(حالة عمار).. الاسم محفور في ذاكرة أبناء الوطن.. هناك على حافة بعيدة في آخر نقطة في الشمال الغربي تقع البلدة الحدودية المتاخمة للأردن كأقدم مركز حدودي مع الدولة الشقيقة ومازال المنفذ يستقبل الحجاج من دول الشام وتركيا وروسيا وداغستان وغيرها من الدول الإسلامية أما الاسم فإنه يترك دلالاته المتعددة ويوحي بوجود قصة، حيث دارت حكايات كثيرة حول الاسم (عمار) لكن الحقيقة، من منطلق بحثي معرفي، لاتزال غائبة.. ومهما اختلفت القصص أو الأساطير التي نسجت حول اسم حالة عمار يظل الاسم له حالته الخاصة. طوابير بلا تأخير «عكاظ» جالت في المركز الحدودي حيث حافلات الحجاج تقف في طوابير طويلة تحمل جنسيات مختلفة من قاصدي بيت الله الحرام، رجال ونساء تبدو على ملامحهم الاولى الفرحة وهم يدلفون إلى حالة عمار ثم الى تبوك وإلى مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم.. الساعة تشير الى الحادية عشرة صباحا حين وصلت «عكاظ» الى حالة عمار، المسافرون يصطفون في طوابير منظمة، وبرغم الآلاف التي تعبر يوميا، الا الانتظار لا يدوم طويلا حيث تكتمل الاجراءات بسهولة وسط تكامل منظومة من الخدمات يتابعها المشرف على أعمال الحج صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز. الحجاج بصحة وعافية في الطريق الى المنفذ كان لابد من المرور بنائب المشرف على أعمال الحج وكيل إمارة منطقة تبوك محمد عبدالله الحقباني الذي احتفى ب «عكاظ» فقال: كافة الأجهزة والقطاعات الحكومية بمدينة الحجاج بمنفذ حالة عمار تحظى بمتابعة دؤوبة ومستمرة وزيارات متكررة من الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك المشرف العام على أعمال الحج والعمرة حيث امر سموه ببذل كل الجهود لخدمة الحجاج منذ قدومهم وحتى مغادرتهم، والمنفذ استقبل آلافا من ضيوف الرحمن وقدمت لهم كافة الخدمات والتسهيلات ويؤكد أن جميع الحجاج يتمتعون بالصحة والعافية. حراسة وضبط 1268 كيلومترا في حالة عمار وجود كبير لفرق حرس الحدود.. تجهيزات عسكرية ومعدات ونقليات وأجهزة مراقبة وأسلحة وكوادر بشرية مدربة وجاهزة لمواجهة أي طارئ أو معتد او متسلل أو مهرب مخدرات فالمنفذ جزء من شريط حدودي طويل يربط بلادنا بالدول المجاورة بطول مسافة 1268 كيلومترا الأمر الذي يستوجب عملا كبيرا ودقيقا على مدار الساعة. ويقول قائد حرس الحدود في منطقة تبوك اللواء صادق عبدالعزيز الشيخ إن حدودنا آمنة وهي في اعين رجال حرس الحدود الذين يفدون الوطن وحدوده بأرواحهم. وعن التعامل مع قضايا المتسللين قال اللواء الشيخ لدينا انظمة وتعليمات بوقف أي متسلل بطريقة غير نظامية ويتم التعامل معه وفق حالته. وإذا تطلب الموقف ما يستدعي مواجهة المتسللين والمهربين بإطلاق النار فسيتم ذلك وفق الأوامر والتعليمات المطبقة وفق ما يراه القائد الميداني في الموقع لحظة حدوث أي طارئ. وعن طول الحدود البرية والبحرية بمنطقة تبوك قال: تمتد حدودنا البرية والبحرية بتبوك على مسافة 1268كم من نقطة الثميد بقطاع حالة عمار حتى نقطة رحاء الجنوبية بقطاع أملج منها 299كم منطقة برية من الثميد بحالة عمار حتى الدرة بقطاع حقل مشيرا الى أن رجال حرس الحدود يتمركزون في هذه الايام، للذود عن وطنهم وحماية حدوده من كل معتد أو متسلل. قائد حرس الحدود في تبوك زاد أنه تم تجهيز قطاع حالة عمار وحقل بعدد من الكاميرات الحرارية الثابتة والمتحركة التي أثبتت جدارتها في مراقبة الحدود ويتم استخدامها في الأماكن الهامة حسب ما يتوفر من معلومات إلى جانب ثلاثة خطوط دوريات تعمل على مدار الساعة بأبراج المراقبة المجهزة. مشيرا الى أن حرس الحدود يحرص على الاستفادة من أية معلومات تقدم من أي شخص ويتم تحليلها وتمريرها للعاملين في الميدان، موضحا أنه تم العام الماضي القبض على (9) مهربين وأكثر من (48) متسللا من جنسيات مختلفة. وأضاف إن عمل دوريات حرس الحدود البرية والبحرية خلال ايام ذي الحجة لا يختلف عن بقية الأشهر، «في هذا الشهر والأعياد والمناسبات الوطنية والإجازات الصيفية تكثف الأعمال الميدانية خشية استغلال تلك المناسبات من قبل ضعاف النفوس من المهربين والمتسللين للقيام بأية أعمال ممنوعة». من جهته قال مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد في المنطقة الشيخ عبدالله المبارك ان الفرع نفذ برامج توعوية لحجاج بيت الله الحرام عند دخولهم للأراضي المقدسة وهي المرحلة الأولى وعند مغادرتهم سيتم توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين للحجاج المغادرين لبلادهم عبر جميع منافذ المملكة ومن ضمنها منفذ حالة عمار وهي نسخة من القرآن الكريم.