أعرب مستشار الرئيس اليمني ياسين عمر مكاوي، عن أسفه أن عناصر قبلية سياسية ساعدت الحوثي على اجتياح صنعاء. وتوقع في حوار ل«عكاظ»، أن يتم تطبيق اتفاق السلم والشراكة الوطنية قريبا، منعا لانزلاق اليمن إلى الهاوية. واعتبر مكاوي، أن ما جرى في صنعاء كان من بين أهدافه تغييب الاهتمام بقضية الجنوب. وحذر مستشار الرئيس، من أن عناصر الإرهاب في اليمن تمددت كثيرا، وهناك مسميات لتنظيمات إرهابية أخرى غير القاعدة، مؤكدا أن استمرارها في الانتشار يضر كثيرا بمقدرات ومصالح اليمن وشعبه. فإلى الحوار: ● كيف ترى المشهد اليمني الآن بعد توقيع اتفاقية السلم والشراكة؟ الاتفاقية لم تكن حصرا على الحوثيين والرئيس، وإنما شملت كافة القوى السياسية اليمنية، وقد وقعت بعد أن دخل اليمن في منعطف خطير جدا، وفي اعتقادي أن الاتفاقية يمكن لها أن تكون واقعا ملموسا إذا طبقت بصدق من كافة الأطراف المشاركة، وهو ما سيدفع بها إلى بر الأمان، وهو ما ينشده اليمنيون. لكن إذا ما بقينا في إطار التمترس خارج نطاق هذه الاتفاقية فهذا يعني أننا كيمنيين سنعيش كارثة على كافة الأصعدة، ولذا فإن على العقلاء والحكماء في اليمن وهم كثر، أن يجنبوا بلادهم هذا المآل، لا سيما أن الرئيس هادي يبذل جهدا كبيرا لتطبيق الاتفاقية للخروج بالبلاد إلى بر الأمان. ● هل ترى ثمة دور فيما جرى لعناصر النظام السابق؟ المشهد واضح جدا، وللأسف هناك عناصر قبلية سياسية شاركت فيما جرى في العاصمة صنعاء بشكل أو بآخر، وهو ما يشير إلى وجود علاقة بالنظام السابق. ● لكن الحوثيين داهموا مقار الدولة بمجرد التوقيع.. فكيف تكون الاتفاقية مخرجا للأزمة القائمة؟ جميع مضامين الاتفاقية تنصب في قضية واحدة وهي الخروج من المأزق السياسي والأمني الذي يعيشه اليمن حاليا، واجتياح الحوثيين للعاصمة لم يأت بعد التوقيع، لكن وكما قلت هناك من العناصر القبلية السياسية استفادت من هذا الاجتياح، وهنا أود أن أشير إلى أن الأوضاع مختلفة كثيرا عما كانت عليه عند اجتياح العاصمة، فاليوم يسود الهدوء في كثير من مناطق صنعاء، وعند التطبيق التدريجي لاتفاقية السلم والشراكة الوطنية، وانحسار مشاهد الاعتصام والتظاهر التي دقت ناقوس الأزمة، سيعود الأمن والاستقرار. ● وماذا عن توعد تنظيم القاعدة بدحر الحوثيين في صنعاء وبقية المناطق، ألا يزيد من تعقيد الأزمة؟ القاعدة وجهت لها ضربات قوية في أبين وشبوة، وما حصل في عمران بينها وبين الحوثيين يمكن وصفه بتقاطع مصالح وهو ما أدى إلى الحرب في تلك المنطقة. وفي نظري فإن عناصر الإرهاب في اليمن قد تمددت كثيرا، وهناك مسميات لتنظيمات إرهابية أخرى غير القاعدة، واستمرارها بالبقاء والانتشار على الأراضي اليمنية يضر كثيرا بمقدرات ومصالح اليمن وشعبه، وهنا أجدد الدعوة إلى المملكة بتقديم العون لليمن للخروج من أزمته الحالية، فاليمن والسعودية دولتان جارتان تجمعهما العديد من وشائج القربى والمصالح المشتركة. ● ألا يكشف إفراج الحوثي عن عناصر من الحرس الإيراني مدى تدخل إيران في إذكاء الصراع؟ إيران تتدخل في اليمن بغية تحقيق مصالحها، وهو أمر كشف عنه الرئيس هادي مرارا، وطالب في خطاباته طهران باحترام السيادة الوطنية، والعمل على تعزيز العلاقات بدلا من تصعيدها. ● ما الذي قدمته اتفاقية السلام.. ولا تزال كثيرا من المرافق تحت قبضة الحوثيين؟ أعتقد أن تنفيذ الاتفاقية سيتم تطبيقه بشكل أكبر قريبا، فالرحلات الجوية أصبحت تسير بشكل اعتيادي، وإن كانت لا تزال محاطة ببعض القوى المسلحة التابعة لجماعة الحوثي، والتي من الواجب أن يحل بدلا منها عناصر من الدولة. ● وهل ما جرى صرف الاهتمام عن قضية الجنوب؟ منذ بدء الأزمة أشرت بوضوح إلى أن من أهداف ذلك تغييب الاهتمام بقضية الجنوب اليمني، فنحن قبل بدء الأزمة سلمنا بمخرجات الحوار، ونريد تحقيقها على أرض الواقع، كحال كافة القوى السياسية التي شاركت في مؤتمر الحوار الذي بارك الجميع توصياته، ومن ثم فإنه إذا تغيب الجنوبيون عن حقوقهم، فمشاريع مؤتمر الحوار الخاصة بالجنوب موجودة ونسعى لتطبيقها، آخذين في الاعتبار الواقع السياسي، والعمل على مساعدة الرئيس هادي للخروج من نفق الأزمة السياسية. ● تعيينك مستشارا للرئيس جاء ضمن توصيات مؤتمر الحوار، فهل يعني ذلك أن قضية الجنوب لم تغيبها تداعيات الشمال؟ تعييني مستشارا كان يجب أن يكون منذ وقت، فهناك ممثلان عن الحراك الجنوبي في المنظومة الاستشارية للرئيس، أما بشأن الضغوط التي واجهتها من قبل القادة الجنوبيين فأنا أصفها بالحق الإيجابي، والذي ساهم في دعم حقوقنا كجنوبيين في مؤتمر الحوار، وهو المؤتمر الذي يجب أن يبني عليه الجنوب تطلعاته لتحقيق الشراكة، والحصول على مزيد من الاستحقاقات من خلال تطبيق مخرجات الحوار.