يقاس نجاح أي مرحلة تالية في مسار أي عمل من خلال ما أحيطت به مخرجات المرحلة السابقة من تحليل وتقويم وفق أسس وأساليب علمية تكفل استعراض مواطن القوة والعمل على تعزيزها، ومواطن الضعف ومباشرة إصلاحها. ونجاح موسمنا الرياضي المقبل يعتمد بعد توفيق الله على ما حظيت به مخرجات الموسم الرياضي الماضي من تعزيز للإيجابيات، ومعالجة وإصلاح للسلبيات، وموسمنا الرياضي لا يقتصر التنبؤ بنجاحه على ما تقوم به بعض الأندية الرياضية من حراك لافت ودؤوب في سبيل دعم فرق أنديتها بما يعزز قوتها ويعالج نقاط الضعف لديها من خلال ما يبذله القائمون عليها في استقطاب لاعبين وتغيير مدربين، فهذا الحراك الملموس والجهود الحثيثة والبذل السخي والتجديد والتجويد، هو في النهاية يتعلق بأحد أهم مكونات مخرجات موسمنا الرياضي، إلا أن جدواه وفاعليته تتوقف على مدى تقويم وتجويد ما يتعلق بمخرجات باقي ركائز ومكونات الموسم الرياضي وفي مقدمتها وأكثرها أهمية وتأثيرا مباشرا اللجان المعنية في الاتحاد السعودي لكرة القدم. فموسمنا الرياضي السابق على مستوى لعبة كرة القدم ومنافساتها تضرر كثيرا جراء أخطاء تجاوزت الحصر، وقرارات نفد معها الصبر، وعانت منها أندية، وأججت معها جماهير، وتضررت منها نتائج، مما أصاب مخرجات الموسم ب«نشاز» تقاسم «بطولته» لجنتا التحكيم والانضباط. فإن حدث كل هذا طوال موسم رياضي بأكمله دون معالجة ناجعة فلعل للمعني بالأمر عذرا وأنت تلوم، لكن أن يأتي موسم رياضي جديد مع إبقاء الحال على ما هو عليه، ففي هذا ليس مدعاة لتمرير ما حدث من قصور وخلل فحسب، بل أيضا تعريض الموسم المقبل لتبعاته، وربما حفز هذا التغاضي لجانا أخرى لمحاكاة اللجنتين السابقتين، وقد بدأت هذه المحاكاة لجنة المسابقات. ومن بين مرتكزات موسمنا الرياضي التي كنا نتطلع لمواصلة تقويمها وتطويرها، النقل التلفزيوني للدوري السعودي للموسم الرياضي الجديد الذي يوشك على البدء، فأي تطوير يرتجى حدوثه على مخرجات النقل في ظل تأخر البت في قرار تحديد القناة التي ستحظى بحقوقه. ولم يعد يفصلنا عن انطلاقته إلا بضعة أيام؟! ..والله من وراء القصد. تأمل: يقول ابن القيم: إن من أهم معوقات صناعة الحياة، الخوف من الفشل. فاكس: 6923348