بسبب الحفريات التي خلفها المشروع، وطالب المطرفي بردم المستنقعات والحفريات المقامة وتشكل خطرًا كبيرًا على الأطفال والسيارات. وقال المواطن محمد يحيى قاضي: المستنقعات تشكل قلقا كبيرا للأهالي، وقد آلمنا نبأ سقوط طفلتين بريئتين داخل مستنقع صرف صحي ترك بدون وسائل حماية. حاليًا يوجد مستنقع في حي النزهة الذي نسكنه منذ سنوات مهمل ولا حياة لمن تنادي؛ فقد طالبنا البلدية ولم تستجب، ونطالب أمين العاصمة المقدسة شخصيًا بالتدخل لردم المستنقع الخطر، لأن الموقع بجوار حديقة وروضة أطفال ومجمع مدارس بنات، وسبق أن وقعت عدة انهيارات ترابية جوار الحفرة لكن الله سلم، ولم تقع خسائر في الأرواح، أما السيارات التي تضررت من الموقع فلا يحصى عددها، وقال: هذه الحفرة أجبرتنا على تحويل مسار الطريق المؤدي لمجمع مدارس البنات؛ فمئات السيارات تضطر لعبور طريق ترابي وعر للوصول للمدرسة وتحدث يوميًا اختناقات مرورية لعدم ومخرج سوى المدخل الوحيد هو المخرج في نفس الوقت، ونتمنى تجاوب الجهات المسؤولة في الدفاع المدني والبلدية لردم الحفرة ولحماية حياة الأبرياء. وانتقد المواطن راجح إبراهيم عسيري تباطؤ الجهات المسؤولة عن السلامة في تأمين وسائل السلامة بالموقع واتخاذ التدابير اللازمة لردم الحفرية، التي تهدد حياة الناس وأصبحت بؤرة لتوالد البعوض ونشر الأمراض وطالب بإجراء فوري لمعالجة الوضع الحالي. وطالب المواطن عبدالرحمن بخاري أمانة العاصمة المقدسة بتشكيل فريق عمل متخصص في متابعة ومعالجة مواقع المستنقعات وقال إن هناك مواقع تجمع للمياه في الكعكية والشوقية لا بد من معالجتهما. وأيد كل من عبدالواحد المغربي وبكر مصطفى بضرورة وجود فرق ميدانية على غرار فرق مكافحة حمى الضنك مهمتها معالجة المستنقعات في مكةالمكرمة وقراها. وقال المواطن محمد الحسين إن انتشار المستنقعات داخل الأحياء والمخططات يعد كارثة على الأرواح والممتلكات، وأعتقد أن الجهات المسؤولة في الإدارة العامة للمياه والبلديات يتحملون مسؤولية انتشار المستنقعات ونستغرب عدم تفاعل الجهات المسؤولة مع مشكلات المواطنين، خاصة ذات العلاقة بالصحة العامة والأرواح، وأضاف: الدولة -أعزها الله- حريصة على التطوير في جميع الأحياء السكنية، وهي دائمًا تسعى لرفاهية المواطن وتوفير العيش الكريم لكل مواطن والميزانية العامة تحمل سنويا بشائر الخير لتنفيذ المشروعات الخدمية الجبارة، وقد نالت العاصمة المقدسة نصيب كبير من هذه المشروعات ونأمل أن تقوم الجهات المعنية بجهود لاستكمال منظومة الخدمات في الأحياء السكنية، التي تشهد حركة عمرانية كبيرة في عهد الخير عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إسوة بالأحياء الأخرى. وقال بكر مصطفى برناوي من سكان الرصيفة: إن مشكلة الأحياء الشعبية منذ سنوات هي غياب البنية التحتية لهذه الأحياء، مما سبب في زيادة العشوائيات نتيجة زيادة عدد السكان، وما حدث في وادي زقلة الأسبوع الماضي كان بسبب تراكم مياه الصرف الصحي في الموقع الذي سقطت فيه الطفلتان البريئتان ونتمنى من الجهات المسؤولة التفاعل مع القضية، وقال إن مشروع تطوير العشوائيات سيقضي على بعض المشكلات داخل الأحياء الشعبية. ونتمنى أن تقوم الأمانة والإدارة العامة للمياه بردم جميع المستنقعات التي تشكل خطرا على الصحة. ويرى إبراهيم محمد زين الدين ضرورة تحسين الخدمات بالأحياء القديمة وإعادة تنظيمها أسوة بما حصل في جبل عمر وخندمة، حيث سلم للقطاع الخاص للتطوير، موضحًا أن اهتمام الجهات المسؤولة في الخدمات متجه نحو مخططات مكة والدولة -وفقها الله- حريصة على تحقيق التوازن في توزيع الخدمات بين المناطق والأحياء.. وقال: إن حي مثل وادي زقلة ومخطط مثل السبهاني بلا خدمات صرف صحي في حاجة لخدمات المياه الصرف الصحي والسفلتة والإنارة، وقال إن الدولة -أعزها الله- حريصة على رفاهية المواطن وتوفير العيش الرغيد لكل مواطن، والميزانية العامة تحمل سنويًا بشائر الخير لتنفيذ مشروعات خدمية ونالت العاصمة المقدسة نصيبا كبيرا من هذه المشروعات. ونأمل أن تقوم الجهات المعنية بجهود لاستكمال منظومة الخدمات في المنطقة المركزية، التي تشهد حركة عمرانية كبيرة في عهد الخير عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أسوة بالأحياء الأخرى. وأوضح أن قِدم شبكة الصرف الصحي في بعض الأحياء يهدد المنازل القائمة بالانهيار.. لأن التقارير تؤكد أن تسرب مياه الصرف الصحي من تحت المنازل يشكل خطرا على القواعد والأساسات والحل بإنشاء شبكة للصرف الصحي. وطالب المواطن طلال محمد مكي الإدارة العامة للمياه أمانة العاصمة المقدسة بتحسين خدماتها في الأحياء المكتظة بالسكان، خاصة التي لا تتوفر فيها شبكات تصريف صحي لأن غياب الشبكات يؤدي لتكون مستنقعات. وأوضح أن أحياء كثيرة بمكة ومخططات تعانى عدم وجود شبكة للمياه وخدمات الصرف الصحي؛ فالأهالي يعيشون في معاناة وتزداد معاناتهم في المواسم. ----------- رئيس بلدية العتيبية: نبحث عن حلول ل“المكشوفة” أكد رئيس بلدية العتيبية الفرعية المهندس مهاب مصطفى عبادة أن البلدية تتابع الوضع في مواقع المستنقعات والحفر المكشوفة وتبحث عن حلول، وبالنسبة للمواقع التي تحتاج لرش بالمبيدات يتم رشها حتى لا تتسبب في نشر البعوض الناقل للأمراض. “قانوني»: الشكوى من حق المتضررين و«الدية» للمتوفين أوضح القانوني المحامي الدكتور زاهد ذاكر أن من حق المتضررين من المستنقعات التي تشكل خطرا على حياتهم التقدم للمحكمة المختصة لتقديم دعوى ضد الجهة الحكومية المختصة وهي أمانة العاصمة المقدسة، لأنها المعنية بردم وتحصين وإغلاق المستنقعات المكشوفة والتي تشكل خطورة على الناس لاسيما القاصرين، مشيرًا إلى أن التعويض يتمثل بالمطالبة بالدية الشرعية في حالة حدوث وفاة مثل الحادثة الأخيرة، التي أدت لغرق طفلتين بوادي زقلة، وإذا حصل تدافع بين الجهات المدّعى عليها، فإن القضاء سيقرر الجهة المسؤولة في ذلك، وقال إن الجميع تابعوا قضية بحيرة المسك في محافظة جدة، وكانت أمانة جدة هي الجهة المسؤولة عنها، وبالتالي هذا ينطبق على جميع الأمانات. -------------- “أمانة العاصمة”: تدخلنا لعلاج الوضع وعلى «المياه» تمديد الشبكات الرئيسية من جانبه حمّل مدير عام النظافة بأمانة العاصمة المقدسة المهندس صالح عبدالصمد عزت الإدارة العامة للمياه بالعاصمة المقدسة مسؤولية انتشار المستنقعات ومواقع تراكم مياه الصرف الصحي، قائلًا: ما حدث في وادي زقلة بالإمكان ألايحدث لو تعاملت الإدارة العامة للمياه مع الواقع وقامت بتمديد الشبكة للخطوط الرئيسية، فنحن في الأمانة تدخلنا لعلاج الوضع حتى لا تتسرب المياه ويكون الضرر أكبر وحتى الآن نقوم بعمليات الشفط في المواقع التي فيها تراكم مياه الصرف الصحي منها وادي زقلة. -------------- “البلدي”: طالبنا بضرورة استكمال وصيانة شبكات الصرف قال عضو المجلس البلدي الدكتور فيصل الشريف: إن ورشة الإصحاح البيئي التي نظمها المجلس البلدي حذرت من مثل هذه النتائج، وأوصت بعدم السماح بتكون تجمعات للمياه في المساحات الخضراء في العاصمة المقدسة، لأنها بيئة مناسبة لتكاثر ناقلات الأمراض، كما طالبنا في المجلس البلدي بضرورة استكمال وصيانة شبكات الصرف الصحي بأسرع وقت ممكن وتوفير وسائل صرف للملوثات الصناعية ومياه الأمطار لتجنب خلطها مع الصرف الصحي، ووضع خطط استراتجية لإعادة استخدام المياه المعالجة وتفعيل آليات ذلك وتوجيه المياه المعالجة لاستخدامها في الزراعة خصوصًا في الأماكن التي كانت مخازن جوفية طبيعية مثل وادي فاطمة، وتفعيل لجان مراقبة منع استخدام المياه غير المعالجة في ري المزروعات، التي تنتج أصنافا في سلسلة طعام الإنسان والحيوان ويفضل استخدامها في زراعة الأشجار الخشبية، واستكمال شبكة المياه والصرف الصحي وعلاج الانسداد المتكرر لشبكة المياه وردم المستنقعات للتخلص من الروائح والحشرات والقضاء على هذه الظاهرة ومتابعة أعمال الفنادق ومساكن الحجاج والعمائر تحت الإنشاء والتشييد على اتباع التعليمات الصادرة من الجهات المعنية بالإصلاح البيئي ومكافحة نواقل الأمراض.