انطلق العمل في المرحلة الأولى (مرحلة التأسيس) من مدينة الملك عبدالله للحجاج بالمدينةالمنورة والتي يتوقع إنجازها خلال عامين. وتبلغ تكاليف المرحلة الأولى ثلاثة مليارات وثلاثمائة ألف ريال، فيما تقدمت عشر شركات بعروضها لإنجاز المرحلة الثانية من المشروع تتقدمها ثلاث شركات كبرى بعروض تراوحت بين مليارين وسبعمائة ألف، ومليارين وتسعمائة ألف ريال، ومن المؤمل أن ينطلق العمل فيها بعد انتهاء موسم حج هذا العام وتتضمن إنشاء مقر لفرع وزارة الحج يشمل مكتب الوزير ومقرا لسكرتارية لجنة الحج بالمدينة ومكتبا لسمو أمير المنطقة، إضافة إلى مكاتب إدارية ومقار لبعثات الحج والطوافة ووكالات السفر، بينما ستشهد المرحلة الثالثة إنشاء أكثر من 30 فندقا، ومن المقرر فتح مظاريف العطاء الخاص بها في شهر محرم المقبل. 100 برج إداري وسكني وأوضح مصدر في وزارة الماليه ل«عكاظ» أن التكلفة الإجمالية لهذا المشروع العملاق تتجاوز الخمسين مليارا، مضيفا أنه سيكون إضافة كبيرة لخدمة ضيوف الرحمن، وازدهار المنطقة اقتصاديا واجتماعيا خاصة إذا ما علمنا أنه سوف يوفر آلاف الوظائف لأبناء المنطقة. وبين المصدر أن المشروع يعتبر واحدا من مجموعة كبيرة من المشاريع المقترحة لتطوير المدينةالمنورة وتعويض المنشآت التي أزيلت بعد دخولها في مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للتوسعة الكبرى للمسجد النبوي الشريف وساحاته والعناصر المرتبطة بها، والتي تهدف لدعم أهميتها كمقصد للزوار الذين يفدون إليها بعد تأدية فريضتي الحج والعمرة لزيارة المسجد النبوي والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم. وتبلغ المساحة الكلية لموقع المشروع نحو مليون وستمائة ألف متر مربع ويقع على بعد ثلاثة كيلومترات جنوب غرب المسجد النبوي الشريف، ونحو 3 كيلومترات من الميقات، و900 متر من مسجد قباء، ويضم نحو 100 برج إداري وسكني تتسع عند اكتمالها لما يزيد على 120000 نزيل موزعين على 40000 غرفة من درجتي الأربعة والخمسة نجوم، ومصنفة إلى غرف نموذجية للضيوف تصل القدرة الاستيعابية للغرفة الواحدة فيها لثلاثة أسرة، كما تشمل غرفا وأجنحة لرجال الأعمال، ويحتوي كل فندق على صالة واسعة للاستقبال وصالات للانتظار بطابع معماري فريد، بجانب المطاعم، والمقاهي ومراكز الأعمال لتلبية حاجات جميع النزلاء. كما زودت هذه الفنادق بمصاعد مدروسة تؤمن حركة انتقال عمودي سريع تلبي حاجات النزلاء في الوصول إلى الدور الأرضي لتأدية الصلوات في أوقاتها، كما يشتمل المشروع على مبنى لوزارة الحج ولجنة الحج المركزية بالمدينةالمنورة المطل على طريق الهجرة بالإضافة إلى المكاتب الإدارية لبعثات الحج والمؤسسة الأهلية للأدلاء، ومؤسسات الطوافة، النقابة العامة للسيارات، ووكالة السفر والسياحة، والبعثات الطبية، وتصل القدرة الاستيعابية لهذه المكاتب مجتمعة إلى نحو 31000 موظف. وتم تخصيص الأدوار السفلية لمواقف السيارات بالإضافة إلى الخدمات الإلكتروميكانيكية، وتم تصميم المسجد الكبير في الناحية الجنوبيةالشرقية من المشروع ليتسع لنحو 15000 مصل، وكذلك مستشفى في الناحية الغربية تصل قدرته الاستيعابية لنحو 400 سرير يخدم المشروع والمناطق المجاورة، بالإضافة إلى المطابخ والمغاسل المركزية التي تقدم خدماتها داخل المشروع وكذلك محطة لنقل الأمتعة تمكن الحاج والزائر من تسليم أمتعته واستلامها في بلده مباشرة، وتتوسط المشروع محطة نقل مركزية ومركز تجاري وتتميز هذه المنطقة بسهولة الوصول إليها، وتؤمن المحطة النقل لنحو 84000 حاج من وإلى المسجد النبوي الشريف بواسطة محطة مترو ذات مسار مرتفع وحافلات ترددية، أما الحافلات المحلية التي تقتصر خدماتها داخل حدود المشروع فتؤمن نقل الحجاج من الفنادق التي يقيمون فيها إلى محطة المترو التي ترتبط بالمركز التجاري مباشرة مما يسهل الوصول إليه، ويتألف هذا المركز من ثلاثة أدوار تمتد على مساحة نحو 71000 متر مربع، روعيت فيه المعايير البيئية من أسقف تسمح بدخول الضوء الطبيعي بشكل مدروس يضفي جمالا على الموقع، إلى جانب ساحات مكشوفة ومساحات خضراء مفتوحة. مقومات تنموية وقال الدكتور خالد طاهر أمين منطقة المدينةالمنورة أن المشروع كبير وله مقومات تنموية كبرى وسوف يكون أثره نافعا على مستوى خدمة ضيوف الرحمن والزوار ويرتبط ارتباطا وثيقا مع منظومة المشاريع والمبادرات التي تشهدها المنطقة هذه الأيام والتي تجد دعما واهتماما كبيرين من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، ومتابعة مباشرة من سمو أمير المنطقة. وأضاف أن هذا المشروع في بعده الاستراتيجي سيتكامل مع منظومة من مشاريع خدمات البنية التحتية ومشاريع النقل ومنظومة مشاريع الخدمات التي يستفيد منها سكان المدينةالمنورة والقادمون إليها لغرض زيارة المسجد النبوي الشريف. نقلة نوعية كبرى بدوره أوضح مدير فرع وزارة الحج بالمدينةالمنورة محمد البيجاوي أن انطلاقة هذا المشروع العملاق أسعدت الجميع لأن هذه المدينة ستشكل نقلة نوعية كبرى لخدمة ضيوف الرحمن سواء في موسم العمرة أو موسم الحج، خاصة إذا علمنا أنها مزودة بكافة الخدمات العليا التي تساعدهم في ذلك. من جهته، أكد الدكتور محمد فرج الخطراوي رئيس الغرفة التجارية الصناعية بالمدينةالمنورة أن مدينة الملك عبدالله ستكون رافدا اقتصاديا كبيرا للمنطقة حيث تشهد إنشاء فنادق كبرى ومجمعات تجارية، وستنعكس إيجابا على دفع عجلة التنمية الاقتصادية في المنطقة بشكل كبير حيث يتوقع أن يكون لها مردود استثماري كبير على اقتصاديات المدينة، مؤكدا أن المشروع سوف يساهم وبشكل كبير في تخفيف الضغط الذي تشهده المنطقة المركزية الحالية، وذلك من خلال توفير الوحدات السكنية والخدمات اللازمة لجميع زوار المدينة. وقال الاقتصادي فريد الميمني، إن إنشاء مدينة الملك عبدالله للحجاج أسعد الجميع لما لها من مردود كبير تنموي واقتصادي وحضاري وستكون هدية خادم الحرمين الشريفين لضيوف الرحمن لما تحتويه من إمكانيات سوف تساعدهم على قضاء زيارتهم للمدينة المنورة بكل راحة واطمئنان وتوفر لهم أفضل الخدمات.