كان إعلان نجاح موسم الحج رسميا صادما لبعض الذين يكتمون الكراهية لهذا البلد. ظننت لوهلة أن شماتة البعض بأخطاء صغيرة تقع في القطار هذا أو الشارع ذاك مجرد زلة لسانٍ لعلها غير مقصودة، لكن ما لبثت الأصوات أن تعالت للحديث عن نجاح موسم الحج بطريقةٍ ساخرة، أحدهم يسأل عن معايير نجاح موسم الحج، وعن فكرة إعلان النجاح ذاتها، ومن ثم يجيب آخر أن النجاح هو عدم موت أربعة آلاف حاج دفعة واحدة، وعدم هلاك الناس أثناء الرجم.. هكذا باختصار يسخرون من موسمٍ يعد له على مدى عامٍ كامل، ويخضع أيضا لخطة مطولة لن تنتهي أبدا إذ يستمر التطوير والتجديد والصرف والبناء للمشاعر المقدسة. أتفق مع الأمير عبدالرحمن بن مساعد حين لفت أن المشكلة ليست في بعض الأخطاء بالمشاعر المقدسة، بل في المشاعر «المكدسة» التي تحقد على هذا البلد وعطاياه، وخيراته، ونجاحاته! شهد البعيد قبل القريب على أن السعودية تقوم بجهدٍ جبار من أجل الموسم وإنجاحه، بينما بعض أبناء هذه البلاد يحولون كل نجاح إلى مجالٍ للبحث عن النقائص الصغيرة. أن يأتي ثلاثة ملايين حاج ويؤدون المناسك على أكمل وجه، وأن ينتشر رجال الأمن والكشافة والمتعاونون مع المؤسسات الرسمية للمساعدة، أن تكون المشاريع التي أسست لتوسعة أماكن الرمي والمطاف والمسعى، أن يمر الموسم من دون أي كوارث أو مصائب أو حتى أضرار بسيطة أن تكون الخطة التي وضعت من اللجنة العليا بإشراف الملك وولي عهده ووزير الداخلية أن تتم تلك الأمور على الوجه المطلوب هذه هي معايير نجاح الموسم ونجاح الحج. لم يجرؤ هؤلاء على نقد أردوغان أو محمد مرسي أو راشد الغنوشي ولم يطالبوا بمعايير للإنجاز، بل حين عزل مرسي قالوا: استعجلتم عليه لم يأخذ وقته ليبدي ما لديه! لكنهم مع وطنهم ... يستعجلون! إذا محاسِنيَ اللاتي أدل بها ** كانت ذنوبي فقل لي كيف أعتذر؟