كلما توالت السنوات على غياب المخرجات الإيجابية لرياضتنا بشكل عام، ولعبة كرة القدم على وجه الخصوص، دفعنا ذلك إلى تأمل ما كانت عليه مخرجات هذه اللعبة في مختلف المحافل الخارجية، حتى الماضي القريب، من وهج وتسيد وبطولات وحضور مشرف. وإذا ما أخذنا نرصد ما تخلل كل هذه السنوات «العجاف» من محاولات التقويم وسبل العلاج نجد أن مسلسلها مازال يتواصل من «ذلك التاريخ» حتى الآن، من خلال ما لا حصر له من الدراسات والخطط واللجان، وما يستنزف من بذل وجهود ووقت «وأي وقت»، وما يتخذ من توصيات وقرارات... إلخ. كل هذا وسواه، ولايزال البحث مستمرا منذ 12 عاما عما يسمى ب«التطوير» الذي تنشده كرة القدم السعودية حتى تقوى على النهوض من انتكاستها!!! صحيح أن الإخفاق والتراجع وحتى الغياب، قد يحدث حتى على مستوى أكثر الدول تقدما في الرياضة عامة ولعبة كرة القدم خاصة، لكن الصحيح أيضا أن أقل هذه الدول تقدما وخبرة وإمكانات سرعان ما تتغلب على هزتها وانتكاستها، وتدير أزماتها بأساليب علمية وخطط استراتيجية متخصصة ورؤية ثاقبة ومراحل علاج مزمنة ومتصاعدة في جدوى نتائجها، فلا يمكن لأي مرحلة من مراحل إدارة الأزمة أن تبنى «جزافا» فضلا عن «إهمالها» والانتقال إلى سواها، دون استخلاص أهم ما تخللها من ركائز إيجابية يتم البناء عليها وتعزيزها...، وهذا ما يمكنهم من اختصار الوقت، وتجنب «الهدر» بكل أنواعه، واستثمار كل الجهود والطاقات والأفكار، وبالتالي تحقيق الإصلاح والتطوير وتجاوز الأزمة بأحدث الأساليب العلمية والعملية الناجعة بعيدا عن أي تخبط!!! هل يشك أي من مسؤولينا في الشأن الرياضي السعودي عامة ولعبة كرة القدم خاصة، أن أهم المراحل وأدقها وأقواها وأكثرها جدية وجودة على مستوى مسلسل مراحل تطوير كرة القدم السعودية هي تلك المرحلة الكبرى وأولى المراحل التي كان بوسعها أن تصبح كافية وشافية لكل ما أصاب كرة القدم السعودية من أوجاع، تلك اللجنة التي شكلت بتوجيه سام كريم، في أعقاب «الهزة القوية» التي تعرض لها منتخبنا في «مونديال 2002»، لدراسة وتطوير الوضع الرياضي والشبابي في المملكة، وكانت برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز يرحمه الله ، ومن خلال تلك اللجنة الرئيسية شكلت أربع لجان ضمت رجال أعمال ولاعبين وإعلاميين مخضرمين، ومن تلك اللجان لجنة دراسة وتطوير كرة القدم، وكانت برئاسة إبراهيم أفندي، وعضوية (عبدالرزاق أبوداود، خليل الزياني، صلاح السقا، خالد القروني، عادل عصام الدين، وآخرين)؟!!. أين ولت جهود وبرامج ودراسات وخطط وتوصيات تلك اللجنة العملاقة التي شكلت وفق معايير تخصصية وعملية دقيقة.. هل لو أنها فعلت وتواصلت من ذلك الزمان سنحتاج لكل هذه السنين الطوال من الهدر والتخبط والغياب؟..، والله من وراء القصد. تأمل: الوقت أهم وأغلى رأس مال غير قابل للتعويض. فاكس: 6923348