وأنت تعمل في أي جهة رياضية أو غير رياضية وجب عليك أن تكون أمينا على ما ائتمنت عليه، عضواً كنت أو رئيس لجنة أو حتى سكرتيرا أو مقررا، كل هذا وأكثر يحتم عليك ضرورة الحفاظ على السرية، أو أنك تضع نفسك تحت ما يسمى بالخيانة إن أفشيت سرا من أسرار عملك! هذه المقدمة أضعها أمامكم كمدخل لما يحدث في اتحادنا السعودي لكرة القدم ولجانه ودهاليزه، التي بات فيها من إفشاء الأسرار ما يحتاج إلى قرارات صارمة وتشهير بمن يعملون لمصلحة الأندية على حساب الاتحاد! لا شك أن مثل هذه التسريبات محبطة للكل داخل الاتحاد، ومؤلمة لمن هم يعملون على ضرورة إرساء قاعدة الكل سواسية! نحترم التعاون بين الاتحاد والأندية والإعلام المتكئ على الثقة بين كل الأطراف، لكن أن يتم ضرب هذه العلاقة من خلال أسماء داخل الاتحاد، فهذه مشكلة حلها بيد أعضاء الاتحاد المؤتمنين على إدارة كرة القدم السعودية! أقدر اللوائح والأنظمة، وأقدر اللجان المجتهدة على تطبيقها، لكن ضد الانتقائية وضد المحاباة وضد قانون ولائحة حمالة أوجه، وربما كثر يشاركني هذا التوجه! عاقبت لجنة الانضباط جماهير النصر على ما فعلته مع حارس الأهلي حينما ملأت ما حول المعيوف بعلب فارغة شوهت جمال ملعب أوجد للجمال والإبداع، ولم يوجد لمثل تلك التجاوزات! إلا أن ثمة من قال: ولماذا الأهلي استثني من قرارات الانضباط؟ والسؤال قد يكون مشروعا لو أن جمهور الأهلي فعل بعض ما فعله أنصار النصر، لكن الأهلي قدم في المدرجات وللمدرجات في ذاك المساء ما يبهج، لدرجة نسى كثر المباراة وتحدثوا عن المانوليزا الخضراء! لكن «ليه الأهلي» باتت لزمة لكل الأندية، رغم أن الأهلي من أكثر الأندية قبولا للعقوبات والتزاما بالأنظمة، لكن هذا قدر المثاليين دائما مع الآخرين، اعني أعداء المثالية. أشعر بألم عندما أرى أي شخص يدافع عن خطأ، بل وأتألم أكثر حينما يكون الخطأ واضحا وتجد من يدافع عنه؛ كما هو حال جمهور النصر مع الانضباط! اليوم.. كلاسيكو آخر يجمع النصر بالاتحاد فيه التعادل قد يكون سيد الموقف، أقول «قد» ولم أجزم. يا كثر من ينتظر تعثر الأهلي اليوم أمام الرائد، إما بخسارة غير متوقعة، أو تعادل.. سؤالي: هل احتاط الأهلي لمثل هذه الأمور، ومع السؤال أقول: الكرة لا أمان لها!.