عزى صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، آل الشيبي في وفاة كبير السدنة عبدالقادر بن طه الشيبي الذي انتقل الى رحمة الله تعالى بعد معاناة مع المرض. وعبر سموه خلال اتصال هاتفي أجراه بأبناء الفقيد عن عميق حزنه، منوها بما قام به من أدوار مقدرة كما هي أدوار آل الشيبي، سائلا الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. من جانبهم، عبر أبناء الفقيد نيابة عن آل الشيبي عن شكرهم لسمو أمير منطقة مكةالمكرمة على تعازيه ومواساته لهم في مصابهم، مؤكدين ان ذلك ليس بالمستغرب من قادة هذا الوطن، داعين الله تعالى ان يحفظ الجميع وألا يريهم أي مكروه. وكان الموت غيب فجر أمس الخميس، كبير سدنة بيت الله الحرام الشيخ عبدالقادر بن طه الشيبي، عن عمر ناهز (75 عاما)، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد صراع مع المرض، في مستشفى الملك خالد بالحرس الوطني بمحافظة جدة، حيث كان يستعد لمراسم غسيل الكعبة المشرفة منتصف شهر محرم، وقد أديت الصلاة عليه في المسجد الحرام، حيث ووري جثمانه الثرى في مقابر المعلاة بمكةالمكرمة. وشيعت جموع غفيرة من المواطنين والمسؤولين والوجهاء والأعيان، جثمان كبير سدنة بيت الله الحرام الشيخ عبدالقادر بن طه الشيبي، إلى مقابر المعلاة في مكةالمكرمة، بعد أن أديت الصلاة عليه في المسجد الحرام. وتولى الشيخ عبدالقادر طه الشيبي مهمة سدانة بيت الله الحرام عقب وفاة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الشيبي في يوم الأحد غرة ذي الحجة عام 1431 ه، وهو الثامن بعد المئة في ترتيب سدنة بيت الله الحرام، وهو عبدالقادر بن طه بن عبدالله بن عبدالقادر بن علي بن محمد السابع بن زين العابدين بن محمد عبد المعطي بن عبدالواحد بن محمد جمال الدين بن القاسم بن أبي السعود بن أبي فخر الدين بن محمد جمال الدين بن عمر ابن سراج الدين بن محمد بن علي بن غانم بن محمد بن مفرج بن محمد بن يحيى بن عبيدة بن حمزة بن بركات بن شيبة بن عبدالله بن شعيب بن جبير ابن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة عبدالله بن عبدالعزى بن عثمان بن عبدالدار بن قصي بن كلاب القرشي، وتجتمع آسرة آل شيبي في النسب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جده قصي بن كلاب، والفقيد والد كل من: عبدالله، طه، عبدالكريم، إبراهيم، حسن وحسين. وتحظى آسرة آل شيبي التي تقيم في مكةالمكرمة على مدى التاريخ باحترام وتقدير ورعاية كريمة من القيادة الرشيدة وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله. وتوافدت جموع غفيرة من الأهالي والأعيان والوجهاء والمسؤولين إلى منزل الفقيد الكائن في العاصمة المقدسة - حي العوالي - خلف أسواق بن داود، لتقديم العزاء، لما للراحل من مكانة كبيرة بين الناس. وأوضح ل«عكاظ» ابن الفقيد عبدالله أنهم تلقوا اتصالات وبرقيات عزاء ومواساة من مسؤولين وعلماء، مقدما شكره لكل من واساهم في فقيدهم، سائلا الله ألا يريهم مكروها في عزيز لديهم، مبينا أن آخر مرة دخل فيها والده رحمه الله الكعبة المشرفة أثناء زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للمملكة وأداء العمرة. السديس: المصاب الجلل من جانبه، وصف الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، رحيل الشيخ عبدالقادر ب(المصاب الجلل) لما عرف عنه من علم وحب الخير والسعي فيما ينفع الناس طيلة فترة حياته، وأكد أن الراحل قدم خدمات جليلة طيلة قيامه بسدانة بيت الله الحرام، مشيرا إلى أنه أدى هذه الخدمة على خير ما تؤدى، سائلا الله أن يجعل ما قدمه في ميزان حسناته. وعبر عدد من إخوان وأقارب الفقيد عن حزنهم لوفاة كبير سدنة الكعبة، معددين كثيرا من مناقبه وصفاته الحميدة، راجين من الله جلت قدرته أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. وبين ل(عكاظ) نجل الفقيد عبدالله الشيبي، أن والده كان طيلة الأشهر الأخيرة من حياته بشوش الوجه، مشيرا إلى أنه أوصاهم بالاهتمام بأمور السدانة وعمل الخير. من جانبهما، قال شقيقا الشيخ عبدالملك وحسين الشيبي: كان الشيخ عبدالقادر شديد الحرص على الحضور في مراسم غسيل الكعبة المشرفة أو استبدال الكسوة، إذ يصر على المشاركة تقربا إلى الله عز وجل، مخلصا في عمله على خدمة بيت الله الحرام، بالإضافة لحرصه على الالتقاء بأفراد الأسرة، ويشجعهم على المساهمة في الأعمال الخيرية. من جهته، قال الدكتور صالح الشيبي: لمست من الشيخ عبدالقادر الحرص الدائم على كل ما من شأنه خدمة بيت الله الحرام، والسؤال عن أفراد الأسرة، وكان (رحمه الله) الأب الأكبر للجميع، محبا لفعل الخير، حريصا على كل ما يسعد الأسرة. وقال الدكتور فواز الدهاس عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى وعضو اللجنة الاستشارية بهيئة السياحه والآثار: عرفت السدانة قبل الإسلام بالقيام بجميع أمور الكعبة المعظمة خدمتها والقيام بشؤونها من فتح بابها وإغلاقه وتنظيفها وغسلها وكسوتها وإصلاح هذه الكسوة إذا تمزقت واستقبال زوارها وكل ما يتعلق بذلك. وأضاف الدكتور الدهاس: يعرف الذين يقومون بذلك السدنة وهم السدانة، وتحمل آسرة آل شيبي شرفا عظيما اختصها الله به منذ مئات السنين إلى أن تقوم الساعة، حيث قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لجدهم عثمان بن طلحة: «خذوها يا بني طلحة بأمانة الله -سبحانه- واعملوا فيها بالمعروف خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم». أي يقصد مفتاح الكعبة وسدانة الكعبة المشرفة. وقال الدهاس: أسند الرسول سدانة الكعبة المشرفة لهم بقصة تاريخية فلما دخل النبي مكة يوم الفتح، كان عثمان بن طلحة سادن الكعبة، فطلب رسول الله المفتاح، فجيء بالمفتاح فتنحى ناحية المسجد فجلس رسول الله وقد قبض السقاية وسدانة الكعبة من العباس وأخذ المفتاح من عثمان، فدخل رسول الله البيت وصلى فيه ركعتين، فلما خرج سأله العباس أن يعطيه المفتاح ليجمع له بين السقاية وسدانة الكعبة، فأنزل الله هذه الآية من القران الكريم: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا). وقال الدهاس: فجلس رسول الله وقال: ادعوا إلي عثمان، فدعي له عثمان بن طلحة، وقيل إن رسول الله قال لعثمان وهو يدعوه إلى الإسلام ومع عثمان المفتاح فقال له لعلك سترى هذا المفتاح بيدي أضعه حيث شئت، فقال عثمان لقد هلكت إذا قريش وذلت. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بل عمرت وعزت يومئذ. ثم قال له (خذوها يا بني أبي طلحة تالدة خالدة لا ينزعها إلا ظالم يا عثمان إن الله استأمنكم على بيته. فكلوا بالمعروف). قال عثمان فلما وليت ناداني فرجعت إليه. فقال ألم يكن الذي قلت لك؟ فذكرت قوله لي بمكة فقلت بلى، أشهد أنك رسول الله فأعطاه المفتاح. ومازال حتى اليوم لدى الأسرة العريقة، وحينما ضم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الحجاز إلى المملكة أقر بإسناد المفتاح والسدانة لآل الشيبي. ويقول الدكتور الدهاس: يرتفع باب الكعبة المشرفة عن أرض المطاف 2.5م وارتفاع الباب 3.06م وعرضه 1.68م والباب الموجود اليوم هدية من الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله، وتم صنعه من الذهب الخالص، وتم تركيبه في عام 1399ه، وأما مفتاحه فهو من الحديد بطول 35سم، أما عن قفل الباب فهو من الحديد أيضا وبطول 38سم، وفيه ستة أضلاع ومحيط أضلاعه 18سم، وعلى كل ضلع من أضلاعه قطعة رقيقة من النحاس طولها 8سم وعرضها 2سم وتم تغييره مؤخرا.