بكل وضوح ودون تورية أو مواربة وبشفافية قالها وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق موجها الأصبع إلى موقع الخطأ والخطيئة، فقال إن الخطة الأمنية في لبنان تعثرت لأن الطرف الآخر أي حزب الله ومخابرات الجيش اللبناني لم يلتزما بما تعهدا به في هذه اللحظة والتي تحولت وفقا للوزير المشنوق نفسه خطة ضد طائفة واحدة ومجموعة واحدة، ليخلص بعد ذلك إلى القول: «نرفض أن نكون صحوات لبنان». قد يعتبر البعض أن كلام الوزير المشنوق يأتي في سياق السجال السياسي المعروف عن لبنان واللبنانيين. وقد يذهب البعض للقول إن الوزير المشنوق قال هذا الكلام وهو مندمج بلحظة الحفل المخصص للفقيد الكبير وسام الحسن، إلا أن المتأمل بدقة في كلام الوزير المشنوق لا يمكنه القول إلا أن ما قاله هو صرخة يئس المعتدلين من محاولات الشراكة والتعاون مع آخر لا يعترف بالشراكة ولا بالتعاون. «نرفض أن نكون صحوات لبنان» هي الجملة الأبرز التي قالها الوزير المشنوق حيث استعار مصطلح «الصحوات» من النموذج العراقي والتي تمثل تعاون السنة المعتدلين في العراق مع الآخر من أجل القضاء على التطرف، وكانت النتيجة أن مقاتلي الصحوة الذين قوضوا وجود القاعدة في العراق نكل المالكي وأزلامه بهم رافضا استيعابهم في الأجهزة الرسمية. وأكثر منذ ذلك عندما اعترضوا بشكل سلمي وحضاري على ما يتعرضون له في الأنبار واتهموا بالإرهاب والعمالة وكل هذه المغروفة المعروفة. إنه يأس المعتدلين تمثل بصرخة الوزير نهاد المشنوق وربما ومع ردود الفعل المتهورة من الآخر على هذه الصرخة. هذه الصرخة ستكون بمثابة إعلان هزيمة لخط الاعتدال، وبالتالي نتجه في لبنان إلى «موصل جديدة» وإلى انهيار مؤسساتي أمني جديد يماثل ما حصل مع الجيش العراقي. النائب وليد جنبلاط، وفي رد على ما قاله الوزير المشنوق، قال: «المطلوب صحوات فكرية». قد يكون كلام الزعيم الجبلي صحيحا لكن لتنجح الصحوات في لبنان على جنبلاط أن يتحدث مع «المالكي» اللبناني ليقول له لا تفشل تجربة الصحوات مرتين.