لم تكن التصريحات التي أعلنها مدير عام مشروع قطار الحرمين السريع الدكتور بسام بن أحمد غلمان، بالتأكيد على أن جهات حكومية تعترض العمل في مشروع قطار الحرمين، وحدها السبب المباشر لتسرب مخاوف البعض من تأخير المشروع، ولا أحد يستطيع تحديد الموعد الدقيق لانطلاقة القطار. لكن وزير النقل ورئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية الدكتور جبارة الصريصري، حسم الأمر الأسبوع الماضي، ليقف على مسار ومحطات قطار الحرمين من المدينةالمنورة إلى مكةالمكرمة، ليخرج بعد الجولة مؤكدا أن نسبة الإنجاز الفعلي بلغت 90 % من محطات القطار. وأزال الوزير المخاوف بالنسبة لمن يعتقد أنه لا يلمس عملا جبارا في المشروع، ليؤكد أن: هناك أعمالا كبيرة يتم تنفيذها كونها خارج المدينةالمنورةوجدة، فالناس لا يشعرون بها، ولكن نحن مسرورون بها، مشيرا إلى أن المشروع سيحقق نقلة كبيرة في مجال النقل، وأن العمل في المسار يسير بشكل جيد ومعظم أعمال البنية التحتية أوشكت على الاكتمال وتم تسليم أجزاء كبيرة لمقاول لمرحلة الثانية الذي يقوم بتصنيع وتشغيل القطارات على المسار، وبدأت الشركات المسؤولة عن هذه المرحلة في وضع القضبان وإطلاق الكهرباء في الخط. وكرر الوزير التأكيد على أن: المشروع يسير بخطوات جيدة وفق الخطة المرسومة والنتائج المتحققة مطمئنة، وأن هناك تقدما ملحوظا طرأ على جميع أعمال المشروع خاصة في إنشاء المحطات، والتركيز الآن على الجزء الواقع بين مكةالمكرمةوجدة. لماذا التشغيل التجريبي؟ سؤال بات على شفاه الكثير من الأهالي الذين يحدوهم الأمل في سرعة ركوب القطار، لكن الرئيس العام لمؤسسة الخطوط الحديدية المهندس محمد السويكت، كشف أن الورشة ستكون جاهزة لاستقبال دفعة من القطارات، ليتم عمل الاختبارات المطلوبة للقطارات قبل التشغيل الرسمي وفق المعايير المعتمدة دوليا للتأكد من توفر كافة الاشتراطات المطلوبة لتشغيل قطارات الركاب، حيث يتطلب ذلك إصدار شهادة السلامة وتراخيص التشغيل وهو ما يتطلب إنجاز عدد من ساعات التشغيل التجريبي لضمان جاهزية وكفاءة وآمن وسلامة الخط الحديدي والقطارات والخدمات المساندة المطلوبة. لا مشاكل وأوضح مدير النقل والطرق بالمدينةالمنورة زهير كاتب في تصريح سابق أن محطة المدينةالمنورة ومسارها لم يعان من أي مشاكل في التأخير بل كان العمل يسير وفق المخطط عليه وستكون محطة المدينةالمنورة أولى المحطات المنتهية بسبب عدم وجود أي عوائق لإنشاء المحطة ومسارها، مؤكدا أن العمل يسير وفق المخطط له وتسليمها وفق الوقت المحدد وهو 31 ديسمبر بأن تكون جاهزة بالكامل مؤكدا سعي إدارته لتسهيل كافة العقبات من خلال مرور جسر خط المسار الحديدي من فوق الدائري الثالث. محطة المدينة وفي المدينةالمنورة لا تزال الأعمال في محطة قطار الحرمين بالمدينةالمنورة تجري بوتيرة متسارعة حيث العمل حثيثا ليلا ونهارا لإنهاء كافة الأعمال في المحطة حيث يتوقع تسليم المحطة في 31 ديسمبر وتجهيزها للتشغيل التجريبي لرحلات القطار بين محطتي رابغ والمدينةالمنورة كونها ستكون جاهزة تماما بداية العام المقبل بعد انتهاء تسليم المحطتين ومسارهما. وتعد محطة المدينةالمنورة محطة نهائية في المشروع واستوحت تصاميم محطة المدينة من العمارة الإسلامية التي أخذت اللون الأخضر من القبة الخضراء وتقع محطة المدينةالمنورة في مدينة المعرفة الاقتصادية على طريق الملك عبدالعزيز وامتداد الحرم النبوي ويحدها من الغرب طريق الجامعات ومن الشرق تقاطع الدائري الثالث وتبلغ مساحتها الإجمالية 172000 متر مربع. وتحتوي المحطة على مرافق وخدمات للركاب مصممة على أفضل المعايير العالمية لمحطات القطارات السريعة وتشمل: مبنى المحطة الرئيسية ويحتوي على صالة للقدوم وأخرى للمغادرة، المسجد ويتسع ل600 مصل، مركز للدفاع المدني، مهبط للطائرات المروحية، (6) أرصفة لوقوف القطارات وانتظار الركاب.، مواقف السيارات وتحتوي على 1000 موقف مقسمة إلى مواقف قصيرة وأخرى طويلة الأمد، صالات لكبار الشخصيات، كما تم ربط المحطة بنظام النقل العام من خلال توفير أماكن مناسبة لمواقف للحافلات وربط المحطة بممر مشاة مع محطة القطار الخفيف المزمع تنفيذها على طريق الملك عبدالعزيز وتبلغ تكلفتها (1.545.822.769) ريالا، وتجري الأعمال على إنهاء مسار خط السكة الحديدية في المرحلة الأولى للمشروع. كما ستحتوي محطة قطار الحرمين بالمدينةالمنورة على محطة مركزية سيتم ربطها بشبكة الكهرباء لتغذية أحمال المشروع ومحطة الركاب، وتوفير الطاقة اللازمة لتشغيل محطتي الركاب بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ ومحطة المدينةالمنورة، حيث يشمل التنفيذ في مرحلته الأولى إنشاء 6 محطات مركزية تحتوي على 12 قاطعا للتيار الكهربائي، وعداد قياس استهلاك الطاقة ونظام تسجيل معامل القدرة والأحمال، والأجهزة اللازمة للحماية والاتصالات ونقل المعلومات والمراقبة والتحكم عن بعد، وكافة الأعمال المدنية والمرافق المساندة لإنشاء مبنى المحطات، كما يشمل الجزء الثاني ربط المحطات المركزية بشبكة الكهرباء، ويتكون من إنشاء خطوط هوائية مزدوجة الدائرة بطول إجمالي 245 كلم لربط المحطات المركزية بشبكة الكهرباء. وبدأ العمل في محطة القطار في 2011 حيث تم حفر أساسات الأرض وبدء البناء فيها والذي استغرق 3 سنوات وتعتبر محطة المدينةالمنورة أولى المحطات في توقع انتهاء أعمال البناء فيها وذلك نظرا لأنها تعتبر اصغر المحطات وتجري الأعمال فيها على مدار الساعة من خلال ائتلاف بن لادن حيث وصلت نسبة الإنجاز إلى 90% فيها كما تم الانتهاء بنسبة 95% من مسار الخط الحديدي الواصل بين المدينةالمنورة ورابغ. مسار القطار ومسار القطار يتوجه من رابغ مرورا بالأكحل ووادي الفرع وأبيار الماشى حيث يدخل الجزيرة الوسطية للطريق الدائري الثالث بالمدينةالمنورة عن طريق نفق طوله 550 مترا عند الكيلو 433 ويستمر داخل الجزيرة الوسطية مرورا بتقاطعي قباء وعلي بن أبي طالب حيث يتم العمل حاليا على بناء هذين التقاطعين بالكامل لربط طريق قباء وعلي بن أبي طالب مع الدائري الثالث، حتى يدخل محطة المدينةالمنورة عند الكيلو 449 على جسر يمر فوق طريق القصيم. وتشمل أعمال المرحلة الأولى في الجزء الأول الخاصة بالمدينةالمنورة والتي تتمثل في الأعمال المدنية تصميم وتنفيذ أعمال البنية الأساسية وهي عبارة عن أعمال ردم وتسوية ورصف مسار الخط الحديدي وبناء الجسور والعبارات وجسور الوديان ووضع العوارض الأسمنتية على امتداده أو الطرق المتقاطعة معه. كما يتم إنشاء 33 جسرا بطول كلي يقدر ب4600 متر كذلك، وتشمل أعمال القطع والردم 14 مليون متر مكعب قطع على مسار القطار و25 مليون متر مكعب ردم كما يبلغ العدد الكلي للعبارات بمنطقة المدينةالمنورة 268 عبارة، منها 230 عبارة لتصريف المياه و16 عبارة خدمات و21 عبارة سيارات و عبارة مشاة واحدة. فيما تشمل المرحلة الثانية تنفيذ الخط الحديدي البالغ طوله (450) كلم بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من تنفيذ البنى التحتية وتصنيع وتوريد المعدات وأنظمة الاتصالات والإشارات وكهربة الخط وقد تم انجاز هذه المرحلة بخطى متسارعة حيث تم رصف المنطقة الخاصة بالسكة الحديدية بالمدينةالمنورة بنسبة تجاوزت 90% وذلك استعدادا للتشغيل التجريبي بين محطتي رابغ والمدينةالمنورة الذي سيبدأ العمل بها بداية العام القادم 2015 وذلك بعد تسليم الخط المسار الحديدي والمحطتين؛ المدينةالمنورة ورابغ المتوقع في نهاية 31 ديسمبر 2014. على الجانب الآخر من قطار الحرمين، في مكةالمكرمة، وقفت «عكاظ» على مشروع محطة قطار الحرمين في الرصيفة وتحدث لها أحد المهندسين العاملين في المشروع مؤكدا أن المحطة تتضمن مرافق وخدمات للركاب مصممة على أفضل المعايير العالمية ويشتمل مبنى المحطة الرئيسية على صالة للقدوم وأخرى للمغادرة ومسجد يتسع ل1000 مصل، مركز للدفاع المدني، مهبط للطائرات المروحية، وأرصفة لوقوف القطارات وانتظار الركاب، مواقف السيارات كما يتضمن 5000 موقف مقسمة على مواقف قصيرة وأخرى طويلة الأمد، وصالات لكبار الشخصيات، ومحلات تجارية ومطاعم ومقاهي وورشة لصيانة القطار. وبين أنه تم الأخذ بعين الاعتبار ربط المحطة بنظام النقل العام من خلال توفير أماكن مناسبة لمواقف للحافلات ومحطات المترو التي سيتم تنفيذها مستقبلا وربط المحطة بممر مشاة مع محطة القطار، مشيرا إلى أن نسبة أنجاز الأعمال بلغت ما نسبته 85% من كامل العمل. حيث يتكون المشروع من مرحلتين المرحلة الأولى من جزءين الأول يشمل الأعمال المدنية والبنية التحتية وتعديل المناسيب والقطع الصخري والردم والحفر وإنشاء الجسور وعبارات تصريف السيول، و الجزء الثاني إنشاء المحطة، في حين تتكون المرحلة الثانية من المشروع من القطارات، وتتضمن هذه المرحلة تصنيع القطارات وبناء السكك الحديدية والمسارات وأنظمة التشغيل الكهربائية والميكانيكية والالكترونية وغرف التحكم وأنظمة المراقبة والتشغيل وتدريب المهندسين والفنيين والعاملين. وسيكون عقد المرحلة الثانية مع ائتلاف الشركات الإسبانية المقاول الرئيس والمنفذ لهذه المرحلة، والقطارات الخاصة بمسار قطار الحرمين تصنع حاليا في شركة (تالجوا الإسبانية) وسيتم البدء في توريدها مع نهاية العام الحالي. واتضح من خلال جولة «عكاظ» على طريق القطار بمدخل مكةالمكرمة، أنه تم انجازه كليا عدا تركيب الصبات الخرسانية في تقاطعات الطرق السريعة، والتي من أهمها تقاطع الطريق الثالث أمام محطة الرصيفة. ويتوقع الانتهاء من محطة الرصيفة للقطار مع نهاية السنة الميلادية الجديدة، لتبقى مفتوحة للزوار، بهدف تثقيف المواطنين والمقيمين وزوار بيت الله الحرام بآلية التعامل والعمل في المحطة.