وجه مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، انتقادات حادة للنظام الإيراني، واتهمه بالتسبب فيما يجري في العراق من أحداث، كما خص رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بانتقادات مماثلة ووصفه بأنه يتخذ نهجاً ديكتاتورياً، وقال في تصريحات صحفية أمس: "ما يجري في العراق هو رد طبيعي على الممارسات الديكتاتورية والمذهبية، والعنصرية الفارسية التي جعلت المالكي يمضي بعيداً في إثارة الصراع السني- الشيعي. وعلى حكام إيران أن يكفوا عن التدخل في الشؤون العربية، وأن يتركوا أهل العراق يحلون مشاكلهم بأنفسهم، وكذلك أن يرفعوا أيديهم عما يجري في سورية، فأهلها أدرى بمصالحهم". وأضاف الجوزو" "ما تدعيه السلطات العراقية من أن "داعش" هو الذي يقوم بهذه الأحداث هو كذب وافتراء، فالذين يخوضون المعركة ضد الحكومة هم رجال العشائر الذين عانوا الكثير من تعصب المالكي، إضافة إلى رجال الجيش السابق الذين ظلمتهم الولاياتالمتحدة وشردهم المالكي، كل أولئك يتحركون اليوم ويشاركون في الثورة، لأن الظلم يؤدي إلى الانفجار وقد حدث". من جانبه، وافق عضو "كتلة المستقبل" النائب خالد الضاهر على ما ذكره الجوزو، وأضاف في تصريحات صحفية أمس: "من يتابع الوضع في العراق لا يستغرب ما يحصل فيه من أحداث. والكلام الذي يطلق على أن ما يحصل في العراق هو من فعل الدولة الإسلامية في العراق والشام فقط هو أمر غير صحيح. وحقيقة الأمر توضح أن هناك انتفاضة سنية في العراق، تضم كل الشرائح في المجتمع السني، فهؤلاء انتفضوا على نظام المالكي الطائفي الذي ينفذ الأجندة الفارسية في العراق، وأراد أن يهمش المكون السني". إلى ذلك، يتوقع أن يشهد الأسبوع الحالي حراكاً لبنانيا بين الأطراف والقوى السياسية من أجل تلافي التداعيات العراقية، والعمل على إنجاز الاستحقاقات المتعلقة بانتخاب رئيس الجمهورية وتنفيذ الخطط الأمنية، وفرض حالة الاستقرار في ظل ما تشهده الحدود مع سورية من عمليات كر وفر بين مقاتلي المعارضة السورية وقوات الأسد وحزب الله الذي يدفع بمزيد من قواته إلى سورية ويتلقى الضربات القاتلة، فيما يتزايد اتهام بعض الأهالي للجيش السوري بخيانة مقاتلي حزب الله، لاسيما في معارك القلمون الأخيرة التي أدت إلى خسائر كبيرة في صفوفهم. ومن المقرر أن تعقد بعد غد جلسة لمجلس النواب اللبناني مخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية، حيث المواقف لا تزال على حالها، فنواب "تكتل التغيير" و"حزب الله" سيقاطعون الجلسة، طالما لم يحصل توافق على انتخاب رئيس جديد. من جهة أخرى، أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق رداً على التهديدات بتعطيل عمل الحكومة من قبل وزراء فريق الثامن من آذار، لاسيما تكتل التغيير والإصلاح الذي يرأسه النائب ميشال عون: "تعطيل مجلس الوزراء أو مجلس النواب لا يمكن أن يأتي برئيس للجمهورية، فعملية التعطيل تعطل الجمهورية، ولن نسمح بالتطاول على صلاحيات رئاسة الوزراء، فرئيس الحكومة تمام سلام لم يقصر للحظة واحدة في صلاحياته"، وأضاف: "من يملك القلم للتوقيع ليس بحاجة إلى رفع الصوت عالياً".