أجمع عدد من أعضاء مجلس الشورى والنخب الثقافية والأكاديمية على متانة ورصانة كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مؤتمر مكة السنوي أمس الأول، مستقرئين من خطابه الموفق الموضوعية والاعتزاز بالقيم الإسلامية الأصيلة ما يرسم آلية للحفاظ على الهوية المتزنة والجامعة بين الأصالة والمعاصرة. وأضافوا إن كلمة خادم الحرمين الشريفين بمثابة خارطة طريق للخلاص من التجاوزات باسم الدين والنيل من الإنسان، كما انها كلمة ضافية وشاملة وواصفة لما هو واقع الحال وما تمر به المنطقة من مشكلات وأزمات. وفي هذا السياق وصف نائب مجلس الشورى الدكتور محمد أمين الجفري كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي وجهها إلى العلماء والمفكرين بالجامعة المانعة كونه بناها على رؤية مؤمن صائب في توجهه وتطلعاته ومنطلق من ثوابت عقيدة صحيحة نقية، لافتا إلى أن هذا الخطاب المتزامن مع موسم الحج وما يشهد العالم من أزمات تنسب أسباب بعضها إلى الإسلام ترسم خارطة طريق للخلاص من هذه الترهات والتجاوزات باسم الدين والنيل من الإنسان انطلاقا من فهم مغلوط لنصوص الدين وبعد عن سماحته ويسره، مؤكدا انه توقف عند دعوة الملك عبدالله إلى ضرورة الموازنة بين الأصالة والمعاصرة والوفاء بالتزاماتنا في التعاون الدولي والإنساني كون التواصل والتفاعل لا يتعارضان مع خصوصيتنا، مطالبا كل المخاطبين بكلمة خادم الحرمين تفعيل أدوارهم الإيجابية من خلال وضع خطط وبرامج تنشر الوعي الصحيح وتحارب الفكر المنحرف وتصحح التصورات والمفاهيم الخاطئة. من جانبه أوضح عضو مجلس الشورى الدكتور محسن الحازمي أن تأكيد كلمة خادم الحرمين على التزام الفكر الصحيح ومحاربة الفكر الضال والمنحرف هو أحد المفاتيح الهامة في محاربة أي أفكار دخيلة على مجتمعنا والتي تسعى إلى التغرير بشباب هذا الوطن. وأضاف بقوله «ما شهدناه من عودة عدد من أبناء الوطن إلى جادة الصواب وأن ما قدم لهم من معلومات تبينت على أرض الواقع بأنها لم تتعد أن تكون أوهاما وضلالات. وأردف الحازمي أن حكومتنا الرشيدة وما تعمل عليه في الحفاظ على العهود والمواثيق الدولية من خلال التعاون الدولي على مكافحة الإرهاب والمملكة التي تتمتع بخبرة كبيرة ويشهد لها العالم في مكافحة الإرهاب سوف تلعب دورا هاما في هذه المرحلة الهامة. ومن جهته قال عضو المجلس الدكتور محمد آل ناجي إن كلمة خادم الحرمين الشريفين كما عودنا عندما كان يلقي الخطاب السنوي في كل سنة شورية كانت كلمته شاملة وتمثل خريطة طريق وأدوات عمل ومحاور تنطلق من خلالها سواعد أبناء الوطن للعمل بمضامينها، بما يتواءم مع متطلبات المرحلة الحالية ومستقبل البلاد. وبين آل ناجي أن على أمتنا الإسلامية أن تتمسك بتراثها وثقافتها التي كان لها تجارب عبر التاريخ المشرف للإسلام والدول الإسلامية عبر التاريخ، بما تحمله ثقافة الإسلام من التسامح والوسطية ونبذ الفرقة فقد ضربت دولة الإسلام عبر التاريخ مواقف مشرفة وتمازج فريد من نوعه بين فئات المجتمع، وأن مبادئ الدين الإسلامي هي الاساس الذي ننطلق منه في محاربة أي فكر ضال وهدام. =وقال عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالرحمن العطوي إن خادم الحرمين الشريفين من خلال كلمته أكد توجه سياسة هذه البلاد وموقفها من ما يدور حولنا من أحداث وسياسة محاربة الفكر الضال ودعم موقف المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب وتجفيف منابعة. وأشار إلى أن الفكر الضال يجب أن يواجه بالفكر المستنير والبناء والذي ينطلق من أسس دينية نابعة عن عقيدتنا السمحة وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم، بهدف دحر ودحض أي عزائم تهدف إلى نشر الفكر الضال بين فئات الشباب بهدف التغرير بهم ودفعهم إلى الذهاب إلى مواطن الفتن والقتال. فيما أثنى عضو مجلس الشورى وأستاذ العلوم السياسية الدكتور صدقة يحيى فاضل على كلمة خادم الحرمين كونها تخاطب أمتنا واقعا ثقافيا مضطربا يحتاج أن يتبنى العلماء والدعاة وأصحاب الأقلام توجيهه لإصلاح الخلل ومعالجة التجاوزات بالحكمة والحجج الناصعة المعيدة للصواب، لافتا إلى أن الملك عبدالله ملك إنسانية تعنيه دوما سلامة الإنسان وحفظ حقوقه ولذا اتسمت كلمته بشمولية الرؤية واتساع الخطاب ليشمل البشرية جمعاء بالدعوة للاعتدال ونبذ التطرف والعنف والإرهاب، مشيرا إلى أن المسؤولية على النخب كبيرة خصوصا أن الملك عبدالله رجل عملي من خلال تأسيسه مركزا للحوار الوطني في السعودية، وافتتاح مراكز ومؤتمرات دولية للحوار العالمي بين أتباع الأديان والثقافات، إضافة إلى إيمانه العميق بأهمية السلام بالمعنى الحرفي للكلمة وبأبعادها الإنسانية العميقة ما يتطلب تنسيق الجهود وتحقيق التعاون في وضع البرامج والخطط التي تنشر الوعي الصحيح وتحارب الفكر المنحرف وتصحح التصورات الخاطئة في المفاهيم الإسلامية. وأرجع أستاذ التربية وعلم النفس في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور صالح بن يحيى آل جارالله أصالة المملكة إلى تميز قيادتها بإيمانها بما تقول وتطبيق ما تدعو إليه، لافتا إلى أهمية تحقيق معادلة التوفيق بين الأصالة والمعاصرة في المسألة الثقافية كون التمسك بأصالتنا وبناء منهجنا عليها لم يمنعنا من مواكبة العصر والاستفادة من كل إبداعاته وتطوراته المفيدة التي لا ضرر فيها على ديننا وأخلاقنا ولم يكن كما قال الملك حفظه الله في هذه المواكبة الواعية المرشدة ما يؤثر على هويتنا وانتمائنا لأمتنا وتراثها وحضارتها المشرقة، وأضاف دائما ما تأتي كلمة خادم الحرمين في صميم الواقع الاسلامي فإلى وقت قريب، والبعض من المتحمسين من دعاة التكفير يستغلون الأوضاع ويزرعون في عقول ابنائنا ويسقونها من أفكار تخصهم وحدهم لكونها أفكارا مبنية على فهم مغلوط للدين، وقناعات انتقائية ما جر وبالا على الأمة في الفترة الاخيرة، مشيرا إلى أن كلمة خادم الحرمين جاءت لتفصل بين الأفكار الظلامية، وبين نور الاسلام الذي تكفل الله باستمراره، ودخلت دول فيه بالكلمة الطيبة الحسنة وقد قال سبحانه: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين). فيما ثمن المحلل السياسي عمرو العامري خطاب خادم الحرمين كونه موجها صريحا ومباشرا للعلماء والدعاة وأصحاب الأقلام لتفنيد الفكر الضال ومواجهته وفضحه، لافتا إلى أن المعركة فكرية في المقام الأول، وأن الأمر يتطلب تنسيقا تتكامل فيه الجهود ويتحقق فيه التعاون في وضع البرامج والخطط التي تنشر الوعي الصحيح وتحارب الفكر المنحرف وتصحح التصورات الخاطئة في المفاهيم الأسلامية كما جاء في كلمة الملك المفدى. ووصف العامري الكلمة بالدعوة المزدوجة لأصحاب الفكر للقيام بدورهم وكذلك للجهات ذات العلاقة لوضع البرامج والخطط لنشر الوعي الصحيح.