منطقيا، لم يعد لدينا أدنى شك أن النصر حسم الدوري، وحسابيا حتى لو خسر النصر ست نقاط هو البطل، ولكن نحن نتحدث عن كرة قدم أعطت ذات مرة بطولة أوروبا لمنتخب الدانمرك بعد أن استعين به كبديل لمنتخب يوغسلافيا المحضور وقتها رياضيا، وذات الكرة أعطت الهلال لقبا عربيا ولاعبوه في الباص بعد أن تعادل النصر مع فريق سوري على ما اعتقد، أما أكبر هدايا كرة القدم فكانت للمنتخب الإيطالي وهو لم يتأهل من الدور التمهيدي لمجموعته إلا بتعادلين أو ثلاثة، وبعدها نجح في أن يحقق كأس العالم!! جنون كرة القدم موجود ولا يمكن أن نعزله عنها لأنها فعلا لعبة مجنونة! ولأنها كذلك، فلن أنحاز لجنونها على حساب ثوابتها وأقول بقي للهلال أمل يجب أن يتمسك به، كما يفعل كثر اليوم في البرامج والصحف وفي المجالس، بقدر ما أقول مبروك للنصر البطولة، والتي تعتبر الثانية بعد كأس ولي العهد والثالثة انتظار! يجب على الهلال أن ينظر لما هو بعد الدوري، وأن يرتب أوراقه لما هو آت لكي لا يصدم جمهوره الغاضب مرة ومرتين!! فحتى نكون على مسافة واحدة من واقع النصر والهلال وجب علينا أن لا نذهب للجنون على حساب الواقع!! النصر طوى صفحة الدوري، ويستعد من خلال الخمس مباريات القادمة لكأس خادم الحرمين الشريفين ومنح الفريق الثاني فرصة المشاركة، أي ما يسمى بالتدوير، وأكاد أجزم أن الهلال وصل لقناعة تامة أن الدوري طار وبات مع كأس ولي العهد في الأحضان النصراوية، وإن حدث عكس ذلك فثقوا أن «1+1 لا يساوي 2»!! ربما يسألني كثر عن هذه الثقة المطلقة، وآخرون يسألون عن ماذا لو انقلبت النتائج وحقق الهلال الدوري؟ أسئلة من حق أي قارئ أن يطرحها، ومن حقي عليهم أن يباركوا معي للنصر بطولة الدوري!! أشفقت على صديقي العزيز وهو يحاول تبرير ما فعلته لجنة الانضباط مع الأهلي، وأشفقت أكثر على لجنة الانضباط التي صبت جام غضبها على رئيس الاتحاد احمد عيد بحق الأهلي، لكنني أسأل اللجنة ومراقبيها: هل سمعتم ما ردد في مباراة الهلال والشباب، أم أن السيدي لم يصل، آسف أقصد التقرير!! يا جماهير الأهلي، احموا مدرجكم من قلة ربما هذه الأيام تتوافد عليه لتقول ما تقول والمراقب جاهز!! اسألوا محمد نور ولو بعد اعتزاله عن خصائص الكابتن حسين عبدالعني وأهميته قبل وأثناء وبعد المباراة وتأثيره، واسألوا حسين عن روح وانضباط محمد نور لتعرفوا أن الكبار ينصفون بعضهم!! نسيت أن أقول إن مدرج الشمس هو من قال فيه الشاعر: يا نهار لو تغيب الشمس واضح، أو هكذا أظن!!.